غضون
- لكل شائعة سوقها والجلابون يجلبون إلى السوق ما ينفق فيه .. وفي الصحافة اليمنية يدرك كثير من أهل الصحف أن القراء تميل أمزجتهم نحو الإثارة والصدام ولذلك يلبون هذا المزاج بأخبار ترضي أصحابه والذين يعتقدون كثيراً أن القارئ اليمني غير متعود على التدقيق والنقد ويقبل الشائعة رغم إنها شائعة .. أي خبر لا صحة له .. غير أنه يتعين عدم الاستسلام لتلك القاعدة الهشة فالناس لديهم قدرة على النقد والتدقيق والمقارنة واكتشاف حقيقة الشائعة ولو بعد حين .. والشائعة بوصفها شائعة أو خبراً غير صحيح تخمد وتفقد مذاقها مثل العلكة التي تكون لذيذة في أول الأمر.- في إحدى المحافظات الغربية كان فلاحون يسوون أرضهم واكتشفوا بئراً قديمة في قاعها مياه .. فسرت شائعة بين السكان أن مياه تلك البئر مقدسة، وطار الخبر أو الشائعة حتى وصلت إلى محافظات شرقية وأخرى في أقصى الشمال وتطورت إلى درجة أن بعض الناس أطمأنوا أن من شرب شربة من ماء تلك البئر يشفى من البرص والفشل الكلوي والشلل .. فتقاطر الناس إلى ذلك المكان حتى أنه بعد إن كان مجرد مساحة صغيرة تحيط بفوهة بئر صار مكاناً معموراً بالخيام، ومن شفي أخذ معه علبة ماء ورجع بها إلى القرية ليجرع أهلها المرضى .. وبعد أن تطور الوضع أرسلت إدارة البيئة فريقاً علمياً لدراسة مياه البئر ورجع بتقرير يقول إن البئر قديمة والمياه فيها غير صالحة لا للشرب ولا للغسل ولا للري، ولكن بعد أن مات ثلاثة من الشاربين!!- خارج الموضوع .. أود أن أذكر بعض الكتاب بقاعدة مهمة، وهي أن يهتموا بالقول ويتجنبوا الخوض في خصوصيات القائل .. فأمس أزعجني ذلك الذي عجز عن نقد رأي كاتب وراح يقول له “أختك شحاذة” .. عيب عليك يا (بلوة).