دوري القدم يسدل ستاره بمفاجأة من العيار الثقيل بهبوط عميد الأندية اليمنية التلال لدوري المظاليم لأول مرة في تاريخه
صنعاء / سبأ / تحقيق / ريام محمد مخشف: أخيرا بعد طول انتظار أسدل الستار على منافسات الدوري اليمني لكرة القدم - أطول دوري في العالم- بإقامة المباراة الأخيرة الفاصلة و الحاسمة التي جمعت التلال مع وحدة صنعاء لتحديد الفريق الرابع الهابط الى الدرجة الثانية التي شهدها ملعب إب الدولي الجديد يوم السبت الماضي وحملت مفاجأة من العيار الثقيل بتوديع التلال عميد الأندية اليمنية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم " النخبة " ليهبط لأول مرة في تاريخه العريق إلى دوري الدرجة الثانية - المظاليم .وشهدت جولات منافسات البطولة الـ 26 والتي حملت النسخة الـ 15 واستمرت قرابة ستة أشهر بمشاركة 14 فريقاً، تنافساً شديداً وساخناً رغم البداية المتذبذبة وغير مستقرة في مباريات دور الذهاب لمعظم الفرق المشاركة الـ 14 نادياً، فلأول مرة شهد الدوري العام لكرة القدم الموسم المنصرم تكرار مسلسل صدارة ترتيب فرق الدوري من فريق لآخر، ومن جولة إلى أخرى، حتى الجولة الأخيرة من ذهاب المسابقة الكروية الرسمية الأولى في البلاد ، وقد تناوب سبعة أندية على اعتلاء صدارة قائمة الترتيب العام حتى الجولة الثالثة عشرة والأخيرة من رحلة الذهاب مع تكرار سيناريو انعدام الوزن لدى الفرق المتقدمة في المراكز الأمامية، وكذا الفرق المتوسطة في المراكز المتأخرة ، ليقفز حسان إلى الصدارة منتزعها من شعب اب الذي حافظ عليها خمس جولات منذ الجولة الثامنة . لكن مع انطلاق مرحلة إياب الدوري تغيير الحال وشهدت تنافساً ساخناً وقوياً على الصدارة التي انحصرت في هذا الدور بين ثلاث فرق كبيرة وعريقة سعى كل منها لإحراز اللقب وهي " حسان ، الصقر ، أهلي صنعاء .. وهو الأمر الذي ظهر جلياً من خلال طموح فريق حسان أبين الجامح للمنافسة على إحراز اللقب الغالي لأول مرة في تاريخه الرياضي والذي كان قريباً جداً من تحقيق هذا الهدف، فيما ظهرت رغبة صقر تعز في المحافظة على لقبه للموسم الثاني على التوالي .. رغم انه تعثر في المراحل الأولى من المسابقة، لكن طموح أهلي صنعاء الجامح صاحب أكثر الإنجازات والبطولات، حيث أحرز اللقب خمس مرات ، وأضاف السادس هذا الموسم ، كأول فريق يمني يحرز لقب الدوري ست مرات ويمتلكه للأبد مرتين .وكان الأهلي هذا الموسم بعيداً عن كل الترشيحات لإحراز اللقب الغالي البتة، لكنه زحف رويداً رويدا واجتاز كافة الصعاب والمشكلات المالية التي اعترضت طريقه في مفتتح المشوار وحتى منتصف مرحلة إياب المسابقة الكروية ، ليتوج في النهاية باللقب بعدما رفع شعار " من يضحك أخيرا يضحك كثيرا " ،خاصة ان الأهلي اعتلى الصدارة لأول مرة هذا الموسم في المرحلتين الأخيرتين توج بهما بطلاً للبطولة .وأجمع محللون ومراقبون رياضيون في بلادنا على أحقية أهلي صنعاء وجدارته في إحراز اللقب هذا الموسم الذي جاء بعد ست سنوات عجاف للأهلي ، بناءً على المعطيات وبحسب الأرقام وإحصائيات البطولة الكروية الرسمية الأولى في اليمن التي تحظى باهتمام ومتابعة جماهيرية غير عادية، حيث ان الأهلي أقل الفرق خسارة بخسارتين فقط خارج قواعده من الشعلة وحسان، وهو أقوى دفاعاً فلم تهتز شباكه سوى 9 مرات فقط ، وثاني أكثر الفرق إحرازا للأهداف بـ 39 هدفاً بعد الصقر الذي أحرز 41 هدفاً بفضل ما يمتلكه من مهاجمين متألقين علي النونو ، عادل السالمي ، تامر حنش.
