صناعة (المداعة) في اليمن مشهورة ويقوم بها حرفيون تقليديون في اليمن ويتعاطي دخانها الرجال والنساء في مقايلهم (ديوانهم أو أماكن تجمعهم) منذ أمد ليس بقريب وهي أقرب ماتكون إلى الشيشة أو النارجيلة أو(الاركيلة) كم يقول إخواننا الشاميون.بيد أن الشيشة ذاتها قد انتقلت إلى اليمن خلال عقد من الزمان وبرزت كظاهرة ملفتة في الأماكن العامة في مجتمعنا، فلم تعد محصورة في المنازل بين الأهل والخلان بل صارت بعض المتنزهات تقدمها لزبائنها بكل رحب وسعة، وصارت النساء يشاركن الرجال في تعاطيها، والأنكى من هذا أن ترى الشباب والفتيات يتعاطون النارجيلة جنباً إلى جنب مع الرجال والنساء.إن عادة تعاطي دخان النارجيلة تستحوذ على كل فئات المجتمع دون استثناء، وأصبحت هذه العادة مشحونة بالجو الرومانسي فلم يعد التمتع باستنشاق دخانها محصوراً في البيوت ، بل انتقلت من مبارز البيوت إلى أماكن حفلات الزواج والأعياد والمناسبات والمرافق الترفيهية العامة وهذه الظاهرة تتصاعد يوماً بعد يوم في اليمن، وغالباً ما تكون الشيشة أو النارجيلة مصحوبة بظاهرة مضغ القات ، وكلاهما تدخين النارجيلة ومضغ القات مضران بالصحة.. بل انتحار مؤكد. يقول اختصاصيو أمراض وحساسية الصدر إن مجرد تدخين النارجيلة لساعة واحدة ولمدة سنة واحدة يساوي خمساً وسبعين صورة للصدر بالأشعة السينية ، وهي أشد خطراً من تدخين سيجارة واحدة فقط يومياً ولمدة سنة واحدة (إذ تعطي هذه خمسين صورة صدر بالأشعة السينية).ويؤكد العلماء أن مكونات تبغ ودخان الشيشة (النارجيلة) به مالا يقل عن 400 مادة سامة وأخطرها النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران والمواد المشعة والمعادن الثقيلة ، فضلاً عن المواد المنكهة المجهولة التركيب.فالمعسل ماهو الا تبغ مع كميات من الأصباغ والألوان والنكهات التي تخلط من غير أدنى رقابة صحية ، حيث يحرق بالجمرات ليتم تدخينه من المتعاطين الذين يرون أنه يعدل الكيف والمزاج.. متجاهلين تحذيرات خبراء الصحة من خطورة إدمانه وتأثيراته الضارة ، حيث يقلل من كفاءة الرئتين في أدائهما لوظائفهما ويسبب انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن ، فضلاً عن حدوث سرطانات الرئة والفم والمرئ والمعدة.. وأحد الأسباب لتفشي التدرن الرئوي ، وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب.. وامسكوا بعد ذلك إذا اجتمع هذا السم مع سموم القات. إن عادة تدخين النارجيلة في اليمن عادة دخيلة علينا وخطيرة فإذا كان البعض يرى فيها ما يساعد على تقارب وتلاقي الشباب فيما بينهم ، فيكفي أن تكون مصيبتنا في القات ، لا أن نفاقم من مشاكلنا الصحية والاجتماعية.
الشيشة أشد خطراً من السيجارة
أخبار متعلقة