سياسيون ومثقفون يتحدثون عن دور الثورة في انتشال الشباب من الواقع المرير
صنعاء / سبأ:عانى شباب اليمن قبل الثورة مرحلة صعبة تمثلت في الجهل والتخلف والاستبداد والعزلة بعيدا عن العالم خلال عهود الإمامة الطويلة.وما أن انطلقت شراراة الثورة وبزغ فجرها في الـ 26 من سبتمبر 1962م، والـ 14 من أكتوبر 1963م عرف الشباب الحياة والحرية والشعور بالانتقال من عصور الظلام والبؤس والحياة البدائية إلى عهد التنوير والانفتاح والتطوير.وتظل الثورة اليمنية حدثا تاريخيا هاما في مشاعر ووجدان الشباب كونها أحدثت تغييرات جذرية وقفزت بهم عقوداً إلى المستقبل لتشمل مختلف أوجه الحياة وأخرجتهم من دائرة العزلة والفرقة الى الوحدة والقوة والوعي والإدراك بقيمة الوطن وحريته وتنمية اقتصاده.ويؤكد عدد من الشباب الثوار في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية /(سبأ) ان الثورة السبتمبرية 1962م شكلت بداية الإعداد لامتداد ثورة 14 اكتوبر 1963م وقاعدة إسناد الشباب في بناء الحركة الوطنية بجنوب الوطن.مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز المقالح اكد ان الثورة اليمنية احدثت فارقا كبيرا بين وضع الشباب في سنوات ما قبل الثورة وحياتهم المعيشية الحالية إلا انه اوضح أن الغالبية العظمى من شباب الوطن وشاباته كانوا محرومين حتى من ابسط مستويات مراحل التعليم.وقال المقالح:« لو رجعنا وفحصنا احصائيات الطلاب الملتحقين بالمدارس آنذك لأصابتنا الدهشة حيث كان عددهم لا يتجاوز 6 الآف طالب ، ولا مكان للطالبات وقتها لأن تعليم المرأة كان محرما وعلى الفتاة ان تعيش في بيتها حتى يأتيها زوجها او تموت ».ووصف المظاهرات والمسيرات التي قادها الشباب الاحرار ضد الحكم الامامي المتخلف بمثابة الشرارة التي هيئت لانفجار الثورة .. مؤكدا ان ضباط الثورة كانوا الى وقت قريب طلابا في المدارس وهم جزء من شباب الوطن الذي ادرك اهمية الطريق وشعر بواجبه نحو الوطن الذي عانى من التخلف والظلم والفساد وقتا من الزمن.واشار الدكتور المقالح الى ان البعض يرجع ارهاصات الثورة لشباب المدارس الاعدادية والثانوية الذين ساهموا وتزعموا المسيرات والمظاهرات التي هزت ما تبقى من اعمدة النظام البالي.ويصف عضو مجلس النوب الشيخ محمد سوار حياة المجتمع بشكل عام بما فيهم الشباب قبل الثورة بالبدائية .. مؤكدا ان وسائل الحياة كانت منعدمة امام الشباب في شتى المجالات وذلك ما جعلهم يفتقدون لابسط مراحل الابداع فعاشوا في حالة نفسية مأساوية طيلة عهود الإمامة.وعن اضطهاد حكم الامامة للشباب يقول سوار: « لقد حرم الشباب قبل الثورة من الحياة الكريمة والحرية والتعبير والرأي وكانوا مضطهدين وملاحقين ولأنهم طلائع النور ومشاعل العلم والتغيير تعرضوا لكل انواع التشريد والتنكيل ».ولفت الى ان الشباب لهم دور كبير في تحقيق الثورة وقيام النظام الجمهوري والقضاء على النظام الملكي البائد.واعتبر نائب عميد كلية الاعلام للشؤون الاكاديمية الدكتور محمد مثنى نظام الحكم الامامي نظاماً منغلقاً ومنعزلاً عن العالم في مختلف مراحل الحياة وتطورها رغم الانفتاح العالمي في بعض دول العالم .. موضحا أن الشباب في حينها كانوا يعيشون في حياة يسودها البؤس والشعور باليأس والاحباط تجاه الظلم والاستبداد الذي كان قائما في حكم الامامة الرجعي .وقال مثنى: « لقد حرم الشباب قبل الثورة من مختلف مراحل الحياة العلمية والادبية ووصلت نسبة الامية الى 95 بالمائة ويمكن القول انه لا توجد حياة شبابية وعلمية وتربوية وسط المتغيرات التي شهدها العالم وقتها » .. منوها إلى دور الشباب في تفجير الثورة اليمنية من خلال المسيرات والمظاهرات التي قادوها في صنعاء وعدن وتعز وتفاعلهم مع قضايا الوطن .واكد نائب عميد كلية الاعلام ان الثورة اليمنية نقلت اليمن من القرون الوسطى الى القرن العشرين رغم الارهاصات التي وقعت في منتصف الستينات والسبعينات لاجهاضها.واستطرد مثنى قائلا « لقد عاش الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه مراحل مختلفة من الصراع والانقسام والتمزق حتى أواخر السبعينات وانتخاب فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية من قبل المجلس التشريعي والذي كان بمثابة انتهاء عصر الازمات وبدء عهد البناء والتنمية والعمران ».