فيصل علوي ..
ماجد السقافلم يكن فيصل علوي - رحمه الله - مجرد فنان، بل كان ابنـا بارا لليمن ولأهله، وكان مثالا صادقـا للوفاء والحب والوطنية والانتماء والإخلاص وكان النموذج الذي يحترم عمله ويقدره ويعطيه كل نبضة من نبضات قلبه وكل قطرة من دمه، ويوم ترجل ورحل عنا وجاء النبأ كانت الفاجعة، كما يقول الشاعر محمد سعيد جرادة في إحدى قصائده :[c1]نبأ رجوت بأن أكذب مسمعـــي من هول موقعه فخاب رجائيالله في فقد العظام فإنــــــــهرزء الفخار ونكبه العليـــــــــاءوفجيعة الأوطان في أعلامــهاكفجيعـــة الآبـــــاء بالأبنــــاء[/c]فيصل علوي كان جزءا من تاريخ الحركة الفنية اليمنية للفترة (1959 - 2010م) أي نصف قرن من الزمان.ويعد من الرعيل الأول للحركة الفنية في لحج الخضيرة التي طالما عشقها وتغنى بها وألهب طيلة أربعة عقود من رحلة العود مشاعر الملايين على مستوى الداخل والخارج.نصف قرن من الزمان وهو في حضور دائم بحرارة.. وبحماس.. وثبات وفي كل المناسبات الاجتماعية والثقافية والوطنية تجده وستظل أعماله الفنية خالدة الذكر وتحتل مكانة متميزة ومتفردة في تاريخ الفن اليمني باعتراف الجمهور أولا واعتراف عدد كبير ممن كتبوا عنه في حياته وحتى بعد مماته.رغم أن فيصل علوي قد رحل عن دنيانا منذ (سبعين يومـا) لكن لا تزال الأحزان والأتراح من جراء الصدمة في لحج وحوطتها وأزقة عدن وحاراتها وضواحيها والحالمة تعز وفي قلب أبين وحضرموت وإب وكل أرجاء اليمن قائمة على فراق فنان الشعب فيصل علوي رحمه الله.واليوم الثامن عشر من أبريل 2010م نقدم التعازي ونحيي التأبين لواحد من أبرز أعلام الفن والطرب اليمني، ونعبر عن المرارة والحزن وندعو الله أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أسرته وملايين محبيه الصبر والسلوان.فكفانا أحزانـا وأتراحا يا أبريل.. أبريل 93 ترجل الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم رحمه الله وفي أبريل 2002م فقدنا مدرسة فنية أخرى (محمد سعد عبدالله) رحمه الله.وكثيرون ممن أخذتهم يا أبريل.نعم نحن اليوم في حزن يا أبريل... سبعون يومـا على رحيل فناننا الشعبي الكبير فيصل علوي، غاب منها ولكنه ما زال باقيـا معنا.. ساكنـا في عقولنا وقلوبنا مالكـا لمشاعرنا ووجداننا.سبعون يومـا مرت كسبعين سنة، إن جاز لي التعبير فسيظل فيصل علوي في الذاكرة معتمدا على قاعدة ذهبية بسيطة جدا كانت السبب في ارتفاعه إلى مكانة فنية عظيمة، وهي القاعدة نفسها التي كانت السبب في عظمة ونجاح غزير الشعر والفن والأدب الأمير الراحل أحمد فضل القمندان قبله بعشرات السنين.ولا يحتاج الإنسان للتبحر في علوم الشعر والغناء والموسيقى ليعرف أن القاعدة الذهبية اسمها (الجاذبية) وتكوين الجاذبية يمكن تحليلها بالأجهزة العلمية التقنية الحديثة، لكن عمل الجاذبية في القلوب والجوانح لا يعرف سره إلا الله!وما قدمه فيصل علوي كان واضحـا أنه فرع من شجرة القمندان الضخمة (التراث اللحجي الذي لا ينضب).ولكن هذا الفرع أحيا هذا التراث وطوره خلال أربعة عقود من الزمان، وأبدع وقطع لنفسه من الشجرة وغرس جذوره في الأرض، حتى كبر وصار شجرة مثمرة وارفة الظلال - محققـا نجاحات عديدة في ألوان الغناء اليمني، فقد قدم في الأغنية العاطفية والموضوعية والوطنية الحماسية انتصاره وانتماءه للوطن ووحدته وربط أبناءه به من خلال دعوته لأبناء الوطن في المهجر في أغنيته الموضوعية والوطنية في السبعينيات من القرن الماضي التي صدح بها (شوقي إليكم شوق عصفور الشجر) لحنـا وأداء شنف به الآذان وقهر القلوب حبـا وإيمانـا بالوطن ودعوته للمهاجر إلى الإسهام في بناء وطنه.فيصل علوي - رحمه الله - علم فني متميز سيبقى في قلوب ووجدان أبناء الشعب اليمني؛ لأنه فنان الشعب.. وفنانو الشعوب قلائل لا ينسون وهو سيبقى واحدا منهم .رحم الله فنان الشعب فيصل علوي.