وأعتبر محللون رياضيون ومتابعون للشأن الرياضي اليمني ان الشيء الأبرز هذا الموسم ويستحق الإشادة هو ظهور فريق حسان المكافح بصورة لافتة وغير مسبوقة وتألق بشكل كبير مكنه من ان يكون قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب لأول مرة في تاريخه، لكن هذا هو حال كرة القدم ، ليحل في الترتيب الثاني والوصيف للمرة الثانية في تاريخه على التوالي بعد أهلي صنعاء ، بعد ان احتل الوصافة الأولى في موسم 93 و94 بعد أهلي صنعاء أيضا . وتشير إحصائيات الدوري إلى ان حسان احتل المركز الأول باعتباره أكثر الفرق فوزاُ بـ 14 مباراة ، ولم يأتي تألق حسان واثبات وجوده بقوة بين الكبار وتصدره لقائمة ترتيب فرق الدوري اليمني لكرة القدم لأكثر مراحل المسابقة من فراغ، بل جاء بعد جهد ومثابرة ، ولأول مرة أبرزت البطولة في تاريخ المسابقة التي عمرها من عمر قيام الوحدة اليمنية عام 1990، ظهور فريق حسان أبين بصورة مغايرة عن كل المواسم السابقة من حيث ثبات المستوى وروعة النتائج وثقة بالنفس رغم الصعوبات الكبيرة لافتقاره للإمكانيات المادية ، لكن لديه قاعدة كبيرة من الشباب الواعد، وما عاب حسان انه ظهر في دوري الإياب بصورة متراجعة جداً كلفته غالياً بافتقاده البطولة بفارق 3 نقاط عن الأهلي البطل، ويكفي حسان فخراً انه الفريق اليمني الوحيد الذي لم يتعاقد مع أي لاعب محترف أجنبي ، مكتفياً بنجومه أبناء النادي المخلصين الذين اثبتوا جدارتهم واستطاعوا تقديم أفضل المستويات ويرسموا أجمل اللوحات على المستطيل الأخضر ، كما قاده مدرب وطني ابن النادي ولاعبه السابق عبدالله مكيش منذ البداية الى النهاية .الصقر تعز حامل اللقب الموسم الماضي صاحب المركز الثالث والميداليات البرونزية برصيد 43 نقطة ظهر بصورة مغايرة ومتراجعة في المراحل الأولى من المسابقة، لكنه استعاد قوته في الثلاث الجولات الأخيرة من دور الذهاب والمراحل الأولى من إياب المسابقة واستطاع انتزاع الصدارة لعدة جولات لكنه فرط في المحافظة على اللقب الغالي للموسم الثاني على التوالي ، في الجولات الأخيرة خاصة بعد هزيمته الثقيلة من مضيفه شعب حضرموت بثلاثية نظيفة في الجولة الـ 24 ، الصقر كان أكثر الفرق إحرازا للأهداف بـ 41 هدفاً وثاني الفرق بالاشتراك مع أهلي صنعاء تحقيقاً للانتصارات بـ 12 مباراة . [c1]صراع القاع وهبوط التلال هو الأبرز هذا الموسم [/c]على الجانب الآخر شهد التنافس في القاع صراعاً ساخناً بين سبع فرق من أجل الهروب من شبح الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية ، هي " شعب حضرموت ، الشعلة ، التلال ، وحدة صنعاء ، اتحاد اب ، شباب البيضاء ، نصر الضالع " ، لكن ما لفت المراقبون والمتابعون الرياضيون ان الدوري هذا الموسم شهد لأول مرة منذ انطلاق المسابقة الكروية في البلاد دخول فرق عريقة معمة دائرة الهبوط للمرة الأولى في تاريخها أبرزها نادي التلال عدن صاحب أول بطولة للدوري اليمني بعد قيام الجمهورية اليمنية عام 1990 ، وحامل اللقب لموسم 2004 / 2005 و أحد أعرق الأندية وأقدمها حيث يعود تاريخه إلى أكثر من مائة عام كثاني أقدم فريق في الوطن العربي بعد سكة حديد مصر 1905 ، ودخل في مباراة حاسمة وفاصلة مع وحدة صنعاء لتحديد الفريق الرابع الهابط لدوري الدرجة الثانية ، جاءت نتيجتها نذير شؤم ليس على التلاليين