شخصيات خالدة
وارن بافييت هو أحد أغنى أغنياء العالم، يمتلك ثروة طائلة ومبدأه في الحياة أن كل إنسان يجب أن يحقق ثروته من كفاحه الخاص، حتى أنه لن يمنح أولاده ثروته كاملة بعد وفاته فقد قام بالتبرع بالعديد من المبالغ الضخمة للمؤسسات الخيرية قائلاً أنه سوف يترك لأولاده شيئاً يقومون به بأنفسهم . ولد وارن بافييت في 30 أغسطس عام 1930م في أوماها بولاية نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، كان والده هوارد بافييت يعمل كسمسار بالإضافة لعضويته في الكونجرس، عرف عن وارن ميله نحو الأعمال الاستثمارية منذ الصغر وكانت أول نشاطاته في المجال الاستثماري أنه قام بشراء زجاجات المياه الغازية بسعر الجملة وباعها لأصدقائه بسعر التجزئة محققاً بذلك ربح معقول بالنسبة له.التحق وارن بالعمل في مكتب السمسرة الخاص بوالده وهو مازال في الحادية عشر من عمره مما أكسبه الكثير من الخبرات التي ساعدته في أعماله بعد ذلك.حقق وارن نبوغ مبكر في مجال الأعمال والسمسرة فعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه تمكن من التعامل في تداول الأسهم بخبرة ومهارة عالية بل وبمستوى عالي من الصبر، الأمر الذي مكنه من تحقيق العديد من المكاسب في سن صغيرة فكان يتعامل كسمسار محترف، وعندما وصل إلى سن الثالثة عشر من عمره كان قد أصبح مسجلاً لدى مصلحة الضرائب الأمريكية يقدم حصيلة تعاملاته التجارية مع نهاية العام المالي كأي رجل أعمال له مركزه المالي الخاص به.كان عقل وارن عقل استثماري محض فكان لا يجد فرصة لأن يستثمر فيها أمواله إلا وقام باستغلالها، فبالإضافة لعمله في مجال السمسرة قام بشراء مزرعة على سبيل الاستثمار وعمل على تأجيرها لأحد المزارعين مقابل إيجار شهري.انتقل بعد ذلك وارن مع أسرته إلى واشنطن وبانتقاله للعاصمة تفتحت له أبواباً جديدة لجلب الأموال واستثمارها، وبدأ حياته الجديدة في واشنطن كموزع لصحيفة واشنطن بوست وحقق النجاح سريعاً فلقد تمكن من رفع نسبة توزيع الصحيفة الأمر الذي عاد عليه بدخل سنوي ضخم. على الرغم من النجاح الكبير في المجال العملي الذي حققه وارن إلا أنه لم تكن لديه رغبة كبيرة في الالتحاق بالجامعة، ولكن والده شجعه على إكمال تعليمه الجامعي وبالفعل بعد أن أتم وارن دراسته الثانوية في عام 1947م، قام بالالتحاق بكلية وارتون للاقتصاد بجامعة بنسلفانيا، وبعد أن أمضى بها عامين عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه في أوماها حيث تابع دراسته في جامعة نيبراسكا - لينكون، وعند تخرجه منها التحق بجامعة كولومبيا ليتابع دراسته بها وهناك ألتقي بواحد من أهم الاقتصاديين وهو بنجامين جراهام، هذا الاقتصادي الذي كان له بالغ الأثر على السياسة الاقتصادية لوارن، حيث تأثر كثيراً بنظرياته والتي على رأسها النظرية التي تنص على أن « هناك أفضلية للاستثمار في الأسهم المنخفضة القيمة للشركات، والتي لها فرصة أكبر في الانتعاش في وقت قصير عن غيرها».بعد تخرجه من الجامعة عاد وارن مرة أخرى من أجل استئناف أعماله، فقام بالعمل في البنك الذي يمتلكه والده لمدة ثلاث سنوات، ثم قام بالالتحاق بمؤسسة بنجامين غراهام حيث عمل بها كمحلل للأوراق المالية لمدة سنتين، ثم أتجه للعمل الخاص بعد ذلك ففي عام 1956 عمل على إنشاء مؤسسة استثمارية خاصة به والتي عرفت باسم « مؤسسة بافييت» والتي شارك فيها بجزء من ماله الخاص وجزء أخر من أموال أصدقائه وأقاربه، ولقد حققت هذه الشركة نجاحاً كبيراً وتوسعت أعمالها بشكل كبير.ومن نجاح لأخر فبعدما حقق وارن النجاح بمؤسسته الأولى قرر بيع أسهمه بها وشراء أسهم جديدة في شركة بيركشاير هاثاواي، وعين مديراً تنفيذياً لها، وعلى الرغم من حالة التراجع التي كانت تعيشها الشركة ألا أنها ما لبثت أن حققت انتعاشاً وازدهاراً مرة أخرى في ظل إداراته الاقتصادية المتميزة لها.قام وارن بالاستثمار في العديد من المؤسسات والمنشآت الناجحة مثل أمريكان أكسبرس، واشنطن بوست، وكوكاكولا.عرف وارن كثاني أغنى رجل في العالم وقدرت ثروته بمليارات الدولارات،وتأكيدا على ما يؤمن به من على الانسان إنشاء ثروته بنفسه قام بالتبرع بأكثر من نصف ثروته بل أكثر من ثلاثة أرباعها لعدد من المؤسسات الخيرية والتي يأتي على رأسها مؤسسة بيل جيتس الخيرية ، فلقد قرر وارن الذي تجاوز الخامسة والسبعون من عمره عدم أخذ ثروته للعالم الأخر أو تركها لأولاده، ووجد أن الحل الأفضل هو التبرع بها للمؤسسات الخيرية.