لأول مرة في اليمن
صنعاء / محمد جابر صلاح : السلطة اليوم سلطة الإعلام ... فالحرب الحديثة لا يمكن لها أن تقوم إلا إذا سبقتها حروب إعلامية..وكذلك الغزوات الفكرية والثقافية لا يمكن لها أن تنجح إذا لم يجند فيها الإعلام.ومن هنا جاءت فكرة التأهيل الأكاديمي العالي لرجال الإعلام في كلية الإعلام جامعة صنعاء تحت مسمى برنامج الدراسات العليا بشقيه الدبلوم العالي والماجستير الذي أختتم عامه الأول بعد عملية شملت تخصصات الصحافة والإذاعة والتلفزيون . ولتسليط الضوء على هذه التجربة العلمية كان لصحيفة 14 أكتوبر نزول ميداني إلى كلية الإعلام .حيث كان في استقبالنا بمكتبه المتواضع عميد الكلية الدكتور محمد عبد الجبار سلام الذي بدأ يحدثنا عن المسيرة الأكاديمية للكلية بقوله» حقيقة الباكورة الأولى للكلية كانت عبارة عن قسم صغير في كلية التربية ثم أنشئت كلية كمؤسسة إعلامية أكاديمية لتتوافق مخرجاتها مع التوجه العام للبلد نحو الديمقراطية والتعددية وحرية الإعلام فوضعت المناهج بما يتناسب مع هذا الهدف مع مراعاة التحديث المستمر لها بما يناسب التطوير الحاصل في المجال الإعلامي .[c1] سؤال محير [/c]ويضيف « زرت عدداً من الدول العربية مثل سورية وعُمان التي يوجد فيها برامج للدراسات العليا رغم أنها أقسام بسيطة ، وكذلك في الكليات الفرعية للجامعات في تلك الدول . الأمر الذي وضع سؤالاً محيراً على قيادة الجامعة !! لماذا لم تفتح برامج الدراسات العليا في الكلية ؟!وخاصة أن لدينا ثلاث عشرة دفعة تخرجت من الإعلام فمثل لنا هذا السؤال الهم الأول منذ عدة سنوات ، ولكن كان إصرار قيادة الكلية أقوى من أي مشاكل واجهت التحضير للبرنامج ، ولم يهدأ لنا بال إلا بعد أن فتح البرنامج بداية العام الماضي ونجح بفضل تفاعل الجميع والدراسين والكادر التدريسي .[c1]التطور الأكاديمي [/c]ويأخذ أطراف الحديث رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية والمشرف العام على البرنامج الدكتور وليد الحديثي قائلاً» يعد البرنامج حاجة ملحة وليس حاجة كمالية للإجراءات الأكاديمية المتبعة ، إنما حاجته نابعة من أن يكون جزءاً من عملية تطوير العمل الأكاديمي داخل جامعة صنعاء والجامعات اليمنية . وفعلاً كان لرئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم دور في عملية تأسيس الإطار الأول لعملية الدراسات العليا بما فيه الماجستير والدبلوم . وخاصة بعد أن أكدت الدراسة أنه بالإمكان فتح البرنامج في الكلية والاستمرار فيه من ناحيتين الأولى استيعاب عدد من الطلا ب الخريجين ، والثانية أن هناك طاقات وإمكانيات لدى أساتذة الكلية قادرة على ترجمة برنامج الدراسات العليا وتحقيق ما هو مطلوب .[c1] التحدي الحقيقي [/c]وقد اختتمت سنة كاملة من الدراسة في هذا البرنامج والسؤال هل نجح البرنامج في هذا العام؟ هذا ما سيحدثنا به عميد كلية الإعلام الدكتور سلام بقوله التجربة نجحت وأثبتت إمكانية الاستمرار، و أن التحدي الحقيقي سيأتي في القريب العاجل أثناء تسجيل الرسائل البحثية من قبل الطلاب ».