وحدهم بل كافة الاوساط الجماهيرية والرياضية في بلادنا ، ليودع التلال دوري الأضواء ويحل ضيفاً جديداً لأول مرة في تاريخه في دوري الدرجة الثانية ، وكان فريقي شباب البيضاء ونصر الضالع قد تأكد هبوطهما من جديد لدوري المظاليم ، منذ وقت مبكر ، ولحقهم اتحاد اب في الجولة قبل الأخيرة، فيما نجا الشعلة عدن بأعجوبة من شبح الهبوط لدوري المظاليم للمرة الرابعة على التوالي ، كما أكد نوارس حضرموت انهم فوارس رهان البطولة في دور الإياب بعدما شدوا العزيمة في جولات الدور الثاني تحت قيادة مدربهم المصري المعروف مصطفى حسن وحققوا انتصارات متتالية حافظت على حظوظ بقائهم في مصاف النخبة الكبار كممثلاً وحيداً لمحافظة حضرموت العريقة لعدة سنوات مضت ، بفوزهم المستحق على التلال في الجولة الأخيرة كأول فوز شعباوي في تاريخه على التلال في عدن ، ولم يكتفي ابناء حضرموت بهذا بل قفزوا لاحتلال المركز الخامس برصيد 37 نقطة . بهذا الصدد يقول المحلل والناقد الرياضي المعروف حسين يوسف ": ان الدوري اليمني هذا الموسم شهد لأول مرة منذ انطلاقه عام 1990 دخول فرق كبيرة بحجم التلال معمة الصراع في المؤخرة للنجاة من الهبوط وكان موقف صعب جداً ، ليهبط التلال إلى دوري الدرجة الثانية ، وتسود حالة من الحزن الشديد حالياً في عدن بسبب هبوط التلال لدوري المظاليم بعد ان كان فرط في أهم فرصة للبقاء بدوري الأضواء في الجولة الـ 25 من شعب حضرموت ، ليطل على دوري الثانية الموسم القادم .وأشار يوسف إلى ان الدوري اليمني غريب جداً وهو أول دوري من نوعه في العالم ، عدد المتنافسين على الهبوط ، أكثر من المتنافسين على البطولة .وأرجع يوسف ذلك إلى سوء الإعداد وعدم قيام الأندية بالدور الحقيقي من خلال الاستعداد المبكر والجيد للدوري ، وكذا عدم مشاركتهم في التخطيط مع اتحاد الكرة للتطوير اللعبة والدوري ، من خلال طرح أفكارهم وأراهم ومقترحاتهم .ويرى يوسف ان الأمور تسير بطريقة عشوائية وارتجالية تتسم بالتخبط والهوشلية دون دراسة أو تخطيط سليم لتصحيح مسار اللعبة الأكثر شعبية ، هذا أمر مؤسف جداً ، لأنه ما يوجد منتخبات قوية إلا الدوري القوي ، الدوري اليمني لا يمكن ان نطلق عليه دوري لا قوي و متوسط ، ضعيف جداً بدليل أغلب الفرق تصارعت على النجاة من الهبوط ، فهذه أوضاع سيئة .ودعا إدارات الأندية إلى قيام بدورهم الحقيقي لأنهم في الأخير هم الذين يعانون ويدفعون الثمن غالياً . [c1]سقوط اللاعبين والمدربين الأجانب[/c]وعلى الجانب الأخر شهدت منافسات الدوري في المرحلتين الذهاب والإياب تساقط عدد من المدربين الأجانب والمحليين الذين بلغ عددهم هذا الموسم نحو 29 مدرباً منهم 12 مدرباً أجنبياً و17 محلياً ، كان أول ضحايا المسابقة الكروية الأولى في اليمن مدرب شعب اب المصري علي السعيد الذي هرب بصورة مفاجئة بعد هزيمة فريقه في ملعبه من الرشيد في الجولة الثانية من البطولة ، وتوالى سقوط المدربين ليلحق به مدرب شعب حضرموت الجزائري سمير العيسوب ، والشعلة عدن المغربي حسن الساخي ، والتلال العراقي كاظم خلف لظروف خاصة ، وأقالت إدارة النادي أهلي صنعاء المدرب الإثيوبي شونت بيشاو من تدريب الفريق الأول بعد رحلة قصيرة لم تتجاوز سوى عشر جولات ، وأوكلت المهمة للمدرب الوطني المعروف أمين السنيني حتى الجولة 19 تم قاد الفريق الاهلوي العراقي باسم قاسم الذي استقال من وحدة صنعاء بعد سوء نتائج الفريق الوحداوي ليقود الأهلي إلى إحراز اللقب الغالي للمرة السادسة في تاريخه . وجميع فرق الدوري قامت بتغيير مدربيها باستثناء ثلاث فرق فقط حيث استمر حتى النهاية المدرب الوطني عبدالله مكيش مع حسان والسوداني مهدي مهداوي مع اليرموك والاثيوبي أبراهام مع الهلال الحديدة .