الاستاذ البان
متابعة/ عياش علي محمد :قام منتدى (تبن) الثقافي، بزيارة خاصة إلى منزل المربي القدير أحمد عبد اللطيف البان، أول مدير مدرسة بنات في لحج (1953 - 1954م) وقد تألف الزوار من :- الأستاذ علي حسن القاضي، رئيس اتحاد أدباء وفنانين لحج.- أحمد صلاح ناصر كرد، ابن الملحن القدير صلاح ناصر كرد.- وليد أمين أحمد مقبل ابن الشاعر الغنائي أمين أحمد مقبل الذي قدم للأغنية اللحجية أجمل القصائد.- عياش علي محمد كاتب صحفي ..وكان في استقبال الزوار ابن الأستاذ أحمد عبد اللطيف البان (محمد) الذي قاد الوفد إلى والده، وأكرم ضيافته كعادة أبناء المربين والعظام..والأستاذ أحمد عبداللطيف البان، الذي تشهد له لحج كلها بعظمة بيت أهل البان كونهم أوائل بناة التعليم المنهاجي، الذي بدأت به لحج على يد والده الشيخ عبداللطيف البان.وظهر لنا الأستاذ القدير أحمد عبد اللطيف بأنه لا يزال شاباً رغم دخول عمره (الثمانينات)، ولكنه لا يزال يتمتع بحب النكتة والأمثال والحكم والتواضع، فقد كان الأستاذ أحمد عبد اللطيف عندما عينه السلطان علي عبد الكريم (53 - 1954م) مديراً لأول مدرسة للبنات في الحوطة (لحج) يذهب بنفسه إلى بيوت الأمهات والآباء طالباً بناتهم للتعليم، وكم مرة شوهد وهو يقود ابنة هذا الفلاح أو ذاك الصياد إلى المدرسة بعد أن يقنع والدها بالانضمام إلى التعليم الابتدائي..فكان تمتعه بالهدوء والحكمة ساعده على إتقان عمله في المدرسة، وجذب البنات إليه وجعلهن أكثر انجذاباً للتعليم..تحدث الأستاذ أحمد عبد اللطيف عن بداية فكرة تأسيس مدرسة للبنات في لحج فقال :طلب الأستاذ عبدالله علي الجفري مدير المعارف آنذاك من السلطان علي عبد الكريم العبدلي أن يؤسس مدرسة بنات في لحج (الحوطة) وعندما وافق السلطان على ذلك، اعترضت فكرتهم كيفية إلحاق البنات بالمدرسة، فما كان من السيد عبدالله علي الجفري إلا أن يبادر بنفسه في توفير الطلاب من البنات فبدأ بنفسه فقدم اثنتين من بناته وواحدة تخدم في بيته واسمها (بيسة) والرابعة بنت قاضي لحج الشرعي عبدالله حسن القاضي فبدأت مدرسة البنات بلحج (بأربع) طالبات فقط.ويستمر الأستاذ أحمد عبد اللطيف في حديثه :استغلينا المبنى الذي كانت تشغله إدارة الزراعة بلحج، وتوسعت الصفوف والتحقت العديد من البنات في هذه المدرسة حتى صعب علينا استيعابهم وفي عهد السلطان فضل بن علي العبدلي الذي جاء بعد السلطان علي عبد الكريم، ثم بناء مدرسة خاصة للبنات وهي المبنى الحالي لإدارة التربية لحج..وعن كيفية توفير المدرسات لهذه المدرسة، قال الأستاذ أحمد عبد اللطيف البان، إن ذلك تم بفضل مساعدة الأخت العزيزة (نجيبة حاتم) أخت الشيخ عبدالله حاتم وهي من مدينة الشيخ عثمان وكانت مسئولة عن تدريس البنات في حكومة الاتحاد الفيدرالي.. وتساعدها كل من الأخت العزيزة فتحية عبد الغني ورجاء عبد الغني، وكانت سياسة الأستاذة القديرة (نجيبة حاتم) بأن التي تريد أن تتوظف كمدرسة تبدأ أولاً من لحج (أي من الريف) وبعد سنة يمكنها أن تنتقل إلى عدن. وهكذا ازداد عدد المدرسات والطالبات في لحج.ورداً على سؤال كيف جاءت المدرسات من الأردن لمدرسة البنات بلحج؟ قال : جاءت هؤلاء المدرسات على طريقة طلب العمل كمدرسات في لحج وهي الفرصة الوحيدة للتوظيف، وعندما يكون أحد الأشخاص العرب يعمل في عدن يقوم بالتواصل مع أخواته أو بنات أعمامه ويطلعهن على هذا الأمر، ويطلب مجيئهن إلى عدن للتوظيف والعمل فيها وعند مجيئهن إلى عدن يتقدمن بطلب التدريس مع التعليم في لحج وهكذا بدأت هذه الشخصيات التعليمية من الأردن إلى السودان إلى لبنان بالمجيء إلى لحج للعمل في مدرسة البنات فيها..أما أول مدرسة محسنية في لحج فقال المربي القدير أحمد عبد اللطيف البان، إن والده عبد اللطيف البان كان يدرس الطلاب في بيته الكائن في حي قيصا/ لحج، وبعد أن تم بناء المدرسة المحسنية الأولى وطلب السلطان منه نقل طلابه إلى المدرسة التي بناها السلطان وهي المدرسة المحسنية الأولى، التي كانت حسب وصية الأمير محسن فضل العبدلي الذي جعلت من أراضيه وأطيانه وفقاً للمدرسة المحسنية والمستشفى..أما المدرسة المحسنية الحالية فقد بناها السلطان عبد الكريم فضل العبدلي (1919 -1946م) وجعلها على شكل (كلية جامعية) حيث كان يدرس فيها الابتدائي (6) سنوات والإعدادي (3) سنوات ثم المرحلة الثانوية وبعدها ينتقل الطالب إلى (مصر) لإكمال تعليمه وليس هناك أي مشكلة في معادلة الشهادات فالمنهاج الذي يدرس في المدرسة المحسنية هو المنهاج المصري نفسه وهذا يدخل الطالب المتخرج في المدرسة المحسنية مباشرة إلى الكليات الجامعية المصرية بدون أي مشاكل.وعن أول مدير للمدرسة المحسنية في لحج، يقول الأستاذ أحمد عبد اللطيف البان، إن أول مدير للمدرسة كان من أصل (سوري) وهو الأستاذ الفاضل حسن زكريا، طلبه السلطان (عبد الكريم فضل) من سوريا آنذاك وكان أول مدرس ومدير مدرسة عربي من سوريا..هذا ما نتج عن زيارتنا للمربي القدير الأستاذ أحمد عبد اللطيف البان، الذي يكتنز في ذاكرته أشياء كبيرة وعظيمة، استطعنا فقط أن نلتقط منها ما تيسر من ذلك الزمان العظيم الذي أنجب رجالاً عظاماً بعظمة هذا الأستاذ القدير أحمد عبد اللطيف البان، الذي نتمنى له الصحة والعافية ليكون ذخراً لهذا الوطن.