الحصاد المائي للأمطار والسيول بوادي حضرموت
إعداد: المهندس محروس علي بن سلم :وادي حضرموت من أكبر وديان الجزيرة العربية وهو من المناطق الجافة حيث يمتد من رملة السبعتين غربا وينتهي بمصبه في سيحوت محافظة المهرة الواقعة على البحر العربي ويقع بين خطي عرض 15 - 17 درجة شمالاً وخطي طول 46-51 درجة شرقاً ويتراوح ارتفاعه عن سطح البحر بين 600-700 متر وتبعد مدينة سيئون عاصمة الوادي عن المكلا عاصمة محافظة حضرموت بمسافة 320 كيلومتراً وعن العاصمة صنعاء 610 كيلومترات، ويصب في الوادي الرئيسي عدد من الأودية الفرعية حيث تشق الهضبة الجنوبة أودية عرما - دهر - رخية- عمد- دوعن- وادي العين- منوب- وادي بن علي- شحوح- جثمة- جذع- تاربة- عدم - مشطه- عينات- يبحر- تنعة- برهوت. أما الهضبة الشمالية فتشقها أودية هينن -سر - نعام- جعيمة- مدر- الذهب- ثبي- تريم- عيديد- الغبراء- قسم- الخون- عردة- فغمة- ووادي ينهب. ويطلق عادة اسم وادي المسيلة على جزء من الوادي الرئيسي من نقطة التقاء وادي سر بوادي عدم عند منطقة حيد قاسم إلى مصبه في سيحوت. وتسقط الامطار في موسمين خلال شهري مارس وابريل والثاني في يوليو واغسطس أما المعدل السنوي لسقوط الأمطار فهولا يتجاوز 66.5 مللي متر في العام ونتيجة لشح الامطار وحدودية مياه السيول فإن المياه الجوفية اصبحت ذات أهمية قصوى.هذا وتشير الدراسات في وادي حضرموت إلى أن هناك ثلاثة خزانات جوفية تختزن حوالي 284 مليون متر مكعب من المياه وتقدر الدراسات نفسها بأن كمية التغذية السنوية تترواح بين 80-70 مليون متر مكعب في حين أن المستهلك من الماء ازداد من 20 مليون متر مكعب عام 1952م إلى حوالي 159 مليون متر مكعب في عام 1985م. هذا وسيقوم مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة الوحدة الحقلية حضرموت بأعمال تحسين وإعادة تأهيل منشأة الري بالسيول الصغيرة والمتوسطة في مواقع مختلفة بوادي حضرموت، وكذا تحسين مداخل قنوات الري بالسيول وحماية ضفاف الأودية وسيتم الاختيار لاعمال تحسينات الري بالسيول الصغيرة والمتوسطة وفقا للمعايير الخاصة بإعادة تأهيل منشآت الري بالسيول الصغيرة والمتوسطة من قبل المشروع. كما أن على الدولة الاستمرار في تحسين وإعادة تأهيل منشآت الري بالسيول الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي بناها اجدادنا بتعاونهم وتكاتفهم وادراكهم لأهمية الحفاظ على مياه السيول والامطار بإمكانياتهم البسيطة وخبراتهم العظيمة وتشييدهم وبنائهم للعديد من الحواجز (السدود) الترابية والحجرية والحواجز التحويلية وقنوات الري بالسيول وذات مواصفات عالية التقنية، ونحب أن نشير إلى بعض هذه السدود وفقا لما جاء في كتاب تاريخ وادي حضرموت الزراعي بقلم (جعفر محمد السقاف):-1 السد الواقع بوادي عدم منطقة الردود قرب قرية (سونة). -2 السد الرئيسي بمنطقة (سناء) والذي عرف بسد (الخلفة) ومن المؤسف أن السيول قد جرفت كل جدران واحجار السد. سد منطقة بحران ويسقي من وادي العين ودوعن. -3 سد بين منطقة (عندل والباطنة)أوسع منطقة بالوادي وتسقي من وادي العين ودوعن وعمد .-4 سد بين منطقة( شبام والمحترقة) وتسقى من وادي العين ودوعن وعمد وسر وعقران-5 سد بمنطقة باجلحبان بمضيق حيد قاسم قرب بلدة تريم حيث تتجمع مياه الوديان كلها من الغرب والجنوب. -6 سد عينات والذي تم إعادة بنائه وتشييده وتتجمع فيه جميع مياه سيول الهضبة الجنوبية والشمالية. كما تشير الدراسة إلى وجود بعض منابع المياه التي يزيد منسوبها بزيادة هطول الامطار ونذكر نماذج منها: 1 - نبع وادي غنيمة قرب بلدة تاربه.2 - نبع الغبراء قرب قرية دمون بنيت له بركة صغيرة في العهد القريب لخزن المياه وذلك لشحة مائه.3 - نبع جذع قرب قرية مريمةوتوجد في أعلى الجبل صهاريج متعددة من صنع الطبيعة واسعة وعميقة والمنطقة صخرية حيث تبقي المياه مدة طويلة.