غضون
*إحصائية أولية ظهرت أمس في المكلا تقول أن الأضرار أصابت” 96”طريقاً و“1004” شبكات مياه و”25 “شبكة اتصالات و”58” مسجداً و”112” مدرسة و”20” مبنى حكومياً ومساكن المواطنين التي تهدمت تجاوزت الألف.. هذا في حضرموت وحدها ولا تدخل في القائمة الأضرار التي لحقت بالقطاعات الزراعية والسمكية والكهربائية وبالرعاة والنحالين والتجار وغيرهم.. وفي المهرة وشبوة الأمر ليس هيناً، ولا في الحديدة أيضاً التي نكبت هي الأخرى بالكارثة التي لا تزال تتنقل في نواح أخرى من البلاد.* القيادة السياسية والحكومة والسلطات المحلية تقوم بجهود جبارة في سبيل الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار وأمس انتهى الاجتماع الذي ترأسه الرئيس بالعاصمة إلى قرارات بشأن مضاعفة الجهود في هذه الجوانب ومنح المواطنين الذين تهدمت مساكنهم مساعدات مالية على وجه السرعة وتعمل الحكومة مع السلطات المحلية الآن على إعادة الحياة إلى الطرقات وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.. وتدرك القيادة السياسية والحكومة والسلطات المحلية أن هذا كله شيء قليل قياساً إلى الاحتياجات الظاهرة على الأرض لكنها ملتزمة بإعمار ما تهدم .. وفي أفق هذه الكارثة الظلماء توجد نقط ضوء كثيرة تشير الى أن أولئك الذين يقومون بالأعمال الجبارة لديهم داعمون حقيقيون محليون وغير محليين في طليعتهم المواطنين في عدن وحجة وصنعاء وتعز والعاصمة وإب الذين سيروا القوافل إلى مناطق النكبة مدفوعين بمشاعر التضامن الأخوي ومشاعر الانتماء للوطن الكبير.* مع ذلك أشفق على رئيس بلدي وعلى حكومتي من ثقل الحمل الإضافي الذي تلقيه على كواهلهم عوارض أخرى للكارثة والظروف المحيطة بهم .. الأمر لا يتعلق بالمضاعفات البيئية التي ستبدأ في الظهور قريباً وهي ستحتاج لجهد كبير ومال كثير لكنه يتعلق أيضاً بكون هذه الكارثة وقعت في ظل أزمة مالية دولية وفي ظل انخفاض إنتاج النفط محلياً وهبوط أسعاره دولياً لدرجة أن سعر برميل النفط نزل إلى 64 دولاراً وهذا يعني أن ما سيتوفر بين أيدينا من المال قليل قليل ، ثم لدينا عارض آخر بل كارثة أخرى هي تعامل المعارضة السياسية مع الكارثة الطبيعية.. فالمعارضة الآن تشتغل وسط الكارثة بجهد عجيب من أجل إحباط المتضررين وإحباط الذين ينقذون المتضررين ويعيدون بناء ما دمر.