رياضي رحل في صمت
عدن / عزيز الثعالبي :كان الكابتن رفيق عوض سالم بانوبي صاحب دور كبير في كرة القدم العدنية على وجه الخصوص .. عاشقاً لها ومخلصاً أميناً، منذ أن ارتبط بها لاعباً بعد هجرته الداخلية من مدينة المكلا إلى مدينة عدن في منتصف خمسينيات القرن الماضي .. طلباً للعيش وإطلاق العنان لموهبته الكروية.وجد الكابتن رفيق عوض ضالته في نادي شباب الجزيرة بالمعلا - بالأمس - الذي يضرب الوسط الرياضي المثل بنجومية لاعبيه في زمن كانت كرة القدم في عدن متطورة .. والاهتمام بها واسعاً، والأندية متعددة، والممارسة للعبة براحة نفسية لا تقدر بثمن.[c1]شباب المكلا .. كان البداية[/c]قبل هجرته الداخلية الطويلة في عدن، ارتبط الكابتن رفيق عوض بالصف الأول لفريق نادي الشباب الرياضي بالمكلا بعد تأسيسه عام 1954م وكانت أسرة (آل بانوبي) في حي الحارة - وهي أسرة معروفة في المكلا ارتبطت بمهنة اصطياد الأسماك في بحر المكلا - خير نصير لهذا النادي وخرج الكابتن رفيق عوض منها لاعباً بارزاً في ملاعب عدن. وظل ارتباطه بمدينة المكلا قائماً رغم أنه ربط نفسه بمدينة عدن .. ويأتي مدينة المكلا زائراً .. لأن حبه لعروس بحر العرب «حاجة ثانية».[c1]أهداف رائعة في الحياة[/c]في بداية إقامة رفيق عوض في عدن - النصف الثاني لخمسينيات القرن العشرين - كان الناس هنا وهناك بعد ثورة 23 يوليو المصرية عام 1952م لهم أهداف رائعة في الحياة ينظرون إلى الحاضر بجدية وللمستقبل بأمل .. لم يعرفوا معنى اللامبالاة .. إنما عرفوها في ما بعد!.عندما عرف الرياضيون طريقهم في الحياة من أول خطوة يخطونها أخذ رفيق عوض زمام المبادرة من موقعه في نادي شباب الجزيرة ومد جسر التواصل بين نادي الشباب الرياضي بالمكلا ونادي شباب الجزيرة بالمعلا، ما أثمر قيام فريق كرة القدم لنادي شباب الجزيرة في سبتمبر عام 1963م بأول زيارة رياضية لمدينة المكلا، بدعوة من نادي الشباب الرياضي بالمكلا ورافق الفريق في تلك الزيارة الفنان القدير محمد مرشد ناجي الذي أحيا سهرات غنائية على مسرح القصر السلطاني بالمكلا، بينما خاض فريق شباب الجزيرة مباريات ودية مع أشهر الفرق في ساحل حضرموت، وشارك فيها نجم الأمس رفيق عوض وذهب ريعها لصالح نادي الشباب الرياضي بالمكلا (النادي المستضيف).[c1]طموح .. بلا حدود[/c]استمر (ابن المكلا) رفيق عوض لاعباً ضمن صفوف فريق نادي شباب الجزيرة بالمعلا إلى ما قبل نهاية حقبة ستينيات القرن الماضي، لينتقل بعد ذلك إلى محطة (تحكيم المباريات) في ملعب الشهيد الحبيشي بكريتر / عدن، بطموح الحصول على الشارة الدولية، شارة «الفيفا». ويبدو أنه نال لقب (حكم دولي مرشح) واستمر بنجاح في قيادة المباريات في ثغر اليمن .. عدن ، وكان سلك التحكيم يحفل بحكام مقتدرين، في مقدمتهم الحكم الدولي محمد أحمد مقبل (المقبلي) وعلي حاجب ومحمد المسرج وسيف بن سيف ومحمد النويجي وحسن مسرج وغيرهم من حكام اللعبة في مدينة عدن.[c1]رفيق .. المراقب الفني[/c]واصل رفيق عوض خدمته لكرة القدم اليمنية، بعد أن توقف عن التحكيم وأفاد بخبرته المكتسبة في مجال هذه اللعبة من خلال انتقاله إلى (مراقب فني) للمباريات (الدوري العام ومسابقة الكأس) وغيرها من المنافسات، مؤكداً حبه الجارف لكرة القدم، ومنحته اللجنة العليا للحكام فرصة المراقبة الفنية للمباريات في مختلف المحافظات وفي تجمعات أبطال المحافظات للدرجة الثالثة نحو التأهل للدرجة الثانية .. وله مع قيادة فرع اتحاد كرة القدم لمحافظة عدن حكاية.[c1]حديث الذكريات[/c]وأثناء تواجدي في عدن في منتصف عام 2005م زرت الكابتن رفيق عوض في منزله في مدينة المكلا بصحبة الزميل فضل علي خميس المحرر الرياضي في وكالة الأنباء اليمنية / سبأ فرع عدن.وخلال تلك الزيارة سجلت شهادته على رياضة الأمس ورموز تحكيم لعبة كرة القدم في عدن وحضرموت الذين عاصرهم من أجل إضافة (شهادته) إلى الكتاب الذي أعده عن الرياضة في محافظة حضرموت خلال القرن الماضي .. وعرفت أنه متابع جيد لما تنشره الصحافة الرياضية اليمنية والعربية.[c1]الرحيل في صمت[/c]وفي الأسبوع الماضي ودعنا نجم الأمس (رفيق عوض) وهو في العقد السابع من العمر، رحل في صمت، في هذا الشهر الكريم .. رمضان المبارك.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.