رداً على نشر صحف دانمركية رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للرسول الأعظم
متابعة/ محمد جبر صلاح :برزت أزمة الرسوم المسيئة للرسول الأعظم نبينا محمد(ص) إلى السطح مرة أخرى فقد أعادت 17 صحيفة دنمركية خلال الأيام الماضية نشر رسوم كاريكاتيرية تهزأ بالرسول العظيم الأمر الذي فسره محللون بأنه تحد واضح لمشاعر المسلمين والشعوب العربية والإسلامية.وإزاء هذا الأمر أدانت جمعية علماء اليمن أمس الثلاثاء إعادة بعض الصحف الدانماركية نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ودعت في اجتماع طارئ برئاسة القاضي محمد بن إسماعيل الحجي رئيس الجمعية عقد بهذا الخصوص الأمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف موحد تجاه هذه الإساءة التي تتقصد الإسلام والمسلمين وتحاول النيل منهم عبر الإساءة للأديان والمعتقدات وتؤدي إلى تأجيج الصراعات التي لا يمكن السيطرة عليها أو الحد من آثارها. و دعا علماء اليمن إلى المقاطعة السياسية والاقتصادية لمن يقومون بمثل هذه الإساءات باعتبارها الحل الأمثل لمواجهة مثل هذه الأعمال.وحث بيان جمعية علماء اليمن خطباء المساجد إلى التركيز في خطبة الجمعة القادمة في عموم محافظات البلاد على ظاهرة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتوعية أبناء المجتمع بأهمية مقاطعة المنتجات الدنمركية بكافة أشكالها وأصنافها المختلفة. كما دعا العلماء الحكومات العربية والإسلامية والبرلمانات العربية والدول الأعضاء بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى اتخاذ موقف جاد وموحد لوقف تكرار مثل هذه الإساءات ، واستدعاء سفرائها لدى الدانمارك. وطالب العلماء بضرورة إيجاد قناة فضائية إسلامية ناطقة بلغات العالم المختلفة لنشر الثقافة الإسلامية والسيرة والشمائل المحمدية وتعريفهم بالدين الإسلامي الحنيف وما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من قيم ومبادئ إنسانية أنقذت البشرية وأخرجتها من الظلمات إلى النور. كما طالبوا الرؤساء العرب باتخاذ موقف حاسم خلال قمتهم في مارس القادم بما يضمن عدم تكرار هذه الإساءات ويحفظ المكانة العظيمة للأديان. في أثناء ذلك توقع رجال اقتصاد محللون أن تصل خسائر الشركات الدانمركية في اليمن هذه المرة إلى أكثر من 4 مليارات ريال إذا ما انضمت المقاطعة الرسمية من الدولة الى مقاطعة المواطنين شراء المنتجات الدانمركية التي بدأت بالفعل تنفيذ حملة شعبية إثر إعادة نشر الصحف الدانمركية للرسوم المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.ويرى اقتصاديون أنه ونتيجة لهذه الخطوات قد تخسر الدانمرك عائداتها المالية من اليمن التي بلغت خلال عام 2007(4.5) مليار ريال حيث أن اليمن يتعامل مع نحو 100شركة دانمركية تصل عائدات أرباحها السنوية أكثر من 40 % من حجم التبادل التجاري بين البلدين.وكان رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبد المجيد الزنداني دعا هذا الأسبوع الحكومة والأحزاب السياسية لإعادة تفعيل المقاطعة السياسية والاقتصادية للدانمرك كما دعا في نفس الوقت الحكام العرب أن يعبروا عن غضبهم وسخطهم إزاء هذه التصرفات المشينة لمعتقدات المسلمين بما يعرفونه من الوسائل الدبلوماسية معرباُ عن أمله أن تكون هذه القضية ضمن جدول أعمال القمة العربية القادمة التي ستنعقد الشهر القادم في دمشق.ومن جهته فقد سارع مجلس النواب اليمني إلى تجريم إعادة نشر بعض الصحف الدانمركية للرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم معتبراُ في بيان له بهذا الشأن أن هذا العمل يمثل عملاً إرهابياً ، وتخرج من عباءته وتندرج في مخططاته وتتنافى مع حرية التعبير لدى جميع شعوب العالم التي تجرم كل نشر او عمل يهدد الأمن والسلام الاجتماعي مطالباُ الحكومة اليمنية والحكومات العربية والإسلامية وبرلماناتها القيام بواجبه تجاه هذه الإساءة واتخاذ موقف جاد وموحد لوقف تكرار مثل هذه الإساءات ، مؤكداً أهمية إصدار تقنين دولي يجرم الإساءة لجميع الأديان من منظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .وقد عبر كثير من المواطنين عن غضبهم الشديد تجاه الدولة الدانمركية التي لم تمنع مثل هذه التصرفات مشيرين بأن هذا يعتبر تحدياُ واضحاً للأمة الإسلامية وهم قد قبلوا هذا التحدي فهذا الأخ مهدي المطري أكد أنهم بالفعل قد بدأوا المقاطعة للمنتجات الدنمركية في اليمن.. أما الرجل العجوز الذي يملك محلاً تجارياُ في الحصبة ويدعى (مرشد) فقد أشار إلى أن المواطنين بالفعل لم يعودوا لشراء المنتجات الدنمركية فيما هو الآن يفكر في إرجاع تلك البضائع إلى الشركات الموردة لاستبدالها بمنتجات أخرى.الجدير ذكره أن خسائر الدانمارك نتيجة المقاطعة السابقة التي بدأت في 20 يناير 2006بسبب رسوم كاريكاتورية سخرت من النبي صلى الله عليه وسلم ونشرتها صحيفة»يلاندر – بوستن» عام 2005 قد بلغت 134 مليون يورو فيما تراجعت الصادرات الدنمركية بنسبة (15.5 %) في العالم حيث وصل تراجع صادراتها إلى الشرق الأوسط تحديداً إلى 50 % بقيمة تصل إلى 5 مليارات كورون دانمركي(ما يعادل(670) مليون يورو ومن تلك الدول اليمن التي أوقفت استيراد المواد الدانمركية بنسبة تصل إلى (62 % ) إلى جانب ليبيا (88 %) وسوريا (41 %) والسودان 55 %.وتعتبر صناعة الألبان أكثر الصناعات تضررا في تلك الفترة مثل شركة آرلا إذ تراجعت مبيعاتها 25.3%، أما المواد المصنعة التي لا تظهر مباشرة على السوق الاستهلاكية بنسبة 7.4% . وهذه الخسائر المذكورة سابقاً لم تشمل الحجم الإجمالي للخسائر كونها لا تأتي على ذكر خسائر قطاع الخدمات وشركات النقل والاستثمارات والسلع المصنعة محلياً من قبل شركات دانمركية.