سيرناك (تركيا) / 14 أكتوبر / من ايما روس توماس : قصفت طائرات هليكوبتر تركية من طراز كوبرا مواقع للمتمردين الأكراد أمس الثلاثاء بالقرب من حدود العراق وأعاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التأكيد على استعداد أنقرة إرسال قوات عبر الحدود على الرغم من المعارضة الأمريكية. ورأى شهود في إقليم سيرناك أعمدة من الدخان تتصاعد فوق الجبال بعد تحليق طائرات هليكوبتر هجومية فوق مواقع للانفصاليين. وفي وقت سابق توجهت قافلة مكونة من 40 سيارة عسكرية إلى الشرق تجاه الحدود ومشط جنود منطقة التلال بحثا عن ألغام وهي السلاح المفضل للمتمردين. وقتل ثلاثة جنود أتراك على مدي الساعات الأربع والعشرين الماضية في المنطقة. وقتل رابع الاثنين في إقليم تونجلي على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال من المنطقة في انفجار لغم زرعه متمردون. وحشدت تركيا ما يصل إلى 100 ألف جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الهجومية على الحدود العراقية استعدادا لتوغل محتمل عبر الحدود داخل شمال العراق حيث يعتقد أن ثلاثة آلاف متمرد يختبئون هناك. وذكرت صحيفة صباح أن نحو 250 متمردا من حزب العمال الكردستاني المحظور يحاولون الفرار من قوات الأمن التركية في المنطقة الحدودية. لكن لم يتسن التأكد من الرقم من مصدر مستقل. وقال اردوغان لأعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي ليمين الوسط في البرلمان في أنقرة "على تركيا أن تتخذ إجراء عسكريا ضد الإرهاب. قواتنا تواصل عملياتها دون انقطاع... نحن في مرحلة اتخاذ القرار وسنتخذ القرار بأنفسنا... نحن نوظف كل مواردنا للحصول على نتائج في أسرع وقت ممكن." وحثت الولايات المتحدة والعراق تركيا على تجنب القيام بتوغل عسكري كبير خشية أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع نطاقا. لكن على الرغم من مناشدات تركيا لم تظهر القوات الأمريكية والعراقية إرادة قوية للتعامل مع متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لصحيفة ميليت في مقابلة أمس الثلاثاء إنه يرغب في تخلي حزب العمال الكردستاني عن أسلحته لكنه انتقد أيضا تركيا لرفضها التحدث مع إدارته التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق عن القضية. وتصر أنقرة على التحدث مع الحكومة المركزية في بغداد فحسب وتشتبه في أن البرزاني يحاول إقامة دولة مستقلة للأكراد في شمال العراق وهي الخطوة التي تخشى أنها قد تدعم الانفصال بين العرقية الكردية كبيرة العدد في تركيا. وحظيت تركيا بتأييد حاشد للجيش في احتفالات أقيمت الاثنين بمناسبة الذكر الرابعة والثمانين لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة. ومع شعور القوميين بالحماسة الزائدة ناشد اردوغان بالتحلي بالهدوء. وقال اردوغان "ردود الفعل في الشارع (على هجمات متمردي حزب العمال الكردستاني) لا يجب أن توجه نحو مواطنينا الأكراد" مشيرا إلى موجة من الهجمات الصغيرة على أفراد وأعمال يملكها أكراد في تركيا. وهناك أكثر من 12 مليون كردي في تركيا. وخففت حكومة اردوغان من بعض القيود المفروضة على الثقافة واللغة الكردية لكن نشطين أكراد يقولون أنهم بحاجة للمزيد. وتلقي أنقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ شن الجماعة حملتها المسلحة لإقامة وطن مستقل للأكراد في جنوب شرق تركيا عام 1984. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني كجماعة إرهابية. وسيبذل مسئولون أمريكيون وأتراك وعراقيون جهودا دبلوماسية جديدة لتجنب شن عملية عسكرية كبرى عند حضورهم مؤتمرا لدول الجوار العراقي في اسطنبول بعد أيام قليلة. ثم سيسافر اردوغان إلى واشنطن لإجراء محادثات عن القضية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين المقبل. وقال اردوغان أمس الثلاثاء إنه سيقول لبوش إن تركيا تتوقع " خطوات عاجلة وملموسة" من الولايات المتحدة ضد حزب العمال الكردستاني. وسيسعى أيضا للحصول على شرح لسبب استخدام متمردي الحزب لطائرات أمريكية الصنع في قتالهم ضد القوات التركية.