بسبب سياسة الحكومة :
بكين / متابعات :إدمان الانترنت يمكننا أن نعرفه بأنه، حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي إلى اضطرابات في السلوك ويستدل عليها بعدة ظواهر منها زيادة عدد الساعات أمام الكومبيوتر بشكل مطرد تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه في البداية، ومواصلة الجلوس أمام الشبكة على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل السهر، الأرق، التأخر في العمل، إهمال الواجبات الأسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات ومشاكل، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاده عن الدخول على الانترنت ، كما أن إدمان الانترنت أدى بالبعض لفقدان علاقات اجتماعية أو زوجية وتأخر وظيفي، كما أدى بالبعض للانطواء والعزوف عن المجتمع.وإدمان الانترنت لا يصيب البالغين فقط بل الأطفال أيضا خاصة مع توافر الجديد كل يوم في ألعاب الكومبيوتر، وهذا الإدمان ينعكس سلبيا وبشكل أكبر من البالغين على حياة الطفل ومواعيد نومه ودراسته ويصبح انطوائيا لا يخرج مع أصدقاءه أو يمارس أي هوايات أخرى سوى الجلوس على الشبكة بلا كلل أو ملل.ومن أهم الدراسات التي ظهرت حديثاً في هذا الصدد، دراسة أجراها الباحث الصيني جاو ونبين من معهد العلوم النفسية بأكاديمية العلوم، حيث أكد أن غالبية مستخدمي الانترنت في الصين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 19 عاماً في حين أن معدل أعمار الاشخاص الذين يستخدمون الاننرنت في البلدان الاخري هي ما بين 20 ــ30 عاماً، مشيراً إلى أن 51 في المائة من الذين يشاركون في ألعاب الانترنت، ويعتبرون من المدمنين، أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 14ــ 19 سنة، مما يثبت أن مدمني الإنترنت معظمهم من المراهقين.وقد أرجع الباحثون الصينيون سبب إدمان المراهقين في بلادهم على الإنترنت إلى سياسة الحكومة التي لا تسمح للزوجين إلا بإنجاب طفلٍ واحدٍ مما يؤدي إلي شعور هؤلاء بالعزلة والبحث عن وسيلة لتمضية الوقت، الأمر الذي جعل مدير مركز العلاج للمدمنين علي الانترنت في بيجينج تاو يدعو الحكومة إلي إصدار قرار يحد من الوقت الذي يقضيه الطلاب وهو يلعبون علي الانترنت.وكانت دراسة صينية قد أكدت أن أكثر من 2 مليون صينى يعانون من إدمان الانترنت، مشيرة إلي أن غالبية مدمني الإنترنت من الذكور وتتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً، كما أن 15 بالمائة منهم ممن يعيشون في المدن الكبيرة يحتاجون إلى مساعدة عاجلة.يأتى ذلك فى الوقت الذى أظهرت فيه صحيفة حكومية صينية أن الصين شهدت ارتفاعاً في جرائم الأحداث بلغت نسبته 68 بالمائة خلال خمس سنوات وأن هذا الرقم قابل للزيادة.ومع تصاعد القلق بشأن إدمان المزيد من الشبان للإنترنت، أصدرت الصين مجموعة من القواعد التنظيمية التي تهدف الى الحد من التهافت على ألعاب الكمبيوتر في مقاهي الانترنت وفرض غرامات مالية باهظة على أصحابها الذين يسمحون للقصر بارتيادها.