قال إن الخرطوم ملتزمة باتفاق السلام
كيب تاون /14 أكتوبر/ من مايكل جورجي : قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن الخرطوم ملتزمة باتفاق السلام بين الشمال والجنوب وانه لن تكون هناك عودة للحرب بينهما. وقال في مأدبة رسمية مع رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي "أود أن أؤكد لكم أنه لا عودة للحرب على الإطلاق." ، وأضاف البشير قائلا "نحن ملتزمون بالتطبيق الكامل للاتفاق نصا وروحا.. والعمل سويا في شراكة حقيقية لحسم كثير من القضايا ولتحقيق الوحدة للسودان." وأنهى اتفاق للسلام بين الحكومة السودانية ومتمردين يتمركز معظمهم في الجزء الجنوبي في البلاد أطول حرب أهلية في إفريقيا لقي فيها مليونا شخص حتفهم وشرد أربعة ملايين آخرين من ديارهم.، لكن أعضاء من الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة السابقة انسحبوا من حكومة الشمال الشهر الماضي وقالوا إن الخرطوم لم تطبق أجزاء أساسية في الاتفاق. وفي الأمم المتحدة ردد سالفا كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان وهو أيضا النائب الأول للرئيس السوداني تعليقات البشير. وقال بعد محادثات الثلاثاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "كنت أول من قال أننا لن نعود إلى الحرب مرة أخرى... وهكذا فإن رأي هو أننا لن نعود إلي الحرب في السودان." واجتمع الجانبان اليوم في مسعى للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الأزمة السياسية. وتتعلق إحدى القضايا محل الخلاف بوجود جنود تابعين للحكومة في حقول النفط بالجنوب. وقال البشير يوم الاثنين أثناء زيارة لبوروندي إن قوات الحكومة الباقية في الجنوب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ستغادر المنطقة قبل نهاية العام. وأكد مبيكي لنظيره السوداني أنه سيدعم مشاركة جنوب إفريقيا في قوة حفظ السلام التابعة لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور. وقال مبيكي خلال المأدبة التي حضرها الزعيمان بعد محادثات أجرياها في كيب تاون أنه ملتزم "بزيادة وحدات الجيش والشرطة التي أرسلناها إلى دارفور كجزء من بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان التزاما باحتياجات القوة المشتركة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة". وبعد مباحثات مطولة وافقت الخرطوم على السماح بنشر 26000 جندي في دارفور أوائل العام المقبل في محاولة لوقف العنف المتواصل منذ أربعة أعوام ونصف العام والذي فشلت قوات الاتحاد الإفريقي وحدها في وقفه.، لكن نشر القوات المشتركة يعرقله خلاف حول تشكيلتها. وقال البشير الثلاثاء أن تدخلا دوليا ستكون له أثار عكسية. وأضاف قائلا "تعلمنا ان المفاوضات المباشرة بين الأطراف هي أفضل السبل للوصول إلى حلول." وتسبب اتفاق سلام وقع في أبوجا بنيجيريا في 2006 من جانب فصيل متمرد واحد في اندلاع المزيد من العنف حيث انقسم المتمردون إلى أكثر من 12 جماعة. كما انتهت محادثات استضافتها ليبيا في 27 أكتوبر الماضي بسرعة عندما رفضت ثلاثة فصائل رئيسية المشاركة. وقال مبيكي الذي توسط لحل أزمات في عدد من الدول الإفريقية وشارك بقوات في مهام حفظ سلام في كل من بوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية إن اتفاق أبوجا يجب أن يكون إطار العمل لجولة جديدة من المحادثات. ودعا جميع أطراف الصراع في غرب السودان إلى الإنضمام إلى محادثات السلام وحث المجتمع الدولي على التحرك ضد أولئك الذين لا يتجاوبون مع دعوته. وقالت حكومة البشير إن إراقة الدماء في دارفور المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام لن تتوقف إلا إذا جاءت كل جماعات التمرد إلى مائدة التفاوض. وبينما تلقى اغلب المسؤولية في أعمال العنف في دارفور على الجنجويد وهي ميليشيا يغلب عليها العرب وموالية للحكومة تواجه دارفور تحديات جديدة نتيجة المعارك القبلية والانقسامات في صفوف الجماعات المتمردة. والقي بمسؤولية هجمات شنت على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي مؤخرا على المتمردين مما عقد جهود حل الصراع.