فيما تعاقدت معظم الأندية المشاركة مع لاعبين محترفين اغلبهم من إثيوبيا ومصر والسودان باستثناء فريق حسان الذي اكتفى بأبناء النادي وحقق معهم وصيف البطولة ، ووصل عدد اللاعبين الأجانب هذا الموسم نحو 44 لاعباً منهم 13 لاعباً إثيوبيا وتسعة لاعبين مصريين وسبعة سودانيين و3 عراقيين و 5 ومن الكونغو الإفريقية و4 من المغرب و2 من نيجيريا ولاعب واحد فقط من جزر القمر زين الدين عز الدين الذي لعب مع وحدة صنعاء تم الاستغناء عنه في منتصف مرحلة الذهاب ، بقي 15 لاعباً محترفاً أجنبيا فقط الذين استمروا في اللعب في منافسات الدوري من البداية إلى النهاية وهم ثنائي أهلي صنعاء الإثيوبيان احمد ابراهيم خليل وعرفات سعيد ، ومواطنهم هداف الدوري هذا الموسم لاعب هلال الحديدة برهانو قاسم ، وثلاثي التلال الكونغوليين امبويو وموتشمبا واندومبي ، وثلاثي الصقر الإثيوبيين يوردانوس وأنور سراج بايو مولو ، وثنائي فريق الرشيد تعز الإثيوبيان سامسون ميخائيل وصامويل ديجاس وثلاثي شباب البيضاء السوداني بدر الدين سليمان والمصري هارون جمعة والنيجيري ديفيد ، والمغربي عثمان صالحو المحترف في اليرموك .[c1]أول دوري دون تأجيلات أو توقف[/c] في الوقت الذي يرى البعض ان الدوري هذا الموسم جاء منتظماً دون تأجيلات أو توقف عكس ما كان يحدث في المواسم السابقة ، لكن ما عابه انه انطلق متأخراً عن كثير من البلدان في العالم ، إلا ان الأغلبية أجمعت على ان البطولة الكروية هذا الموسم كانت أسوأ المواسم الرياضية على الإطلاق من حيث تدني المستوى وعدم استقرار الفرق مرة في الطالع وأخرى في النازل دون ثبات ، فريق يتصدر في البداية ثم يهبط قبل انتهاء الدوري بأسابيع . وأكد مراقبون ومحللون رياضيون على ضرورة ان يستفيد اتحاد الكرة من الأخطاء والسلبيات التي رافقت الاتحادات السابقة فيما يخص انتظام انطلاق مسابقة الدوري العام في موعده المحدد كون تأخير الموسم الكروي لا يخدم تطوير اللعبة الشعبية في اليمن ويفقد هيبة الاتحاد ، وكذا سينعكس سلباً على الحركة الرياضية والشبابية في اليمن، ويسيئ إلى سمعة كرتها.ويعتقد المحلل الرياضي اليمني فؤاد قاسم ان قرار تأخير المسابقة الرسمية الأولى في البلاد كل موسم إلى وقت غير معقول خاطئ ولا يستند إلى منطق وعقل لانه لا يخدم الرياضة اليمنية، ولا يصب في مصلحة الأندية . وقال " لا يعقل ان يكون الدوري اليمني ينتهي في الفترة التي تبدأ بها البطولات الكروية في الدول العربية ، مما يسبب إرباكا للفرق اليمنية البطلة ويحرمها من المشاركة في البطولات والمسابقات التي ينظمها الاتحاديين الآسيوي والعربي ، خاصة ان الاتحادين العربي والآسيوي طلب ضرورة تسمية بطل وممثل اليمن في البطولتين العربية والآسيوية في شهر مايو من كل عام .وتسائل قاسم كيف نريد بناء منتخبات قوية قادرة على المنافسة بدون وجود أندية قوية، لان التنافس القوي بين الأندية القوية يخلق منتخبات قوية.. مشيرا إلى إنها مفارقة عجيبة: دوري يتأخر ويتأجل من شهر إلى شهر وأندية متوقفة، وفي نفس الوقت نحن مقبلون على بطولات خارجية للشباب والكبار والناشئين .