محمد صالح الجرادياسهاماً في التواصل الانساني والخروج من عزلة التخلف العربي معرفياً وثقافياً .. تتولى اضاءات مركز البابطين للترجمة الذي يتخذ من الكويت مقراً له منذ تأسيسه في العام 2005م ويندرج ضمن قائمة مشروعات يرعاها ويمولها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وفي مقدمتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لحوار الحضارات ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي .جديد البابطين للترجمة وبالتعاون مع دار الساقي في بيروت يرصد في "طبعته العربية " ملامح وتفاصيل " طبقات الهوية المدنية من اسبرطة واثينا وروما وحتى الانتماء للعالمية تحت عنوانه العريض " تاريخ موجز للمواطنية" لمؤلفه " ديريك هيتر" ابرز المؤلفين الغربيين والاوروبيين اهتماماً بالبحث في مسألة المواطنية كان اهتمامه قاده في سنوات سابقة الى إنجاز العديد من المؤلفات حول هذه المسألة منها :" ما هي المواطنية ؟" و " تاريخ التعليم للمواطنية " و "المواطنية: مثل المدنية في التاريخ العالمي ".وما يؤكده بلاغ صحفي عن مؤسسة البابطين ومركزه للترجمة أن كتاب " تاريخ موجز للمواطنية" بترجمته من لغته الأم الانجليزية الى العربية يأتي متسقاً ومناسباً مع ما يعتمل في الراهن العربي وفي الوقت الذي تموج فيه أفكار الاصلاح في وطننا العربي بفعل عوامل عديدة ومختلفة ومن هذه الاتساقية الظرفية والموضوعية يعتقد البابطين أن الكتاب جاء ليسد فراغاً معرفياً أساسياً يزداد في قيمته كلما تقدمنا في قراءة موسوعيته .في أهميته والمبسط في عرضه والممتع في بلاغه أسلوبه والشامل في تناوله لواحدة من أوجه القضايا التي تشغل مجتمعاتنا في المرحلة الراهنة وتفتقر إليها المكتبة العربية .وتشكف محتويات الكتاب تتبعاً ورصداً للمسار التاريخي للمواطنية وأنماطها وفق منهجية وصفية وتحليلية مسنودة بالمقارنة الموضوعية ومشفوعة بثبوت الابتعاد عن أي منحى ايدلوجي أو أحكام مسبقة والى جانب ذلك يمثل الكتاب مسحاً شاملاً لأشكال " المواطنية من الأومنة القديمة بدءً مواطنية اسبارطة واثينا وروما مروراً بالمواطنية في القرون الوسطى وعصر الثورات في أوروبا وارميكا ووصولاً الى المواطنية بأشكالها المعاصرة وطبقاتها وخصوصياتها الوطنية".على أن مؤلفه لم يتجاهل مناقشة الارتباط الواقعي والراهن لمسألة المواطنية .. فقد خصص حيزاً معقولاً في خاتمة الكتاب لشرح التحديات والاشكالات التي تتصل بالمواطنية في ضوء العولمة والتحولات الاجتماعية والاستهلاكية بما في ذلك طروحات ما أسمى بـ " المواطنية العالمية " والحركات التي عرفتها التي رفعت "شعارات العالم كله هو بلدنا " والجبهة الانسانية لمواطني العالم التي وضعت ماأسمي سجل مواطني العالم لنحو "800" ألف مؤيد دعو الى ما اسموه حكومة فيدرالية عالمية مع برلمان منتخب.ومقابل إيضاح الكتاب للاشكالات والتحديات يسوق معالجات مقرونة باثباتات تاريخية في ضوء طبيعتها اعتبر كبار النقاد والاكاديميين أن الكتاب "جعل التاريخ في بنية واحدة" وهو ما قاله البروفيسور " كارين زيفي" من جامعة جنوب كاليفورنيا " في حين قال عنه الدكتور "أيان ديفس" من جامعة يورك أنه – أي الكتاب- استعراض ممتاز للمواطنية يتسم بالعمق والمتانة وهو من المرجعيات الرائدة في هذا المضمار".الكتاب أنجز ترجمته الى العربية أصف ناصر ومكرم خليل ويقع في 224 صفحة تتوزع على 6 فصول وخاتمة ومصادر ومراجع وفهارس هجائية .وعلى صعيد معرفي علمي آخر جاء كتاب " فضولية العلم " عن مركز الترجمة ذاته ليسلط الضوء على مجمل التحولات التي احدثها العلم والتكنولوجيا في حياة المجتمعات ولا سيما بعد ثورة الطباعة وإكتشاف الميكروسكوب والتليسكوب مدعماً ذلك بالاكتشافات والنظريات العلمية والتاريخية والمعاصرة ..ويتقصى الكتاب لمؤلفه "سابريل ايدون" وترجمه من الانجليزية الى العربية " أحمد مغربي" مناطق ضوء الاكتشافات والنظريات العلمية : الافلاك ، الكرة الارضية ، عالم الاحياء ، الطاقة ، ماهية المادة والاعداد كما يعرض في فصل خاص أهم المكتشفين العلميين وانجازاتهم بدءً من " طاليس" و " فيثاغورس" وإكتشافات الحضارة الصينية القديمة مروراً بإكتشافات الحضارة العربية الاسلامية و " كولومبس" و " غاليلو" ووصولاً الى " فراداي" والتحليل الكهربائي و" ماسكويل" و " ماندلييف" ويشمل الكتاب ايضاً توضيحات مجدولة ومسلسلة تاريخياً عن أهم الاحداث في كل من علم الفلك والبيولوجيا والكيمياء وعلم الارض والفيزياء والتكنولوجيا العلمية .يشار الى أن مركز البابطين للترجمة الذي يديره حالياً الدكتور الياس البراج قبل عامين ثمانية كتب في الثقافة العامة منها اى جانب المؤلفين المشار إليهما سلفاً :"الخير العام" و " المسلمون في أوروبا " و " الملح" و " التربية الخاطئة للغرب" و " الاسبرين ".وتأتي هذه المتوالية من المؤلفات المترجمة الى العربية ضمن برنامج "المركز" لتشجيع الترجمة وتبسيط العلوم وثقافة التكنولوجيا لقرار العربية من مختلف الشرائح والمستويات التعليمية وفي إطار سلسلة الكتب الدورية المترجمة الى العربية التي يدعمها المركز لما فيه رفد الثقافة العربية بما هو جديد ومفيد إيماناً بأهمية الترجمة في التنمية المعرفية وتعزيز التفاعل بين الحضارات .الجدير بالذكر أن " البابطين للترجمة" بدأ مؤخراً العمل على برنامجين مختلفين الاول مع " دار نشر الجامعة الامريكية في القاهرة " وهو برنامج خاص يعتني بترجمة كتب عربية الى اللغة الانجليزية بهدف المساهمة في تعريف القارئ الغربي على حقيقة العرب تاريخياً وفكرياً وعلمياً ..فيما يركز البرنامج الثاني على تشجيع مختلف دور النشر العربية المهتمة بترجمة الكتب العلمية وذلك وفق قواعد مرنة تحقق الاهداف الحضارية للترجمة والتي أنشأ المركز لأجلها .
أخبار متعلقة