أمريكا ترفع مستوى الإنذار وتشير إلى وقوف القاعدة وراء المخطط
لندن / وكالات:ذكرت الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) أنه تم إحباط خطة إرهابية كبيرة لتفجير طائرات في الجو أثناء تحليقها بين بريطانيا والولايات المتحدة, مما دفع إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد وأحدث حالة من الفوضى في حركة النقل الجويالعالمي, واعتقل 21 شخصا لعلاقتهم بالخطة.وعلق وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشرتوف أمس قائلا إن المخطط الإرهابي المتمثل في تفجير طائرات كان في "المرحلة الأخيرة" من الإعداد، وأضاف "لقد جمعوا بالفعل كل ما يحتاجون إليه من عناصر وكانوا في المرحلة النهائية من الإعداد قبل الانتقال إلى التنفيذ". وتابع قائلا إن مخطط تفجير الطائرات يحمل ملامح تدعو إلى الاعتقاد بوقوف تنظيم القاعدة وراءه.وذكرت الشرطة أن الخطة التي كانت تشتمل على إخفاء عبوات ناسفة في حقائب يدوية, كانت "محاولة لارتكاب جريمة قتل جماعي على نطاق لا يمكن تخيله". وصرح نائب رئيس شرطة لندن بول ستيفنسون في مؤتمر صحافي أن ضباط الشرطة واثقون من أن عملياتهم أدت إلى إحباط محاولة للتسبب "في موت ودمار غير مسبوقين". وأعلن ستيفنسون عن اعتقال 21 شخصا، والمح إلى أن إسلاميين بريطانيين ربما كانوا وراء خطة التفجير. وأكد أن "أشخاص ربما يتخفون وراء مجتمع تحت عقائد معينة" هم وراء الخطة. وعادة يستخدم البريطانيون كلمة "مجتمع" للإشارة إلى الأقلية البريطانية من ديانات وأعراق مختلفة وخصوصا المسلمون.ونقلت وكالة "برس اسوشييشن" البريطانية عن مصادر رفيعة المستوى في الشرطة أن معظم المعتقلين هم من أصل باكستاني إلا أن معظمهم، ان لم يكن جميعهم, بريطانيون. وقبل مغادرة مكان عقد المؤتمر الصحافي أمام مكتب سكتلنديارد, قال ستيفنسون إن العملية التي تقوم بها الشرطة لا تستهدف أية جماعات أقلية. وأكد أن "المسألة لا تتعلق بالمجتمعات, بل بمجرمين".من جهته أعلن وزير الداخلية البريطاني جون ريد أن الخطة الإرهابية كانت تهدف إلى "إسقاط عدد من الطائرات عن طريق تفجيرها في الجو" لتسبيب " خسائر فادحة في الأرواح". . وأضاف ريد أن الخطة التي أحبطتها سكتلنديارد كانت "كبيرة للغاية" والسلطات تعتقد أنها كانت تشكل "تهديدا كبيرا للمملكة المتحدة وشركائها الدوليين". وقال إن إحباط المخطط جرى "بدعم تام" من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يقضي إجازة في جزر الكاريبي. وقد أطلع الرئيس الأمريكي جورج بوش على إحباط الخطة الإرهابية, حسب مكتب بلير.وفي واشنطن أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية رفع مستوى الإنذار إلى المستوى "الحاد" بوجود تهديد على كافة الطائرات المتوجهة إلى الولايات المتحدة. إلا أن الوزارة أشارت إلى أنها لم تعثر على أي دليل على وجود أي مخطط يتم إعداده في الولايات المتحدة لتفجير طائرات أثناء تحليقها بين الولايات المتحدة وبريطانيا.وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات البريطانية حيث لم يعد يسمح للمسافرين بحمل الأمتعة اليدوية ويسمح لهم فقط أمور مثل المفاتيح وحافظات النقود وحفاظات الأطفال في حقيبة شفافة. كما فرضت قيود على حمل السوائل بحيث يتعين على من يحمل رضاعات أطفال تذوق محتواها قبل الصعود إلى الطائرة. ومنع كذلك حمل السائل المخصص لعدسات العيون. وتسبب فرض الإجراءات الأمنية في حالة من الفوضى واضطرت الكثير من الخطوط البريطانية والأجنبية إلى إلغاء رحلاتها.وأعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية التي تشغل المطارات البريطانية إلغاء كافة رحلاتها القادمة والمغادرة عبر مطار هيثرو من وإلى مطارات في المملكة المتحدة وأوروبا وألغت كل من الخطوط الفرنسية والألمانية والتركية والإسرائيلية واليونانية والهولندية رحلاتها المتجهة إلى بريطانيا. وتشكلت الطوابير الطويلة في مطارات البلاد بما فيها مطار هثيرو ومطار ستانستيد خارج لندن.وقالت الأنباء إن "الفوضى تعم" في مطار هيثرو البريطاني الرئيسي, موضحة أنه "مكتظ بالناس ولا يمكن التحرك فيه". وأضافت أنه لا يوجد أي موظف عند نقطة الجمارك.. وذكرت الشرطة في وقت سابق أنه تم الكشف عن الخطة في عملية مشتركة بين قسم مكافحة الإرهاب في سكتلنديارد وأجهزة الأمن استمرت عدة أشهر. وقال ريد إن مركز تحليل الإرهاب المشترك رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى وأضاف "نعلن عن ذلك الآن كما وعدت البرلمان الشهر الماضي هذا إجراء احتياطي ونحن نبذل كل ما بوسعنا لإحباط أي عمل إرهابي آخر".وأوضح أن "ذلك يعني عرقلة كبيرة في كل المطارات البريطانية ابتداء من اليوم. لكننا نرغب في أن يعود الناس إلى حياتهم الطبيعي في أسرع وقت ممكن".وكانت لندن شهدت هجوما انتحاريا نفذه أربعة شبان وراح ضحيته 56 شخصا في يوليو 2005.وكان ريد أعلن الأربعاء الماضي أن بريطانيا تواجه "أصعب فترة من التهديد الشديد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وقال إنه فيما ستبذل أجهزة الأمن كافة جهودها إلا أنها لا تستطيع ضمان نجاحها بنسبة مئة بالمئة في مكافحة الإرهاب.. وأضاف في كلمة القاها في مؤسسة "ديموس" الفكرية "نمر فيما يمكن أن يكون أطول فترة من التهديد الشديد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وأوضح "أن قواتنا وأجهزتها الأمنية وأجهزة الدولة تقدم الظروف الضرورية للغاية لهزيمة الإرهاب إلا أنها لا يمكن أن تتمكن من القيام بذلك لوحدها"..ومن ناحية أخرى ذكر المحلل الأمني روهان غوناراتنا من معهد الدراسات الدفاعية والإستراتيجية في سنغافورة أن الخطة تحمل بصمات القاعدة, مؤكدا أن التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن هو الوحيد القادر على التخطيط لمثل هذا الهجوم.