حديث عن حصول تجاوزات لقانون يمنع استخدامها
المنامة / متابعات : أبى شهر رمضان الذي تتميز لياليه بإحياء الصلوات وقراءة القرآن والأدعية، أن يمر دون أن يجدد الجدل في حول قانون رسمي يمنع استخدام مكبرات الصوت في دور العبادة.وفعَّلت إدارتا الأوقاف السنية والجعفرية مع دخول شهر رمضان مرسوم “تنظيم تركيب واستعمال مكبرات الصوت” الصادر عام 1999. ودعت الإدارتان السنية والجعفرية المشرفتان على دور العبادة في البحرين إلى عدم استخدام مكبرات الصوت خلال الصلوات وإحياء ليالي شهر رمضان، واستثنت الأذان والإقامة. واستندت الإدارتان إلى قانون يعاقب الإمام أو المؤذن المخالف الخاضع لأحكام قانون الخدمة المدنية بالفصل من الخدمة، لكنها تغاضت في ذات الوقت عن بعض دور العبادة “المخالفة” لعدم إثارة الرأي العام.ورغم صدور توجيهات بذلك في بداية شهر رمضان، إلا أن رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية أكد تسجيل عدد من الشكاوى بشأن مكبرات الصوت. وقال الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة في اتصال هاتفي مع موقع “العربية.نت” إن إدارته قامت بحل هذه الشكاوى من خلال زيارتها لدور العبادة المعنية.وبدا واضحاً أن الكثير من المساجد لم يغلق المكبرات أثناء صلاة العشاء، لكنها التزمت بالقانون أثناء صلاة القيام، في مظهر يبدو طارئاً على الأجواء الرمضانية في البحرين.وكان مستشار ملك البحرين الشيخ محمد علي الستري قد استبق الجميع بتجديد دعمه للقانون. وقال المستشار في تصريحات صحافية نشرتها صحيفة “الوسط” خلال الأيام الأولى من رمضان إن “الدعاء والمناجاة تكون بين العبد وربه ولا حاجة لاستخدام مكبرات الصوت لإسماع الناس ومن في الأسواق والأزقة هذا الدعاء”. وأضاف “كلما كان الدعاء خالصاً لله، كانت حالة الخشوع والتضرع أكبر”.[c1] المجلس العلمائي يرفض[/c]وعلى النقيض جدد المجلس الإسلامي العلمائي رفضه للقانون، معتبراً أن دور العبادة لا تخضع لقرار سياسي. وقال المجلس الذي يعتبر أعلى هيئة تضم علماء الشيعة في البحرين في بيان رسمي: ‘’إننا نرفض من حيث المبدأ أي قرار يقيد الحريات الدينية، ونؤكد ضرورة أن تبقى الشعائر والممارسات الدينية بمنأى عن تحكم القرار السياسي’’.وأكد المجلس “مراعاة مشاعر الآخرين، وعدم إزعاجهم أو أذيتهم، وهذه مسؤولية إسلامية يتفهمها المؤمنون، ويسعون إلى رعايتها في ما بينهم’’.ومن جهته، رفض رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية اتهام الحكومة بـ”الوصاية” على المساجد، واعتبر أن القوانين الخاصة بدور العبادة تنظيمية وتأتي في إطار تطبيق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم انتهاك حقوق الجار.[c1] شكاوى عائلية [/c]ويشتكي الكثير من الأهالي الذين تقع بيوتهم بجانب المساجد والحسينيات من “إزعاج مكبرات الصوت للصغار والمرضى وكبار السن”، لكن آخرين يجاورون نفس دور العبادة يرفضون مثل هذه التبريرات. وفي ردّه على مقال تناول هذا الجدل، كتب مشارك في أحد المواقع الإلكترونية أنه لا يجرؤ على إبداء “انزعاجه” من مكبرات صوت مسجد وحسينية يحيطان بمنزله خوفاً من وصفه بـ”الملحد”.ويقترح الكاتب غسان الشهابي الذي سبق له تناول الموضوع السماح لدور العبادة باستخدام مكبرات الصوت بدرجة لا تدفع الآخرين للشكوى. وقال لـ”العربية.نت” إن استخدام المكبرات حتى ما قبل منتصف الليل بساعة قد يكون مقبولاً، لكن الشهابي يرى في ذات الوقت أن منع استخدام هذه المكبرات يفقد “الأجواء الروحانية الرمضانية متعتها”. وتساءل “ما الذي يميز رمضان البحرين غير أصوات الصلوات وقراءة القرآن؟ هل تعبر الخيام الرمضانية عن الأجواء الرمضانية؟”. وبدا واضحاً أن المساجد والحسينيات الشيعية استثنت نفسها لأن كثيراً منها لا يخضع لسلطة الدولة بشكل مباشر، وتشرف عليها إدارات منتخبة شعبياً.