جوهرة عبدالله عوض :1 - المتقاعدون/هل هم حقاً كالآلات التي انتهت صلاحيتها؟2 - مالذي يمنع أن يعامل المتقاعدون معاملة أندادهم في مختلف مجالات العمل؟3 - الحسد داء ابتلى به الرجال دون النساء يطارد المتقاعدين 1 - المتقاعدون عن العمل في المؤسسات الحكومية وتحديداً في بلادنا يمثلون الشريحة الأكثر تهميشاً في المجتمع العامل فهم لا ينظر إليهم بنفس العين التي ينظر بها إلى زملائهم،ممن مازالوا في الخدمة!فإذا قرّرَت الدولة على سبيل المثال رفع أجور ومرتبات العمال بمبلغ محددٍ أو بنسبة معينة جرّاء ارتفاع اسعار المواد الضرورية في السوق،نرى الحكومة نغمط حقهم ولا تساويهم بزملائهم العاملين في المبلغ حجم المغطى أو النسبة المئوية الممنوحة وكان هؤلاء المتقاعدين غير مسؤولين عن صرفيات أسُر،حتى يكفيهم ما تجود به الحكومة عليهم من زيادة ضئيلة تضاف إلى رواتبهم التي هي في غالبيتها ضئيلة في الأصل .2 - إننا لم نعد نعلم كيف ينظر هؤلاء المسؤولون في بعض الوزارات الحكومية إلى متقاعديهم..اهم غُثاء ما صدَّق هؤلاء المسؤولون التخلص منه؟أم أنهم مجرد موظفين وعمال انتهت مدة صلاحيتهم فما عادوا نافعين في مجتمعهم؟!3 - المتقاعدون في بلاد الله الأخرى لهم مكانتهم المميزة واحترامهم الخاص،والمجتمع ينظر إليهم على أنهم مراجع ثمينة يفترض الاستفادة من خبراتهم الطويلة كلّ في مجال عمله وتخصصّه كما أنّ دولهم تعود إليهم في كل ما يستعصي فهمه والعلم به وتستعين بهم في تأهيل وتنمية قدرات الكوادر الشابة التي لم تحظ بالمعارف المطلوبة في عملها...كل هذا يجري خارج اليمن ويطبق بامتياز،أمّا عندنا هنا في اليمن فالأمر مختلف تماماً،والنظرة إلى هذه الشريحة سوداوية معتمة تماماً.للاسف الشديد-بل أن نظرة بعض مسؤولي الدوائر والمكاتب الحكومية إلى هؤلاء المتقاعدين أشد سوداوية وأكثر عتمة فتراهم يجيبون إذا ما سئلوا عّما تعانيه هذه الشريحة من إهمال وتهميش،بأنهم (أي المتقاعدين)قد أخذوا حقهم وزيادة،وأنهم لا يستحقون أن يساووا بمن هم مازالوا في العمل لأنهم وببساطة لم يعودوا يعملون!!تخيلوا حجم الصدمة المهولة التي تصيب هؤلاء المساكين عندما تصدر إجابة مثل هذه من مسؤول حكومي!!هذا المسؤول الذي لم يكلف نفسه عنا ءالبحث عن الإجابة الطبيعية والمنطقية لما يريد توصيله إلى سائله فيلجأ إلى تلك الإجابة الغريبة العرجاء!!ألم يتبادر إلى ذهن هذا المسؤول أن من يتحدث عنهم قد قضوا الفترة المحددة في العمل حسب التشريعات والقوانين المفروضة من قبل حكومته،بل إن بعضهم زاد عليها تطوعاً من عنده فكيف يريد منهم أن يستمروا في العمل حتى يستحقوا ما يُعطى لغيرهم؟؟4 - معلوم أن الحسد صفة أنثوية أكثر منها كورية،لكن في اليمن-كما يبدو-تنقلب المعايير رأساً على عقب،فالصفة المذكورة هي أشدُّ التصاقاً بالذكور منها بالإناث،فنجد البعض وترى،ذلك على وجوههم ومن نبرات أصواتهم-يشعرون بالمرارة والألم حين يعلمون أن مجموعة من المدرسين يتحصلون على رواتب تفوق ما يستلمونه من رواتب شهرية،حتى وأن كان هذا الفارق لا يتجاوز ألفاً أو ألفي ريال،علماً بأن هذين الرقمين لم يعودا يساويان شيئاً في السوق اليمنية!!فلماذا ياهؤلاء كل هذا الحسد؟؟ ألم تعلموا أن كلما كَبر حجم راتب الشخص كَبرت بالتالي مطالبه واحتياجاته ناهيكم عن الجرع الحكومية القاتلة التي ما انفكت تسبّب للموظفين المسؤولين عن إعاشة أسرهم على وجه التخصيص،ذعراً وصداعاً لادواء له ولا أمل من شفائه؟فأعتبروا ياأولي الألباب.
|
اتجاهات
متقاعدون مهّمشون
أخبار متعلقة