أقواس
من لا يعرفها فهي المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للحركة العلمية والفلسفية لأكثر العلماء العرب والمسلمين وراحت تزحف إلى أوربا كإعصار جارف أخذا معه الجهل والتخلف ( والأميه ) من أوربا وليحل مكانها العلم والازدهار لذى وكانت حضارة الموحدين في الأندلس فاتحة خير للبلدان الأوربية التي انطلقت ثورتها الفكرية والصناعية لتصل إلى أعلى مستوياتها اليوم ؛ فمن كل ذلك نستطيع الجزم بأن حضارة العرب في الأندلس ازدهرت واحتضنت الكم العدد من رواد النهضة كا لقاضي ابن رشد فمن هوا ابن رشد: هو أبو الوليد محمد بن احمد بن رشد الأندلسي القرطبي ؛ ولد سنة 520هجرية ؛ وقد اشتهر بالعلوم الفلسفية والطبية ؛ كان أبا الوليد فيلسوفا طبيبا وقاضي قضاة حيث كان نحويا لغويا محدثا بارعا يحفظ شعر المتنبي وحبيب ويتمثل به في مجالسة وكان إلى جانب هذا كله متواضعا لطيفا دافئ اللسان جم الأدب قوي الحجة راسخ العقيدة يحضر مجالس حلفاء الموحدين وعلى جبينه أثار ماء الوضوء ؛ لم يكن ابن رشد غمرا مبتوت النسب فوالدة وجده وليا قبلة قضاء قرطبة المدينة التي احبتة وعشقها . لم يجلس ابن رشد على عرش العقل العربي بسهولة ويسر فلقد امضي عمرة في البحث وتحبير الصفحات حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.كذلك لم يكن أبو الوليد محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رشد القرطبي الأندلسي من المتسلقين وطلاب الشهرة ولكنة كان من المؤمنين بالكمال الإنساني عن طريق المعرفة .اخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي وهما من كبار الأطباء في ذلك الوقت وبرغم من بروز ابن رشد في حقول الطب فان شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي الخصب وعلى الدور الذي مثله في تطور الفكر العربي من جهة ؛ والفكر اللاتيني من جهة أخرى . تولى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية واقبل على تفسير اثأر أرسطو ؛ تلبية لرغبة الخليفة الموحد بن أبي يعقوب يوسف وكان قد دخل خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيلي ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة ؛ وبعد ذلك بنحوا عشر سنوات الحق بالبلاط المراكشي كطبيب للخليفة الخاص. لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد ( أبو يوسف يعقوب المنصور( 1184-1198) عن الفلاسفة ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين جعل المنصور ينكب فيلسوفنا قاضي القضاة وطبيبه الخاص ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى بلدة ( اليسانة) وهي بلدة صغيرة بجانب قرطبة اغلب سكانها من اليهود ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة ما عدا الطب ؛ والفلك ؛ والحساب . كانت النيران تأكل عصارة عقل جبار وسخط اتهام الحاقدين بمروق الفيلسوف وزيغه عن دروب الحق والهداية ..... كي يعود الخليفة بعدها فيرضى عن أبي الوليد ويلحقه ببلاطه ولكن قطار العمر كان قد فات اثنيهما فتوفى ابن رشد والمنصور في السنة ذاتها ( 1198 للميلاد) في مراكش.