“علو في الحياة وفي الممات لعمرك تلك إحدى المعجزات”- ورحل عنا أبو مهيار “الأول” بعد رحيل أبي مهيار”الثاني”.. رحل عبد الرحمن إبراهيم.. الشامخ الباسم الأنيق الأليف، الأثير على قلوبنا، رحل في وقت لم يعد فيه للوفاء أوفياء.. فرحمة الله عليك أبا مهيار.. وإلى جنته الخالدة..- أبو مهيار “ الأول” سألني في حفل تكريمه بقاعة بن خلدون قبل أيام: لقد قالوا لي أنك كتبت عني ـ يقصد “أبو مهيار” .. فقلت له أنت “الأول” وهو”الثاني” من حيث المكانة الأدبية والعملية والفكرية والعمرية.. يعطيك الصحة والعافية يا عبد الرحمن.. هكذا قلت له وزدت: لقد كتبت عن “ابو مهيار” الثاني ـ محمد شرف نعمان، الأخ والصديق والصحافي الأنيق.. رحمة الله عليه، فهو أبو مهيار مثلك، وربما تأثر بك لحبه لك وسمى ابنه بنفس الاسم.. فضحك الخلوق إبراهيم كعادته، وتناول سيجارة، فقلت له: بطال على صحتك، فقال: الأعمار بيد الله.. وهكذا تحادثنا حتى نهاية الحفل!- إيه يا أبا مهيار.. إنهارت قوانا ونحن نتصفح خبر وفاتك، كانت صدمة لنا نحن محبيك وزملائك، فقد كنت تنعم بالصحة، اللهم من معاناة داخلية من المرض، لم تكن بادية على محياك.. لقد كتمت وقاومت وكانت إرادة الله.. فها أنت تتركنا، ومهيار ما زال بحاجة إليك.. كما هي حاجة “إلزا” والأسرة الكريمة التي كنت لها الحصن الحصين، والمدافع الأمين، وهل ينسى الأحبة غاليهم وحاميهم وربهم الذي لولاه لما كانوا في هذه الأسرة الكريمة؟!- نعم يا عبد الرحمن إبراهيم.. يا حبيبنا، أيها النهر الدفاق عذوبة وروعة في الحياة.. ها قد ختمت الرحلة وأديت الرسالة، وتركت لنا إرثاً سيظل يذكرنا، والأجيال القادمة بك ما عشنا، وربما لن يطول مكوثنا بعدن، فالحياة والموت شيء واحد، وجود وخروج من الوجود إلى حياة أخرى باقية والحياة الفانية هي تلك التي عشتها أنت ونحن، لكنك جعلتها آسرة جميلة، وعطرتها بأريج لم نعهده من قبل.. هكذا هي الأقدار.وسبحان الذي لا يسهى ولا ينام.. فهل يا ترى، الحياة بعدن رغيدة أثيرة.. لمن عاش معك وعرفك.. واختلطت آهاته وأناته ودماؤه معك حتى آخر يوم من حياتك؟!- أبا مهيار، أيها الراحل الخالد، لن ننساك وأنت الذي كان جرساً يذكرنا دائماً بما ننساه.. فقد حفظنا عنك الوصية ولن نتركها أبداً فنم قرير العين، في جنة الله إلى أبد الأبدين.. فيوم القيامة سوف يكون له وقع، ولكن علمه عند رب العالمين..- والعزاء لأسرتك الكريمة وأهلك وذويك، ولنا نحن محبيك.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الوداع يا أبا مهيار
أخبار متعلقة