تباين في الآراء حول نسبة الإقبال وحجم العائدات
صنعاء / سبأ :بعد مضي ثلاث سنوات من مجرد الاعتماد على الصبر والتضحية والتحدي كقوت رئيسي لأغلب الجمعيات الحرفية المشاركة في مهرجان صيف صنعاء، يبدو أن المهرجان الذي يحتفل ببلوغ عامه الرابع، بدأ يؤتي جزءا من ثماره ويعود ولو بقليل من العائدات المادية على مشغلي هذه الجمعيات، رغم تكرار الشكاوى من محدودية هذه العائدات والتذمر من موسمية العمل وضعف القدرة الشرائية لدى الجمهور ممن لا يكفي أن يكونوا مولعين بمجرد “الإمعان بالنظر إليها”، وفق الجمعيات.وبين من يعتبر الموسم السياحي الحالي للمهرجان الأفضل مقارنة بالمواسم السياحية السابقة للمهرجان من حيث الإقبال والتسويق للمنتجات، وبين من يرى انه لا يختلف عن سابقيه من المواسم، يبقى حديث منظمو المهرجان عن تلقيهم الكثير من طلبات الحصول على تراخيص المشاركة من قبل بعض الجمعيات الحرفية بأمانة العاصمة، فضلا عن حالة التخوف وربما التحفظ التي يبديها بعض ممثلي الجمعيات من ذكر حجم العائدات هو ما حال دون الحصول على أرقام دقيقة بحجم العائدات. ورغم تباين آراء ممثلي الجمعيات المشاركة وغالبيتهن من النساء حول نسبة الإقبال وحجم العائدات لدرجة تصل إلى حد التضارب فأن الزائر لمسرح فعاليات المهرجان يلحظ من خلال تحويل خيام الجمعيات الحرفية المشاركة البالغ عددها عشرين خيمة إلى ساحة المهرجان وكأنه مهرجان لتسوق العائلات.كما يلحظ الزائر أن المهرجان لم يعد يقتصر على كونه متنفسا للأسر والعائلات من زوار اليمن الباحثين عن المتعة والترفيه فحسب، بقدر ما بات يشكل أيضا مسرحا للتحصيل وكسب الرزق والتنافس الشريف بين الجمعيات الحرفية المشاركة، التي يظل الحظ الأوفر حليف من يقدم منها المنتج الأفضل والسعر الأنسب.آراء على مدى خمس سنوات وأروى الجبل ممثلة جمعية من الجمعيات المشاركة لا تقتات سوى الصبر والتحدي وربما تقاسم حرارة الشمس والغبار والتعب في ساحة المهرجان مع غيرها من ممثلي الجمعيات، لكن اليوم كما تقول أروى التي بدت منتشية وعلامات التفاؤل مرتسمة على محياها “حجم المبيعات أفضل من الأعوام السابقة بكثير”. ومع أن منتجات الجمعيات الحرفية، وهي تمثل نماذج من هدايا للذكرى وتحف وأزياء وإكسسوارات ومصوغات) ،تعد من أكثر المنتجات معاناة من موسمية تسويقها، نتيجة محدودية جمهورها وربما اقتصارهم على زوار اليمن من العرب والأجانب الذي يحتفلون بها أكثر من السكان المحليين.ويحول ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن مقارنة بالقدرة الشرائية لدى الأجنبي دون احتفائه بها خصوصا في ظل التفاوت الكبير في تقدير أسعارها وأثمانها من جمعية لأخرى رغم واحدية خاماتها.وما تزال مثل هذه المنتجات تحظى بإقبال واسع من قبل الجمهور رغم بروز الكثير من المنتجات المعاصرة والبديلة وإغراق الأسواق بالبضائع المستوردة والأرخص ثمنا، لكن عامل التفنن في تطوير مثل هذه المنتجات هو ما يجعلها مقبولة من عدمه حسب أروى.وترى أروى أن رواج هذه المنتجات واحتفاظها ببريقها وخصوصيتها لدى الجمهور في المهرجان، يعود إلى الحالة التنافسية التي خلقها المهرجان بين الجمعيات نحو تقديم الأفضل والأرخص والأنسب ما جعل من الإقبال على هذه المنتجات يشكل فرصة لن تعوض بالنسبة للجمهور.وتتفق عبير (ممثلة جمعية حرفية) مع أروى في أن رواج مثل هذه المنتجات في موسم الصيف الحالي يعود إلى تحول المهرجان إلى ساحة للتسوق ليس لمواطني الداخل بل زوار صيف صنعاء واليمن، لا فتة إلى أن غالبية زبائنها كانوا من المغتربين.وعلى عكس عبير تشير سعاد الجمالي من جمعية سام إلى أن الزبائن يعجبون بالمعروضات من مشغولات يدوية ومجسمات فخارية تراثية لكن أسعارها لا تناسبهم، مؤكدةً مناسبة الأسعار نظراً لجودة المنتج وارتفاع أسعار مواده الخام فضلاً عن الجهد والوقت اللازم لعمله.ويذكر إسماعيل الخاشب من جمعية الشروق للتنمية إقبال الزبائن على شراء ميداليات الصور السياحية ولوحات الرسم على الزجاج وأساور اليد وعزوفهم عن المشغولات اليدوية، مرجعاً السبب إلى رخص أسعار الأولى .وعزت فاطمة الصباري من جمعية الإرادة لتنمية المرأة عزوف الزبائن عن شراء المشغولات اليدوية والحرفية في خيمتها إلى حالتهم المادية المتواضعة مقارنة بالأسعار، مؤملة في أن تستقبل خلال الأيام القادمة الجمهور المستهدف مؤكدة على أهمية تكثيف الحملة الإعلامية .فيما تشير رئيسة جمعية الضياء منى الرجوي إلى أن نسبة الإقبال الشرائية متوسطة بالرغم مما اعتبرته “عدم علم الجمهور بالمهرجان” وحضور الكثيرين لمجرد التنزه ما يجعلهم غير مستعدين للشراء، منوهةً بأن طالبات الجمعية قمن بمزج التراث بالمعاصر في مشغولاتهن ليلاقي الرواج المطلوب. أما تاجر وحرفي الفضيات ماهر كباس الذي أصر على التحدث إلينا وبدا منتشيا بوجودنا ومرورنا من جانبه فقد اعتبر نسبة الإقبال الشرائية لا بأس بها، مشيراً إلى أن أغلبية الإقبال من اسر المغتربين اليمنيين.لكن كباس أستدرك قبل أن نختتم بحديثه موضوعنا قائلا :” إننا دفعنا إيجارا عن المكان مبلغ 60 ألف ريال خلال شهر المهرجان بعكس الجمعيات التي لا تدفع إيجارا، لافتاً إلى حرصهم على أن تكون أسعاره منافسة نظرا لما اسماه الكساد السياحي الناتج عن الحوادث الإرهابية المؤسفة الأخيرة التي استهدفت السياحة.