مع الأحداث
محمد أحمد السقافجميعنا يتذكر كيف قامت الدنيا ولم تقعد حينما أنبرى بعض المتقولين من أحزاب المعارضة ليواجهوا نقدهم اللاذع والممزوج بالسب والشتم الخارج عن أبسط قواعد ومعايير الكتابة الصحفية وأخلاقيات المهنة في حملة النقد على النظام الحاكم الذي أتاح لهؤلاء حرية التعبير عن الرأي في ظل النهج الديمقراطي الذي تنعم به بلادنا.. وهم أنفسهم الذين خرجوا في صحفهم المشبوهة ومن يدور في فلكها ليدعوا وبشد إلى ضرورة إلغاء الاحتفاء بذكرى 7 يوليو من كل عام.. منطلقين في ذلك من أن الاحتفاء بتلك المناسبة يحمل الكثير من الدلالات الخطيرة على نفسية شعبنا بل وينكيئ الجراح ولا يخدم بأي حال تعزيز وحدة الوطن واستقراره ، كما أنها تذكر الناس بمآسيهم وآلامهم إلى هنا نقول إن ذلك النقد وإن كان جارحاً في طرحه إلا أن فيه الكثير من الصحة والموضوعية ويهدف في جوهره إلى ترسيخ مداميك الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا. وانطلاقا من ذلك بادرت القيادة السياسية الحكيمة في بلادنا ممثلة بفخامة لأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بإصدار قراره الشجاع والذي نص على إلغاء تلك المناسبة وعدم الاحتفاء بها نظراً لتلك الأسباب المضرة بوحدة الشعب اليمني وتم تعميم ذلك القرار ( الرئاسي ) على كافة المستويات وسلطات الدولة الثلاث ( التشريعية) (والتنفيذية) والقضائية رغم اختلاف البعض في الرأي مع فخامته في فحوى القرار وتأثيراته السلبية عند البعض من المسؤولين . إلا أن عزم وحنكة الرئيس القائد واستشعاره المسؤولية تجاه أبناء شعب وتقبله للرأي والرأي الآخر كان وراء تفاعله واستجابته المباشرة لذلك النقد لما له من أهمية بالغة الخطورة والحساسية . وهو دليل آخر على تقبل فخامة الأخ الرئيس للنقد أياً كان مصدره فرغم كل ما تقدم أصر فخامة الأخ الرئيس على تنفيذ القرار حتى رأى طريقه إلى النور وتم تطبيقه في حيز الوجود الفعلي .ولعل من المفارقات العجيبة والغريبة التي نجدها اليوم أن نرى نفس تلك الأصوات التي انتقدت بالأمس القريب السلطة لاحتفائها بذكرى السابع من يوليو كيوم وطني يحتفى به في كل عام وأخص بالذكر من سمى بدعاة الحراك السلمي والواهمين بعودة الأوضاع إلى سابق عهدها وإلى تشطير الوطن الواحد يعيدون إنتاج الخطأ الفادح الذي أدركه فخامة الأخ الرئيس بإلغائه ذكرى السابع من يوليو لما تحمله من مخاطر على نفسية شعبنا وتعزيز وحدته المباركة . ابتدع هؤلاء فكرة الاحتفاء بحدث دموي ومآساوي لا يقل خطورة وضرورة في تأثيراته السلبية والنفسية المعمقة على أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية حينما أرادوا أن يجعلوا من يوم 13 يناير 86م الدامي تقليداً سنوياً للاحتفاء به على طريقتهم الخاصة ( الغوغائية) ولكن بآسم التصالح والتسامح فيما بينهم .. والتي تذكر الناس بآلامهم ومآسيهم وما جرى في ذلك التاريخ المشؤوم من قتل وسحل لا يفرق بين مدني وعسكري (!!) وفي الواقع نحن لسنا ضد فكرة التصالح والتسامح بين أبناء شعبنا ، فذلك يعد من أشكال تعزيز عرى الوحدة بين أبناء الشعب اليمني الواحد ولكننا ضد فكرة التمترس خلف أهداف من فقدوا مصالحهم الضيقة أولاً ثم ضد إعادة إنتاج الأخطاء والدعوى للاحتفاء بحدث أليم مثل 13 يناير الدامي وما أسفر عنه من ويلات ومآسي عانى منه أخواننا في المناطق الجنوبية والشرقية وليست مبعث فخر واعتزاز لشعبنا كما هو الحال بالاحتفاء بذكرى 7 يوليو 94م رغم البون الشاسع الذي بينهما كحدثين لشعبنا اليمني ويحملان دلالاتهما الخطيرة وانعكاساتهما السلبية على وحدة شعبنا وتماسكه .. كما أن ذلك يعد تناقضاً صارخاً لهؤلاء فيما دعوا إليه بالأمس إلغاء ذكرى 7 يوليو وما يمارسوه اليوم ويدعونه إليه من احتفاءات بذكرى 13 يناير .وبالمقارنة بين ذكرى يوم يوليو 94م وذكرى 13 يناير 86م نجد أن ذكرى 7 يوليولا تبعث على الابتهاج والسرور في نفس شعبنا اليمني وإلا لما حصدت في الحرب من أرواح زكية وبريئة ومغرر بها من أبناء شعبنا، ولكنها كانت الحدث (الضرورة) ولابد منها لحماية الوحدة اليمنية من التمزق والتشظي والانقسام ولصون هذا المكسب التاريخي والعظيم وترسيخ الوحدة وتقويتها.. ومع ذلك قام فخامة الأخ الرئيس بإلغائها منطلقاً من أن مضارها أكبر من منافعها. وبقي الاحتفاء بذكرى قيام وتحقيق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو الأغر من كل عام كيوم وطني وتاريخي جسدت فيه إرادة شعبنا الحرة في وحدته وإرادة قواه السياسية الحرة ممثلة بالقيادة السياسية الحكيمة لفخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية.أما بالنظر إلى ذكرى يوم 13 يناير 86 م فكان يوماً أسود وبكل المقاييس حيث قتل الأخ أخاه بغير هدف وطني واضح ومعروف ولم يكن الهدف من حرب 13 يناير 86م إلا الحرب والاقتتال والنزوع إلى السلطة!!وفي كل الأحوال نقول لأولئك المتشدقين الذين يريدون تكريس الأخطاء إن احتفالكم بذكرى 13 يناير هو تكريس واضح وجلي للخطأ وتناقض فاضح فيما زايدتم عليه في ذكرى السابع من يوليو من انتقادات ومطالبات بإلغاء تلك المناسبة بالأمس القريب!!وهنا نتساءل: لماذا هذه الازدواجية في الطرح بين المناسبتين؟ ثم لماذا هذا التناقض الفاضح؟ ثم لماذا لا يخرج هؤلاء (الأقزام) من نظرتهم الضيقة لهذا الوطن ولا تتسع فكرة التصالح والتسامح لتعم كل أبناء الوطن.. وذلك في صيغة سياسية جديدة تحمل عنوان المصالحة الوطنية الشاملة (مثلاً) كبديل استراتيجي كما دعا إليه الأخ الرئيس (حفظه الله) في آخر خطاباته؟.. وكلمة أخيرة نقولها لهؤلاء العابثين بالوطن: كفاكم تكريساً للأخطاء ولا تزرعوا الفتن والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.