فائزة أحمد مشورة:أكدت دراسات عديدة أن أي نظام أو تجمع هو من صنع الإنسان ومع ازدياد هذه التجمعات التي تربطها رابطة النسب فكثرت وتشعبت في الدول العربية كما أدى إلى التنافس بسبب اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد لكل قبيلة وهو التنافس بين الجماعات وفي الواقع أن ظاهرة التباهي بالأنساب والسعي لزيادة أفراد القبيلة دون النظر إلى ما ستعانيه (الأم) مستقبلاً من مشاكل صحية واجتماعية في ظل تتابع الإنجاب والتنافس من أجل الكثرة بين الجماعات كما أن هناك من القبائل لا هم لها إلا الزيادة في المواليد وكثرة الإنجاب في كل أسرة أو قبيلة من أجل التباهي بالأنساب والتعاون المشترك من أجل قوة القبيلة وعراقة النسب كما رأى إبن خلدون في النسب العربي((إذ قال أن ثمرة الأنساب وفائدتها إنما هي العصبية للنصرة والتناصر،بحيث تكون العصبية مرهوبة ومهيمنة))ويرجع إبن خلدون اعتزاز العرب بأنسابهم لخصوصية فضيلة كانت في أهل ذلك النسب من شجاعة أو كرم أو ذكر).وفي واقعنا المعاش فإن القبائل وأن كانوا عصبة واحدة لنسبهم مثل عشيرة واحدة أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد فهم يتميزون بالعصبية القبيلة وهذا يزيد من الالتحام بالنسب ويتميز النسب في قبيلة المجتمع بالانتماء إلى جماعة اجتماعية يستخدمها أي فرد في القبيلة كجماعة مرجعية تناسب تفكيره أو تصرفه الاجتماعي مع فكر ومعتقدات أعضاء الجماعة التي تنطوي تحمي نسبة وتربط كل قرية مع القرى التي تتميز بكثرة أنسابها وما دامت الكثرة تعني القوة والثبات نسبياً هذا يعني أن ارتباط الفرد بالجماعات الاجتماعية أما العصبية أو سبب كبر حجمها الأمر الذي خلق نوعاً من التباين بين من يعملون بالزراعة ومن يسكنون القرى ويلاحظ الدور الذي تلعبه القرابة والذي ينعكس في تسهيل حصول حاجات الفرد الشخصية والاقتصادية ما جعل روابط قوية وثابتة وخلاصة القول أن القبيلة هي أكبر الوحدات التي فيها قرابة معتمدة على وحدة النسب وتمثل مفهوماً ترابياً وسياسياً في الوقت نفسه معتمدة على الكثرة والزيادة في أفرادها كي تنافس بقوتها القبائل الأخرى.
كثرة القبيلة...ضعف أم قوة!..
أخبار متعلقة