ويشير رئيس الاتحاد العام لعمال اليمن محمد محمد الجدري الى ان حال شباب اليمن قبل الثورة مثل حال المجتمع يعاني من الفقر والجهل والمرض والتخلف .. لافتا الى انه لم تتوفر للشباب كل وسائل الحياة من مرافق ومنشآت واندية رياضية وشبابية ومؤسسات لاقامة برامج وفعاليات والمشاركة في الانشطة المحلية والخارجية .واكد الجدري ان المظاهرات والمسيرات الطلابية التي اقيمت بصنعاء وتعز في عام 1961م مثلت النواة الاولى لتحرير الشباب وانخراطهم في السلك الوطني المناهض للحكم الامامي المستبد .. مشيداً بدور شباب المهجر في مساندة الشباب الثوار داخل الوطن وتشجيعهم في التعليم والابتعاث الخارجي وكذا تشكيل نواة رياضية في كرة القدم ما يسمى بالفريق الاحمر والفريق الاصفر والتي جاءت بمبادرات شخصية لشباب المهجر.وعن أوضاع الشباب حاليا يقول مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية « وضع الشباب يختلف مقارنة بالماضي فالطلاب والطالبات الملتحقون بالجامعات الحكومية ما يزيد عن 300 الف وكذا بالجامعات الأهلية والخاصة» .. مشيرا الى ان الطالبات اليوم يتصدرن قائمة الناجحين في مختلف الكليات العلمية والادبية والمدارس ووجودهن بدأ واضحا وجليا في المرافق والمؤسسات الحكومية والخاصة ».وأكد الدكتور المقالح ان الوطن يشهد اليوم تحولا لم يشهده من قبل ولا مقارنة لأي نوع فالماضي يشبه العدم والحاضر وجود في طريقة الى الاكتمال. وعن ما قدمته الثورة اليمنية للشباب يقول عضو مجلس النواب محمد سوار « عقب تفجير الثورة أنشأت مدرسة جمال عبدالناصر والتحق الطلاب فيها لتلقي التعليم الاساسي وتخرج منها آلاف الشباب والطلاب وآخرون تم ابتعاثهم الى الخارج للتعليم لإثراء الوطن بالكوادر المؤهلة من المدرسين والاطباء والمهندسين والاكاديميين والباحثين والمثقفين » .واكد سوار ان منجزات الثورة اليمنية في مختلف المجالات لا يمكن حصرها ولا احد ينكرها ومن ينكر ذلك فهو جاحد . وحث الشباب على الاستفادة من تكنولوجيا العصر والتسلح بالعلم والمعرفة وانتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والتطرف وكل ما يسيء الى معتقدات الدين الاسلامي وعادات وتقاليد المجتمع اليمني.وأشار الى ان مجلس النواب يولي جل اهتمامه بالشباب وقضاياهم والحوار معهم ولديه لجنة الشباب والرياضة والتعليم العالي تتابع قضايا الشباب وتناقش هموهم ومشاكلهم من خلال النزول الميداني لها وترفع تقارير بذلك الى المجلس لاتخاذ القرارات. وتحدث وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب احمد العشاري عن انجازات الثورة اليمنية والوحدة الوطنية على الصعيد الشبابي بقوله: «لقد سعت الدولة مبكرا إلى انشاء بيوت الشباب والأندية الرياضية والملتقيات والمنتديات الشبابية واهتمت ببناء المدارس والجامعات وتخرج منها آلاف الشباب منهم المهندس والطبيب والاكاديمي والاعلامي والمدرس وتوسعت خدمات التنمية وشملت كل المحافظات » .واكد العشاري ان الثورة اليمنية غيرت وجه الحياة لدى شباب الوطن وفتحت المجال امامهم لتلقي العلوم العصرية واصبح بإمكان الشباب الاستفادة من خدمات الانترنت والتكنولوجيا الحديثة في المجالات المختلفة .. منوها بأن الشباب يحظون برعاية واهتمام القيادة السياسية ممثلة براعي الشباب الأول فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبرامج المؤسسات الشبابية والتربوية والتعليمية . وتطرق رئيس اتحاد عمال اليمن محمد الجدري الى التشريعات والقوانين التي كفلت حقوق الشباب في الحرية والتعبير والمشاركة في شتى المجالات والاسهام الايجابي في بناء وتطوير الحياة المجتمعية .. مستعرضا المنجزات على الصعيد الشبابي وانشاء المنظمات والهيئات التي تهتم بقضاياهم وتعالج مشاكلهم ومنها النقابات العمالية القائمة على عطاءات الشباب والقوة العاملة في وضع الخطط والبرامج التنموية وتنفيذها.وفيما يرى الشاب علي سمارة طالب بكلية الاعلام ان الثورة اليمنية انبثقت منها عدة اهداف تحققت بعضها وآخر في إطار التحقيق لكنه يؤكد ضعف برامج الحكومة لمعالجة قضايا الشباب واستقطاب البطالة.واشار الى الانجازات التي تحققت على صعيد النهضة التعليمية والثقافية والتنموية، وقال « لا مقارنة للمنظومة التعليمية منذ قيام الثورة وحتى الآن فالفارق واضح «.وتؤكد الشابة اروى احمد طالبة بجامعة صنعاء ان الثورة اليمنية حققت مكاسب وطنية كثيرة للشباب في مختلف المجالات .. مؤكدة ان الشباب يحضون ببرامج وانشطة غير محدودة خاصة وان الوطن يشهد طفرة تربوية وتعليمية وشبابية لم يشهدها سابقا.