اضاءات
علوان فارع شمسانتختلف المصادر التاريخية حول منارة عدن حيث يسود رأيان الرأي الأول أنها منارة باقية لمسجد قديم تهدم في مرحلة تاريخية معينة والرأي الثاني يرى أنها فناراً او برجاً لمراقبة الشواطئ والمرجح صحة أنصار الرأي الأول وهم عديدون حيث أن منظرها العام الخارجي وكذلك الداخلي يدل بأنها مناره باقية لمسجد تهدم وهي تقع في منطقة كريتر بالقرب من ملعب كرة القدم-ملعب الحبيشي باتجاه الغرب والمنارة تحيط بها حديقة صغيرة مغلقة وهي تقع ضمن سور مبنى البريد العام بالقرب من شارع الملكة اروى.وتختلف المصادر التاريخية حول تاريخ بناء منارة عدن ومسجدها فهناك راي يعيد تاريخ بنائها الى عهد الخليفة الاموي (الملقب خامس الخلفاء الراشدين) عمر بن عبدالعزيز ومصدر اخر يرى بأن بانيها هو وزير الدولة الزيدية الحسين بن سلامة واخيراً يرى مصدر ثالث بأنها تعود الى عهد السلطان الطاهري (عامر بن عبدالوهاب) ومن المرجح أنها موغلة في القدم تعود للعصور الاسلاميةوالاولى وذلك حسبما يفيد بعض المؤرخين الذين يرون انها تعود الى قبل حوالي(1200)وماسبق يدعو إلى القول بإمكانية بنائها في زمن عمر بن عبدالعزيز بن مروان وأعيد تجديدها في زمن صاحب المآثر الحسين بن سلامة الزيادي وايضاً من الجائز ان يكون عامر بن عبدالوهاب وقد قام بترميمها والمنارة تقوم على قاعدة مضلة وتأخذ شكلاً مخروطياً ذا ابعاد (مثمن الاضلاع) ويبلغ عدد ادوار طوابقها ستة طوابق ويقدر طولها كاملاً بحوالي (21 متراً) ويوجد بها سلم داخلي حلزوني تبلغ عدد درجاته 86 درجة تؤدي اخر طابق فيها مكان الاذان (المأذنة) ويوجد فيها نوافذ عدد اكثرها اتساعاً في الطابق الاعلى وقد شوهدت المنارة مع مسجدها في رسومات البرتغاليين أبان غزوهم لعدن خلال 918-921هـ1513 -1516م.[c1]مسجد العيدروس [/c]يقع مسجد العيدروس في حي العيدروس بمنطقة كريتر وقد قام ببناءه الشيخ العلامة ابوبكر بن عبدالله بن ابي بكر العيدروس الذي ولد بمدينة تريم حضرموت في 852هـ-1448م وحفظ القرآن الكريم صغيراً وتعلم بمدينة تريم على يد كوكبة من اكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى اصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية فطاف بأجزاء من حضرموت منها الشحر ثم تجول زائراً الى زبيد وبيت الفقيه وحج البيت الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع حالياً في الصومال ثم رحل الى الحديدة فتعز فلحج ودخل عدن بناء على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه اليهم للاقتباس والنهل من علمه ومعارفه ولبى الدعوة فدخل عدن في 13 ربيع الثاني 889 هـ(1484م) وبات ذكرى دخوله عدن موعداً لزيارته المشهورة والمقامة كل عام منذ مايزيد عن (530 سنة) والى يومنا هذا قام بتشييد مسجده في عام 890هـ-1484م وقد اشتهر العيدوس بالكرامات الطاهرة واصبح له الكثير من التلاميذ والمريدين وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الاسلامي توفي الشيخ العيدروس في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال (914هـ-1508م)من مؤلفاته العلمية ديوانه الشهير محجة المسالك وحجة الناسك) كما الف كتاباً في الصوفية وهو( الجزء اللطيف في التحكيم الشريف) وله ديوان آخر قام بجمعه احد تلاميذه كما ان له مؤلفات وخطبة محفوظة في مكتبة الدولة ألمسماه بمكتبة الاحقاف بتريم حضرموت وقد قام الشيخ العيدروس بالكثير من المآثر والمكارم منها مايتعلق بالاصلاح الاجتماعي على مستوى الافراد. والفئات المتنازعة في عهده كما كان جواداً كريم اليد وبالذات للفقراء والمحتاجين ويروى انه توفي وعليه ديون من جراء سخائه وجوده قام بسدادها بعد وفاته اهل الخير من المحبيين له وقد عاش في مدينة عدن مايقرب من (25 سنة) واول من لقب بالعيدروس من اهله هو ولده عبدالله واللقصة تحريفاً وتصحيفاً (عتروس) وهي اسم من اسماء الاسد يمكننا ان نسلط الضوء بشيء من التفصيل على مسجد العيدروس من الناحية المعمارية والزخرفيه والتطورات والتجديدات التي طرات عليه ومراحلها المختلفة في البداية هو مسجد صغير بني على الطراز المعماري الاسلامي القديم يوجد الى الشمال من المسجد قبر وضريح الشيخ العيدروس .التجديد الاول للمسجد: خلال عهد العثمانين في 976هـ(1518م)بعدما يزيد عن (ستين عاماً) من رحيل الشيخ العيدروس البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخة الى عام (1274هـ-1859م) وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد.[c1]مسجد أبان [/c]يعتبر مسجد أبان من اقدم المساجد في عدن وينسب بناؤه من خلال تسميته الى ابان بن عثمان بن عفان توفي في (105هـ-723م) بالمدينة المنورة وقد كان من مشاهير التابعين ويعد من فقهاء المدينة المنورة العشرة مع سعيد بن المسيب وآخرين أقام في عدن ففيها يعلم الناس امور دينهم وبنى مسجده قبل عودته الى المدينة المنورة مخلفاً وراءه ولديه الحكم والمكثر ويعد مسجد ابان من المعالم الاسلامية القديمة ذات البناء البسيط الذي كان سائداً في القرون الاسلامية الاولى والمتعارف عليه بين اوساط عامة الناس له انه مسجد مبارك حجاب فيه الدعاء وقد تم ترميمه مرات عدة اخرها كانت في العام (1419هـ1998م) على نفقة مؤسسه هائل سعيد الخيرية وجدير بالذكر ان الامام احمد بن خبل قد قام فيه اثناء زيارته لعدن للقاء ابراهيم بن الحكم حفيد ابان للآخذ منه والنيل من معارفه وعلومه الدينية وكان ذلك في حوالي 154هـ- ولاتوجد للمسجد منارة ( مئذنة) اوقبة والزخارف التي تزين ابوابه وأعمدته ونوافده ذات شكل بسيط وبديع وقد ضاعت خلال فترات ترميمه المتلاحقة.