الدراما الشامية تكرس الصورة النمطية للمرأة
دمشق /متابعات: تميزت دراما رمضان هذا العام بظهور عدد كبير من الممثلات اللائي نافسن بشكل كبير الممثلين الذكور الذين يستأثرون عادة بأدوار البطولة.ويأتي بروز فنانات مثل نادية الجندي وإلهام شاهين وصابرين وجمانة مراد وهند صبري في أعمال كثيرة كـ(ملكة في المنفى) و(عايزة أتجوز) تناولن من خلالها مشاكل المرأة الاجتماعية والسياسية خير دليل على ذلك.غير أن بعض المراقبين يرى أن هذا الصعود الإيجابي للفنانات رافقه صعود في الصورة السلبية التي قدمتها الدراما العربية للمرأة هذا العام.ويرى الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أن(معظم المسلسلات الرمضانية التي شاهدناها في رمضان الماضي ركزت على صورة المرأة الضعيفة والمستسلمة والمطواعة كما في مسلسل ( باب الحارة).ويشير إلى أن المرأة ظهرت كتابعة للرجل ولا تؤخذ مشورتها حتى في القضايا التي تخصها مثل الزواج.ويضيف لصحيفة (الدستور) الأردنية (( في مسلسل الفنانة هند صبري (عايزة أتجوز)ظهرت المرأة تتوسل العريس لكي يقبل بها زوجة وهي صورة سلبية للمرأة أو الفتاة التي تعرض نفسها كسلعة وفريسة سهلة في المجتمع، وهو أمر مناقض للواقع حتى لو ظهرت بعض الحالات الضعيفة)) .ويؤكد الخزاعي إن الدراما تعبر عن الواقع وعن الحياة وبذلك أثرت صورتها على ما نراه في أيامنا. ولا تنس أن الناس يصدقون ما يشاهدونه على شاشة التلفزيون في الغالب .وينتقد البعض الصورة السلبية التي تسوقها (الدراما الشامية) للمرأة السورية التي تأتي عادة تابعة للرجل وبلا قيمة وهي عادة مختصة بأعمال المنزل فقط ويستطيع الرجل في أي وقت أن يطلقها ويتزوج غيرها.وتؤكد الفنانة السورية فاديا خطاب في حديث إذاعي أن (المسلسلات السورية التي تعرض البيئة الشامية صورت المرأة على أنها عبدة للرجل، وهذا الذي لم يكن موجودا قديماً بل كانت المرأة تناقش وتعقد أحيانا ندوات فكرية وكان لها دور مؤثر وفعال في تربية الأجيال .وتؤكد الكاتبة إيمان القدوسي في صحيفة (المصريون) أن الأعمال الدرامية العربية لم تقدم المرأة كـ(عالمة ذرة أو باحثة متميزة في هيئة علمية محترمة أو حتى طبيبة أو مخترعة أو أديبة، لم يحدث ذلك مطلقاً). وتضيف أنها قدمتها (كسلعة حقيقية يتم تزيينها وتزويقها وعرضها لمن يدفع الثمن وببساطة يمكنها أن تتركه وتذهب لمن يملك ما يدفعه لها دون أن يكون لديها أي مبادئ أو قيم أو ضمير، في الحقيقة حتى الجواري قديما كان حالهن أفضل من ( زهرة وأزواجها )الخمسة).وترى أن صورة المرأة في الدراما تعكس تناقض المجتمع وفقدانه الهوية (فهي دائماً تتحايل بواسطة أنوثتها وجمالها للحصول على حقها في الحياة وقد تفشل رغم ما تقدمه من تنازلات، فلا هي احترمت نفسها وأطاعت ربها وقامت بدورها خلف الرجل وليس أمامه، ولا هي استطاعت أن تحقق ذاتها وتكون امرأة مستقلة قوية وتنفذ تلك الشعارات التي سئمنا منها والتي تتكرر على أسماعنا منذ أكثر من نصف قرن دون اعتراف بفشلها).وتقول الإعلامية رنا سلطان أن صورة المرأة في الدراما الرمضانية تأثرت بالشكل والبهرجة والمناظر التي قدمتها الأعمال الدرامية. وتضيف (بعض المسلسلات التي شاهدتها أعطت صورة مبالغاً فيها للمرأة من حيث اللبس والشكل والماكياج على حساب القيمة الفنية من اجل مط الحلقات وتطويلها لتصل إلى ثلاثين حلقة).وتشير سلطان إلى دور الفنانة نادية الجندي في مسلسل (ملكة في المنفى) الذي تناول سيرة ملكة مصر نازلي. (وظهرت المرأة في العمل قوية وبخاصة في أواخر الحلقات بينما لم تكن كذلك في الحلقات الأولى فظهرت ضعيفة ومستكينة).وتلفت إلى أن بعض النجمات والممثلات لم يظهرن بسنهن الحقيقي بفضل الماكياج والمبالغة في اللبس وعمليات التجميل والحرص على النضارة والبريق.