أضواء
تشهد الدولة تنمية كبيرة وضخمة وسريعة أيضاً، وهذه التنمية بإيقاعها وطريقتها جعلت الجميع أفراداً ومؤسسات يهرعون للحاق بقطارها خوفا من أن يفوتهم، وهو حق مشروع طالما ان النفوس تتعلق بتحقيق طموحات وآمال كبيرة.وطالما أن الفرص متاحة أمام الجميع لاغتنامها، لكن ذلك لا يعني مطلقا ان نركب قطار التنمية دون ان نكون مستعدين لرحلة ستكون طويلة وشاقة وربما مرهقة، وذلك لا يعني التعجل في وضع أقدامنا داخل أي قاطرة دون أدوات تعيننا على المواصلة والاستمرار. مناسبة حديثنا هذا ما كشفت عنه بعض الإمارات في الدولة من مشاريع عملاقة وضخمة بمليارات الدولارات. هذه المشاريع رغم عوائدها المنتظرة والمحفزة للحاق بقطار التنمية تبقى بحاجة لاستعدادات تسبقها، استعدادات تتمثل في إمكانات مادية وبشرية تكون قد استوفت متطلبات الإعلان عن تلك المشاريع قبل البدء في تنفيذها. وما نقصده في حديثنا هو البنية التحتية. البنية التحتية التي تشمل منشآت وخدمات وتجهيزات يحتاجها المجتمع كوسائل المواصلات كالطرق والمطارات ووسائل الاتصالات بالإضافة إلى نظام الصرف الصحي وتمديد المياه والكهرباء، وغيرها من الأدوات التي تعتبر أساسا لنجاح أي مشروع صغيرا كان أم كبيرا. فإذا كانت بعض الإمارات في الدولة حريصة على الا تتخلف عن ركب التنمية الذي تسير فيه الدولة أسوة ببعض الإمارات الأخرى التي قطعت شوطا كبيرا في ذلك خلال السنوات الماضية، فمن باب أولى ان تركز هذه الإمارات على إنجاز بنيتها التحتية وتوفير كل مستلزمات سكانها قبل الإعلان عن أي مشروع ضخم سيتطلب بنية تحتية ذات إمكانيات أكبر. لسنا ضد الطموحات، لكن هناك أولويات لا ينبغي إغفالها كاحتياجات ومتطلبات سكان تلك الإمارات. فإذا كانت البنية التحتية اليوم في تلك الإمارات التي نعنيها مازالت بحاجة لجهود تبذل في سنوات لتغطية العجز وجوانب القصور، فكيف نتوقع نجاح ما تعلن عنه من مشاريع مستقبلية؟ الإعلان عن مشاريع ضخمة وكبيرة بحاجة لاستعدادات أضخم وأكبر، وإذا كانت بعض الإمارات مصرة على اللحاق بركب التنمية السريع في الدولة لتجد طموحاتها انجازات، فلابد من تدشين مرحلة متجددة بطاقة أكبر في عملية التنمية الشاملة التي منها البنية التحتية. ولابد من رفع المستوى الخدمي لها لأنها تعد عاملاً أساسياً ينبغي توافره بجانب المشروعات التطويرية، وهو الأمر الذي ندرك ان غيابه يتسبب في فشل أي مشروع. القيادات العليا في الدولة اهتمت بالبنية التحتية ووضعت خططا مستقبلية لتطويرها، وحلولا لمشكلاتها لإدراكها التام أن تطوير البنى التحتية هو استثمار طويل الأمد ويدفع عجلة التقدّم الاقتصادي والمعيشي في الدولة، لذا فإن الإمارات التي سبق إعلانها عن مشاريعها الضخمة الإعلان عن اكتمال البنى التحتية فيها معنية اليوم بالاستفادة مما تتيحه القيادات العليا في الدولة لتحرز السبق في متطلبات التنمية، ولتتمكن من انجاز مشاريعها وفق خطط لا نتمنى تعثرها في وقت من الأوقات، بسبب استعدادات كان ينبغي البدء بها مبكرا. هذا ما نتمناه، فالنجاح لا يكمن في قدرتنا على الصعود إلى قطار التنمية بل في القدرة على الصمود إلى نهاية الرحلة. [c1]* صحيفة (البيان )الاماراتية [/c]