[c1]إجراءات روتينية [/c]ويرى مشرف البرنامج الدكتور الحديثي بأن البرنامج نجح بدرجة جيدة معللاً ذلك إلى النقص الذي رافق البرنامج في بعض الجوانب التطبيقية ويستطرد قائلاً» وقد كان من المفترض أن نستقبل المزيد من الدكاترة الزائرين للتدريس في البرنامج لاستكمال الإطار المعرفي للطلاب ، إلا أن الإجراءات الروتينية منعت الاستفادة من ثلاثة أساتذة زائرين من الجزائر ».ونتوجه إلى الوجه الأخر من العملية الدراسية وهم الطلاب القاعدة الأساسية والهدف الحقيقي للبرنامج بمسافة الدبلوم والماجستير حيث التقينا بمجموعة منهم أشادوا بنجاح البرنامج ومتمنين استمراره وأن لا يقف عند هذا العام فقط.ويضيف الأخ حسن حمود شرف الدين - طالب دبلوم بقوله « بالنسبة لي فالبرنامج قد أضاف لمعارفي معارف جديدة في مجال الاتصال ، ونأمل الاهتمام بالجانب التطبيقي والمكتبات .[c1]روح التحدي [/c]بينما تؤكد خلود العامري على أن روح التحدي كانت هي الغالبة على التشكيك في استمرارية البرنامج وعلى العقبات التي واجهها من انقطاع التيار الكهربائي والأمطار الغزيرة التي أغرقت ممرات الكلية.وقالت عن تجربتها الدراسية في العام المنصرم بأنها متفائلة في استمرار النجاح الذي حققه البرنامج العام الماضي في الأعوام القادمة من خلال ما وجدته من طموح لدى قيادة الكلية والمدرسين والطلاب.[c1]ورشة عمل [/c]ويشير الأخ عبد الرحمن اليوسفي بأن العام الماضي كان عبارة عن ورشة عمل للدارسين لصقل مهاراتهم الصحفية وتطبيق معارفهم الإعلامية من خلال أوراق البحوث التي قدمت إلى أساتذه المقرر كلِ على حِدة ، مؤكداً عزمه المثبت في الاستمرار في البرنامج .[c1]التأهيل الأكاديمي [/c]ونعود إلى حيث بدأنا إلى قيادة الكلية حتى يتسنى لنا معرفة المنظور المستقبلي للبرنامج الذي يحدثنا عنه عميد الكلية الدكتور سلام بقوله « المنظور المستقبلي للبرنامج ينطلق من اتجاهين الأول إعداد وتأهيل رجال إعلام قادرين على التعامل مع الرسائل الإعلامية في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية ، والاتجاه الثاني هو تأهيل الكادر التدريسي من خلال عقد دورات في سورية ومصر ، وأيضاً إعادة النظر في بعض المقررات الدراسية بناء على تجربة العام الماضي.[c1]المشاهدة والتحليل [/c]ويضيف مشرف البرنامج الدكتور الحديثي بأن العام القادم سيشهد تطوراً في الجانب التطبيقي ، وخاصة بعد أن تستكمل القاعتين الدراسيتين بالمستلزمات التقنية مثل الكمبيوترات والإنترنت والستلايت .الأمر الذي يوفر للطالب المشاهدة والتحليل مشيراً إلى أن هناك جهود مبذولة من عمادة الكلية والكادر التدريسي من أجل تجهيزها قاعتين مطلع العام القادم منوهاً بأن البرنامج سيستوعب طلاب العلاقات بعد توفير المستلزمات الأكاديمية.[c1]خاتمة [/c]ونختم استطلاعنا الذي كانت دارت مجرياته حول الدراسات العليا في كلية الإعلام جامعة صنعاء بحديث للدكتور وليد الحديثي الذي تطرق فيه إلى أهمية الإعلام ودوره في وقتنا الحاضر .قائلاً « تحتاج الكلية إلى دعم ليس فقط من الجامعة بل من الحكومة أيضاً من حيث البناء والمستلزمات والإمكانيات، وتوفير عدد من التسهيلات الأكاديمية المطلوبة أذا ما أردنا أن تكون مخرجات كلية الإعلام مخرجات قوية وحقيقية تواكب الدور الحقيقي لوسائل الإعلام.