حافظ مصطفى علي“ إن حب اليمنيين للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه واضح من خلال انتشار اسم علي بين الناس في اليمن “ كانت تلك المقولة للراحل - الذي لم يرحل عن قلوبنا- الأستاذ عبدالله فاضل فارع، ولعل وراء تلك الملاحظة أحداث تاريخية لها علاقة باستيلاء الارستقراطية القرشية على ما كان بيد اليمنيين من سيطرة كبرى على التجارة. ومعروف موقف الارستقراطية هذه من تولي الخليفة عي بن أبي طالب الخلافة.اليمنيون الذين عرفوا الدولة قبل أن تعرف في الجزيرة العربية بمئات السنين أشار عليهم مؤلف كتاب “ التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للشرق الأوسط “ آشور إلى أنهم عينوا قائمين على أعمال البلديات في المدن الشامية إبان الفتوحات الإسلامية لأنهم أقرب إلى المدينة من غيرهم من أبناء الجزيرة العربية.يرى البروفسور جان لامبرت المستشرق الفرنسي المقيم في اليمن منذ مطلع الثمانينات والمتخصص بانتروبولوجيا اليمن، إن قصة الفأر الذي أحدث ثقوباً في سد مأرب وأدى إلى انهياره العظيم ربما يرمز إلى مغزى أسطوري عميق.بعض الدارسين الأجانب والمسلمين والعرب يرون في المذهب الشيعي الوعاء المتحفز للثورة في الحضارة الإسلامية، والتاريخ حافل بكثير من هذه الصراعات المريرة والطويلة التي كان أحد طرفيها الشيعة (وانتصار) حزب الله ضد غطرسة إسرائيل امتداد لهذه الثقافة المقاومة.سكن مدينة عدن كثير من مسلمي الهند الشيعة ومارسوا فكرهم وعاداتهم وأثروا وتأثروا بسكان عدن التي تأثرت بعاداتهم وأمثلتهم العامية مثل (هيا بتلاقي سيدي حسن) أو قيام الأهالي بسكب المياه على الأطفال الذين يجوبون الحواري مرددين : (يا عاشور خلي السنة تدور يا عاشور بالماء والبخور).إن الفتنة المراد صبغها بالشيعية - السنية، وظهور مساجد خاصة بالسنة في عدن وقيامها بتلقين المصلين أصول الكراهية ضد الشيعة وبمكبرات صوت المساجد، مما جعل البعض يرى في الطائفة الشيعية خطراً داهماً أكبر من خطر إسرائيل. إن وصول المواقف إلى هذا الحد من الكراهية يفضح الهدف والجهة المستفيدة من محاولة تأجيج الفتنة في هذا الوقت بالذات.يوجد ضمن قانون الصحافة والمطبوعات فقرة تمنع إثارة النعرات ونشر الكراهية، ويقع في هذا الإطار إعلام المساجد الأكثر تأثيراً، فحكمة المشرع في هذه الفقرة بناءً على حقيقة أن الفرد يحيا ويموت متأثراً بمذهبه الذي نشأ عليه، والتعايش في المجتمع الواحد هو عين الحكمة.
|
اتجاهات
محاولات خلق فتنة بمكبرات صوت المساجد
أخبار متعلقة