قرأت لك
هكذا، من بلدٍ الى بلد أفتّش بين النجوم عن بنات نعش وأقول إذن من هنا العراق درجت معهنّ منذ الطفولة أعرّفهن واحدة واحدة، ويعرفنني من بين كل الصبيان في بعض الأحيان يغمزن لي حين أكون وحيداً يومها دخلت رهبوت السر، وانتشيت كطائر، كطائر هنّ كالقناديل في صواني العرس يطفن في السماء وفي الليالي الغائمة احزن وتختلّ الدنيا أتفقدهنّ لأنّهن كلّ ما أملك من أمان مجرد وجودهن دليل الثبات والديمومة، يا للاطمئنان تعوّدت ان اراهنّ فوق رأسي الى اليمين قليلاً، أمامي قليلاً. هذا هو مكانهنّ الثابت، جذوري التي في السماء. أحببت صغراهنّ التي تلهث وراءهن في رحيل دائم تلهث وتعرج وتلهث في رحيل دائم ما انتظرنها يوما، ولا هي قادرة على اللحاق قيل عرجاء، تلهث وتعرج، ومن حبي لها سمّيتها مليحة هكذا من بلدٍ الى بلد الى بلد حينما تتغير خريطة الاشياء تستنفر الحواس هذه هدية الغربة غربتي هذه المرة حقيقية، قلتها بضعفٍ عاجز في مسقط الرأس يتعيّن شرقك وغروبك وشمالك وجنوبك كل شروق عداه غروب كل غروب عداه مربك وبنات نعش هذه المرة الى اليسار قليلاً، ورائي قليلاً تطيّرت حقا وملأت قلبي الهواجس كأن العراق انتقل فجأة الى مكان مجهول أو ابتلعه بحر، ورحل.