«حصن الوزاني» عبارة عن قرية سياحية تقع على بعد أمتار من الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل وعلى مرأى من الجنود الإسرائيليين في الجانب الآخر من الحدود.قبل تسعة أشهر، عاد خليل عبدالله «58 عاما» من أفريقيا بعد غربة استمرت عقودا، واستقر في لبنان ليبدأ بتنفيذ مشروعه في بناء القرية السايحية التي تبلغ كلفتها بحسب الخرائط الموضوعة حتى الآن من دون الإضافات ومن دون احتساب قيمة الأرض، أكثر من ثلاثة ملايين دولار.وسيمتد المشروع على مساحة أربعين ألف متر مربع في ارض ظلت محظورة على عائلة عبدالله لسنوات طويلة، بين عامي 1978، تاريخ دخول الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب، و2000 تاريخ انسحابه.وفي 2006، وقعت حرب مدمرة بين حزب الله الذي يعتبر الجنوب معقله الأساسي، وإسرائيل خلفت حوالي 1200 قتيل في الجانب اللبناني ودمارا هائلا في المناطق الجنوبية. ويبقى هاجس اندلاع نزاع جديد قائما في منطقة تخضع حاليا لإشراف الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل».وتصف اليونيفيل الموقع الذي يقام فيه المشروع بـ «الحساس». وقال المتحدث باسم القوات الدولية نيراج سينغ ردا على سؤال لوكالة فرانس برس «المشروع قريب من الخط الأزرق «...» والخط الأزرق منطقة حساسة. لذلك، من المهم جدا التزام الحذر في أي نشاط يحصل فيها».وتابع «نحن على اتصال مع الأطراف للتأكد من عدم حصول أي سوء تفاهم يؤدي إلى تصعيد الوضع، وطلبنا الامتناع عن أي عمل يمكن أن ينظر إليه على انه استفزازي».ويصعب تمييز الحد الفاصل بين ما هو استفزازي وما هو غير ذلك، في منطقة تتسم بتاريخ حافل من الحروب والتوترات.وقفز مشروع «حصن الوزاني» فجأة إلى واجهة الأحداث قبل أيام بعد أن أكد الجيش اللبناني دخول احد عشر عنصرا من الجيش الإسرائيلي المشروع «في خرق للخط الأزرق» و«انتهاك للسيادة اللبنانية».وقال الجيش إن الإسرائيليين انتزعوا مقود حفارة كانت تعمل في المكان وعادوا أدراجهم. واستتبع ذلك تقديم الحكومة اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.إلا أن الحادث لم يؤثر على سير العمل. وعند مدخل المشروع ارتفع طاحونان من الحجر البركاني الغامق اللون يذكران بالقرية اللبنانية القديمة وسور مستوحى من الحضارة البيزنطية. كما انتهى تقريبا بناء غرف على شكل قرية مغربية تقليدية. أما خيم القش، فتحمل ذكريات خليل عبدالله في الدول الأفريقية.وسيتم في وقت لاحق بناء ستين شاليهاً في سفح الجبل الملاصق للنهر وتسع فيلات على رأسه. وستستغرق هذه المرحلة سنتين اخريين. كما سيضم المشروع ناديا للخيل وقاعة انترنت وسوبرماركت ومستوصفا صحيا وناديا رياضيا وملعب تنس وصالة مطعم شتوي.ويعتمد المشروع مواصفات صديقة للبيئة، لجهة تشجير كل الطريق المؤدية إليه والتي حفرها أصحاب المشروع على نفقتهم الخاصة واستخدام الطاقة الشمسية والتوفير في الإضاءة وتكرير مياه المجاري الصحية.وينظر خليل إلى عناصر اليونيفيل الذين يقومون بزيارة استطلاع إلى المكان، وعناصر الجيش اللبناني الذين استحدثوا موقعا على تلة داخل المشروع بعد «الخرق الاسرائيلي» ، ويقول «المشروع سياحي مئة في المائة ومفتوح لجميع الناس لبنانيين أوأجانب، والهدف منه اجتذاب السياح فقط لا غير».ثم يضيف «هو حلم والدي وحلمي... أنا أريد فقط أن انهي أيامي في هذا المكان».