بغداد / وكالات :تم الافراج عن احد الايرانيين الستة الذين اعتقلهم الجيش الأمريكي في عملية مثيرة للجدل يؤكد مسؤولون ايرانيون انها استهدفت القنصلية الايرانية في اربيل, كبرى مدن اقليم كردستان العراق الخميس، وذلك حسبما ما أعلن الجيش الأمريكي في بيان له أمس الجمعة.فيما أعلن مسؤول عسكري اميركي كبير ان القوات الاميركية قد تستهدف من الآن وصاعدا من وصفهم بقادة متطرفين من الشيعة والسنة في بغداد. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان العراقيين وافقوا على رفع القيود التي كانت تحول حتى الان دون مهاجمة القوات الاميركية لبعض القادة المتطرفين.وتابع المسؤول، ان العراقيين وافقوا ايضا على رفع القيود عن العمليات الاميركية في مدينة الصدر, معقل انصار مقتدى الصدر.ولكنه اوضح ان القوات الاميركية لن تهاجم القادة السياسيين.واشار الى ان الاشخاص الذين سيستهدفون هم الضالعون مباشرة في اعمال العنف المسؤول العسكري الاميركي استبعد ان يقاتل الاميركيون ميليشيات مثل جيش المهدي الا اذا كانت البادئة بالهجوم.واعتبر ان هذه السياسة الجديدة حول العمليات العسكرية في بغداد تشكل التزاما عراقياً على اساس الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق.بالمقابل، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الحكومة العراقية من اضاعة الوقت وعدم بذل الجهود اللازمة لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقالت رايس في شهادة لها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان “رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يدرك ان حكومته اشترت بعض الوقت ليس فقط من الشعب الأميركي بل من الشعب العراقي كذلك”. واضافت انها لمست خلال لقائها السابق مع المالكي في عمان ان “لديه عزم” على المضي في جهود تحقيق الاستقرار في العراق. ورفضت رايس الاقرار بأن العراق يشهد حربا أهلية شاملة معتبرة انه “من الخطأ ان يكون هناك انطباع بأن جميع السنة يقاتلون جميع الشيعة في العراق”. وقالت ان حكومة المالكي تحاول اعادة اقرار النظام في العراق على نحو يتضمن تعامل القوات العراقية بمساعدة اميركية مع الميليشات ومجموعات الموت التي تقوم بعمليات الاغتيال والقتل على اسس طائفية. واضافت ان الرئيس بوش ابلغ المالكي بأنه “يتحتم عليه أن يكون عادلا في تعقب القتلة سواء كانوا من السنة او الشيعة” مشيرة الى ان المالكي قد تعهد للرئيس بوش بالقيام بذلك.ولفتت رايس الى ان الولايات المتحدة سترى ما اذا كان العراقيون سيلتزمون بتعهداتهم ام لا معتبرة ان “مسؤولي الحكومة العراقية يدركون حاليا انهم اذا لم ينجحوا في اعادة الامن الى العراقيين فان الشعب العراقي لن يستمر في مساندتهم”.في غضون ذلك قال السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد إن بعض القادة العراقيين أخطأوا التقدير عندما ظنوا أن الدعم الامريكي سيستمر دون شروط لكنهم يدركون الان أن صبر الشعب الامريكي ينفد.وفي مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان) بثت أمس الجمعة بدا أن تصريحات خليل زاد تتفق مع تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي قالت ان الوقت ينفد من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.وقال خليل زاد ان المالكي أدرك أن المساعي الدبلوماسية لم تنجح في حل الميليشيات الشيعية وان الوقت حان للتحرك.وقال خليل زاد “الرئيس كان حازما منذ البداية وبعض الناس ربما أخطأوا التقدير بظنهم أنهم مهما فعلوا أو لم يفعلوا فسيستمر الدعم بسبب الموقف الثابت الذي اتخذه الرئيس منذ البداية.”وأضاف “الرئيس بعث برسالة جيدة وشديدة للغاية بأن صبر الشعب الامريكي ينفد.”وذكر أن المالكي وهو شيعي قدم التزاما باتخاذ اجراءات صارمة ضد الميليشيات الشيعية وهو مطلب أساسي من واشنطن والاقلية العربية السنية التي تلقي على عاتق الميليشيات مسؤولية ادارة فرق الموت.وصنفت واشنطن جيش المهدي وهو الميليشيا الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأنها الخطر الاكبر على أمن العراق. ولم يبذل المالكي الذي يعتمد على تيار الصدر لدعمه في البرلمان والحكومة جهودا كافية كي يكبح جماح جيش المهدي رغم أنه تعهد مرارا بعدم السماح الا للقوات المسلحة بحمل السلاح.وعندما سئل ان كان المالكي سيتصدى بالفعل لجيش المهدي هذه المرة أجاب خليل زاد “تعهد بذلك لرئيس الولايات المتحدة. لن يكون هناك مخبأ. أخبرني أنه منح المساعي الدبلوماسية مع الميليشيات فرصة والان سيتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لانجاز هذه المهمة.”وأضاف “هذه أفضل فرصة لديهم للتحرك واذا لم يتحركوا فانهم يدركون أن هناك الكثير على المحك بالنسبة لهم أيضا.”ووعد المالكي بشن حملة أمنية كبيرة في بغداد ترمي الى التصدي للجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية أو السياسية. لكن في ظل الشكوك التي تحيط بأفراد الجيش والشرطة بشأن انتماءاتهم الطائفية فان النجاح سيكون صعبا.كما حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن واشنطن قد تعيد النظر في خطتها لإرسال قوات إضافية إلى العراق تفوق العشرين ألف جندي إذا لم تحترم حكومة نوري المالكي تعهداتها بوضع حد لأعمال العنف الطائفي في البلاد.وأشار غيتس في جلسة استماع للكونغرس -تعرض خلالها لأسئلة صعبة من النواب الديمقراطيين والجمهوريين- إن القوات الإضافية التي سترسل إلى العراق ستبقى لشهور ولن تبقى سنوات. لكنه في نفس الوقت رفض تحديد مدة زمنية لبقاء تلك القوات.ميدانيا هاجم مسلحون مجهولون أنبوب النفط الرئيسي الذي ينقل النفط من مدينة كركوك. وقال مسؤولون في شركة نفط الشمال إن المسلحين أشعلوا النار في الأنبوب, وإن ألسنة النيران ظلت تتصاعد حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في حين ضربت القوات الأميركية طوقا حول المكان. وقد أعلنت الشرطة العراقية عثورها على 37 جثة مجهولة الهوية في بغداد خلال الـ24 ساعة الماضية، تعرض أصحابها للتعذيب قبل قتلهم.كما أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق.