نجوى عبدالقادركان لابد لنا أن نعترف له بالجميل وأن نودعه بالتكريم والشكر والامتنان نظير ما قدمه لنا نحن القراء والمثقفين في اليمن.سمير ياسين .. الابتسامة الكبيرة والقلب النابض بالحب لكل أبناء اليمن الذين عرفوه من خلال معارض الكتب الثقافية والعلمية التي أقيمت في اليمن على مدى اثنين وثلاثين عاماً متنقلاً خلالها بين لبنان واليمن يشارك في جميع معارض الكتاب السنوية في صنعاء وعدن.سمير الناشر اللبناني الذي حمل إلى اليمن آلاف الكتب والمجلدات الثقافية كما حملها إلى كل من القاهرة وتونس والكويت ومسقط وصلالة ودبي وصنعاء وغيرها من الدول العربية باعتباره صاحب دار نشر وهي "دار البراعم للانتاج الثقافي" وقد استطاع بثقافته وسعة افقه العلمي ان يعرف ما هي متطلبات القارئ اليمني من كتب هادفة وقيمة ولقيت معارضه نجاحاً كبيراً وهي المعارض الخاصة التي اقامها في بعض محافظات اليمن وشهدت اقبالاً كبيراً من صغار القراء "الاطفال وطلبة المدارس" وحتى القراء الكبار طلبة الجامعات والمثقفون.وتحت شعار "القراءة للجميع" نجحت جميع المعارض التي أقامها في الحديدة وتعز وإب وصنعاء وعدن والمكلا وغيل باوزير.. كما شارك في معارض الطفولة والجامعة والمعارض التي أقيمت في المناسبات الرسمية ضمن احتفالات شعبنا بأعياده الوطنية.. وكانت لليمن مكانة خاصة في قلب ذلك الرجل الودود مع جمهور القراء والصادق في عمله، فاحبه الجميع وبادلهم الحب والاحترام حتى كان يوفر لهم متطلباتهم من الكتب بان يبعث من يرسلها إليه من خارج اليمن ليوفرها لزبائنه من طلبة العلم والمعرفة.. وخاصة في الفترة الأخيرة وبعد ان طاب له المقام في اليمن التي اتخذ منها موطنه الثاني.. فأسس معرضه الدائم في عدن تحت شعاره المعروف "القراءة للجميع" الذي لايزال يحتل إلى يومنا هذا جزاءاً من المكتبة الوطنية في عدن وذلك بالاتفاق مع الهيئة العامة للكتاب.. ويمثل هذا المعرض دعامة من دعائم الثقافة ورافداً من روافد العلم والأدب وذلك بفضل الجهود المتفانية التي يقدمها سمير ياسين لفترتين صباحاً ومساءً.. حيث يجد بعض زبائنه في هذا المعرض كثيراً مما يحتاجون إليه من المراجع والقواميس الانجليزية والفرنسية وكذلك المعاجم العلمية والكتب الأدبية والعلمية والفلسفية والتاريخية وغيرها بالإضافة إلى الروايات العربية والعالمية والكتب الجامعية.ونأمل ان يستمر هذا المعرض تخليداً لذكرى ذلك الناشر النبيل والمثقف والمتواضع الذي قدم إلينا من لبنان دون ان يسمح لنا بإطلاق أي لقب أدبي أو علمي عليه واكتفى بأن يعرفه الجميع باسمه الشهير سمير ياسين.وقليل هم الذين يعرفونه حق المعرفة كأستاذ وناشر وخبير بالمكتبات مطلعاً على أحدث الكتب بالإضافة إلى إتقانه اللغتين الفرنسية والإنجليزية.وأخيراً استقر سمير ياسين في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات ظل خلالها متنقلاً من بلد إلى بلد لعمل معارضه السنوية باحثاً عن آخر المطبوعات الجديدة في الوطن العربي.. مع استمرار معرضه الدائم في عدن مفتوحاً.وفجأة داهمه المرض وظل يقاومه لعدة أشهر حتى فوجئنا بموته يوم الاثنين الماضي ونقل إلى لبنان تاركاً لنا معرضه.وهكذا مرض سمير ياسين دون أن يلتفت إليه أحد ومات دون أن يشيعه أحد.. وغادرنا دون أن نودعه!!
|
ثقافة
سمير ياسين .. الذي لم نودعه!!
أخبار متعلقة