[c1]الحصاد المائي للامطار والسيول[/c] يقصد بالحصاد المائي تجميع مياه الأمطار والسيول وتخزينه لتوفير الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية وتوفير مياه الشرب للانسان والحيوان. وتعتبر مياه الامطار والسيول المصدر الوحيد للحياة المتجددة للاستفادة منها في تغذية الخزان الجوفي ويواجه هذا المورد بعض المعيقات حيث لا يستغل منه إلا جزء يسير فقط في ري المزروعات بينما الجزء الاكبر يذهب هدراً إلى البحر العربي ومعروف أن مياه السيول تجري بتصريف عالي نسبياً نتيجة للعوامل الطبيعية الناتجة عن طوبوغرافية معظم الأودية وتقدر نسبة المياه المفقودة من مياه السيول والتي لا يستفاد منها بأكثر من .50 %.[c1]أهداف الحصاد المائي[/c] -1 الحفاظ على مياه الامطار والسيول لاستعمالها في الزراعة ومياه الشرب. -2 الحفاظ على التربة وحمايتها من الانجراف وتحسين خواصها. -3 التوسع في زيادة الرقعة الزراعية بتوفير مياه الري -4 تقليل تكاليف الانتاج الزراعي وزيادة دخل المزارع. اساليب الحصاد المائي هو إقامة الحواجز سواء الترابية أو الحجرية حيث تشترك في هدف هام اذ تصمم لكي توقف جريان المياه كما تمنع وصول تركيز المياه إلى درجة يتسبب عنها انجراف التربة والتقليل من انجراف التربة وزيادة احتفاظ التربة بمياه الأمطار والسيول وتقسم الحواجز حسب الهدف من اقامتها إلى: 1 الحواجز الترابية (الاسوام الترابية) الغرض من انشائها هو تجميع مياه الأمطار والسيول واحتفاظ التربة بالمياه لفترة اطول حتى يستفاد منها في الزراعة ويفضل إقامة عدة حواجز وذلك حسب انحدار الوادي وطوله لتقليل سريان مياه السيول ومنع انجراف التربة. -2 الحواجز الترابية التحويلية(الضمر) الهدف من بنائها هو تحويل مياه السيول الجارية إلى موقع مقاوم للانجراف مثل وجود شريط صخري أو تحويل المياه إلى مناطق زراعية. 3 - الكرفان: إن بناء الكرفان وخصوصاً في المناطق الصحراوية يهدف إلى تأمين مياه الشرب للانسان والحيوان واغراض الري للمحاصيل الزراعية. وقد احتلت هذا السنوات الأخيرة اهتمام الدولة ببناء الكرفان بشكل جيد وتم إدخال الحجار والاسمنت لمداخل ومخارج الكرفان والاستفادة من تجميع مياه الأمطار والسيول التي تساعد في تطوير المنطقة ورفع المستوى المعيشي للسكان. 4 - الحواجز الحجرية (السدود): تعد الحواجز الحجرية احدى الوسائل المهمة التي يمكن بها تحقيق عملية جريان المياه وتقليل انحراف التربة والمساعدة في احتفاظ التربة بمياه السيول والأمطار للاستفادة منها في الزراعة وتغذية الخزان الجوفي. وتحتاج الحواجز الحجرية إلى اساسات ترتكز عليها خوفاً من حدوث الانهيارات وعلى الاخص في المناطق شديدة الانحدار ،كما يجب حفر الاساسات على طبقة قوية بحيث توضع الحجارة الكبيرة على جانبي ارضيه الاساس بينما ترصف الحجارة الصغيرة في وسط الارضية. 5 - الحواجز الحجرية الاسمنتية (السدود) ان تصميم الحواجز الحجرية الاسمنتية يشبه تماماً الحواجز الحجرية مع مراعاة الانتباه بحفر اساسات اسمنتية بباطن الارض وبناء الحواجز الاسمنتية يتم استخدام الحجارة الصغيرة مع الاسمنت بحسب التصميم المقترح.