مقديشو / 14 أكتوبر / أحمد محمد:أعلن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أمس الخميس ترشيحه نور حسن حسين الأمين العام للهلال الأحمر الصومالي رئيسا للوزراء أملا في إنهاء الشلل السياسي الذي يعرقل الحكومة فيما تخوض حربا ضد المسلحين.وجاء تعيين حسين الذي يعتبره كثير من الصوماليين شخصية سياسية محايدة بعد ثلاثة أسابيع من استقالة رئيس الوزراء السابق بسبب عدم إحراز تقدم في بناء الحكومة الصومالية الانتقالية.وقال يوسف في بيدوة وهي بلدة تجارية في جنوب وسط البلاد ويوجد بها مقر البرلمان الصومالي "أصدرت مرسوما بترشيح نور حسن حسين (نور عدي) رئيسا جديدا للوزراء."وحسين المولود في مقديشو عام 1938 تدرب على المحاماة في ايطاليا وسبق ان عمل مدربا بالشرطة. وكلفه يوسف بتشكيل حكومة بسرعة وطلب من البرلمان الموافقة على الترشيح. ويقضي القانون بأن يجري البرلمان تصويتا على الترشيح في غضون 24 ساعة.وقال حسين بعد ترشيحه "أتعهد بأنني سأبذل قصارى جهدي للوفاء بالالتزامات الصعبة التي ألقيت على عاتقي وباحترام ميثاق الصومال الاتحادي."وسيصبح حسين ثاني رئيس لوزراء الحكومة الصومالية المؤقتة وهي المحاولة الرابعة عشر لإقامة سلطة وطنية فعالة في الصومال منذ عام 1991.وأشاد أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال بالحكومة الصومالية لالتزامها بالترشيح من خلال التشاور.وقال في بيان "أرجو أن يمهد تعيينه الأرض لمنهج موحد."ويأتي ترشيح حسين في وقت فر فيه مليون صومالي من بيوتهم وقتل الآلاف في الاقتتال بين المسلحين الإسلاميين والقوات الصومالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها.والحرب والأزمة الإنسانية الناشئة عنها والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الآن أسوأ من الأزمة في إقليم دارفور السوداني أحبطتا الجهود الرامية إلى تحقيق انسجام سياسي والذي أفلت من الحكومة منذ أن تشكلت إثر محادثات في كينيا أواخر عام 2004 .ووصل حسين إلى بيدوة يوم الثلاثاء الماضي وفي اليوم التالي عينت له حراسة مشددة لضمان أمنه.وفي 29 أكتوبر الماضي حسم الرئيس الصومالي خلافا استمر لفترة طويلة مع رئيس الوزراء السابق علي محمد جيدي بإجباره على الاستقالة بالتلويح بتصويت في البرلمان لسحب الثقة منه.وأفسح ذلك بالإضافة إلى تعديل يتيح لغير أعضاء البرلمان شغل مناصب وزارية الطريق لما يأمل دبلوماسيون أن يكون رئيسا للوزراء وحكومة يتمتعان بخبرة عملية.وشغل حسين المعروف بنور عدي العديد من الوظائف الحكومية منذ عام 1958 ورقي إلى منصب المدعي العام في عام 1987 قبل أربع سنوات من الإطاحة بالدكتاتور السابق محمد سياد بري بأيدي زعماء الميليشيات مما أطلق العنان للفوضى في البلاد.ويشغل منذئذ منصب الأمين العام للهلال الأحمر الصومالي.وحسبما يقضي ترتيب عشائري لتقاسم السلطة في الدستور الانتقالي يأتي حسين من عشيرة الهوية الصومالية وتحديدا من جماعة أبجال في العشيرة التي ينتمي إليها جيدي رئيس الوزراء السابق.وقال أوجاس عبد الله إلمي أوزوبل المتحدث باسم عشيرة الهوية عن ترشيح حسين رئيسا جديدا للوزراء "إنه رجل يستطيع توحيد الحكومة والمتمردين. الصوماليون محظوظون لوجوده في هذا الوضع الصعب."لكن مقاتلا إسلاميا رفض الكشف عن اسمه قال "أي شخص جديد ينضم لهذه الحكومة لن يؤدي إلى تغيير. الإسلاميون سيقاتلون للأبد طالما بقيت قوات الاحتلال الإثيوبي هنا."
أخبار متعلقة