جهازك في مهمة إنسانية ..
كان الباحث الكبير ديفيد بيكر، الأستاذ في الكيمياء الحيوية بجامعة واشنطن، قد توصل إلي أن الحاسب الشخصي يمكن أن يكون له أدوار أخرى مهمة بعيداً عن الدور الذي يقوم به في العمليات الالكترونية، فقد أدرك أن الحاسب يمكن أن يساهم في علاج الأمراض الخطيرة.احتار العلماء طويلاً في إيجاد طريقة فعالة لتخليص البشرية من الأمراض المستعصية مثل الإيدز والسرطان، فتارة تجدهم يعكفون على العديد من البحوث في محاولة لإيجاد لقاح يمنع تسرب المرض لجسم الإنسان أو يقوم بتقوية جهاز المناعة، وتارةً أخرى تراهم يشنون العديد من الحملات التي تندد بضرورة اتباع الوسائل الضرورية للوقاية من هذه الأمراض الفتاكة، ولكن هذه المرة تفكيرهم اختلف كثيراً لدرجة لم تخطر على البال، حيث توصل أحد الباحثين، إلي طريقة جديدة تتمثل في استغلال الحاسب الشخصي لإنجاز المهام الطبية التي عجز عنها الإنسان.[c1]انبهار بالفكرة [/c]وتقوم فكرة المشروع الذي يشرف عليه بيكر وفريقه العلمي على استخدام برنامج يسمى Rozetta @home، للمساعدة علي توحيد القدرات والقوى المعلوماتية الحسابية الخاصة بعشرات الآلاف من الحواسب الشخصية للتغلب علي المشكلات العلمية علي الانترنت.ونظراً للهدف السامي الذي يتمتع به هذا المشروع، فقد حظيت الفكرة على إعجاب العديد من المستخدمين الذين تبرعوا بحاسباتهم لتكون جزء من شبكة الحواسب الخاصة بالمشروع، الذي يتم إرساله بالعمل المنجز إلى الأجهزة والمحمل عليها البرنامج فيقوم الجهاز بتحليل وعرض العديد من البيانات الطبية والعلمية البحتة المتعلقة بالجسم والنسب والكميات وكذلك الاحتمالات الخاصة بالفرد , وعند انتهاء الجهاز من تحليل العمل المرسل إليه من قبل المشروع يقوم الجهاز بإرسال النتائج إلى بيكر وفريقه .وتشير إحصائيات إلي أن عدد المتبرعين في هذا المشروع قد وصل نحو 60 ألف متبرع تبرعوا بحاسباتهم لتوفير القوة المعلوماتية والحسابية لبحث بيكر , وهو ما يعادل قوة معالجة لواحد من الحاسبات العملاقة ( Supercomputer ) .[c1]تواصل مع المتبرعين [/c] استفاد بيكر كثيراً من التواصل مع المستخدمين من خلال العديد من الأفكار والمقترحات الممتازة التي تتعلق بالبرنامج المستخدم، وقد نجح المتطوعين في جذب الكثير من الأفراد إلي المشروع، وهنا يشير بيكر إلى أهمية كل مستخدم لهذه التقنية، حيث يؤكد أن المستخدمين هم قلب المشروع النابض، وهو يأمل في نفس الوقت في زيادة عدد المتبرعين للقيام بمشروعات وأبحاث علمية أكبر من أجل صالح البشرية كلها، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمكن أن يقودنا في يوم من الأيام إلى إيجاد علاج للعديد من الأمراض المستعصية مثل السرطان والزهايمر.يذكر أن تواصل بيكر مع المستخدمين والمتبرعين جعله يحوز جائزة أفضل مشروع في الشهر, وامتدحه العديد من المتخصصين نظرا لسلوكه تجاه المشروع والمستخدمين وجعله مثالا يحتذى به من قبل كافة المشروعات الأخرى . [c1]لا تجعل مهمة جهازك واحدة [/c] لا تجعل الكمبيوتر الشخصي الذي تمتلكه يقوم بمهمة واحدة، بل طوعه للقيام بالعديد من المهام الانسانية التي تعود بالخير على البشرية، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لذا يجب علينا أن نشعر بآلام غيرنا ونحاول أن نبذل أقصى جهد لدينا لتخليصهم من الآلام التي يعانون منها. ولكى تساهم في هذا المشروع العلمي الرائع، بادر بتنزيل البرنامج Rozetta من خلال الموقع الآتي: http://boinc.bakerlab.org/rosetta ، لكي يقوم بمعالجة البيانات الصحية التي ترد إليه، وذلك أثناء عدم تشغيلك للجهاز.[c1]نبذة عن إنجازات بيكر [/c]كان ديفيد بيكر قد نجح هو وفريقه العلمي في تطوير جل يساعد على التئام الجروح في نصف المدة التي تأخذها في العادة. ويعمل الجل، المعروف باسم نيكساجون، عن طريق اسراع معدل التئام الجروح وتقليل الالتهاب. وعلى الرغم من أن الجل الجديد لا يزال يحتاج إلى اجتياز عدد من التجارب الطبية إلا أن العلماء يعتقدون أن بامكانه معالجة ملايين الأشخاص في أعوام قليلة. وقد أظهرت الاختبارات المعملية على الحيوانات أن الجرح العادي الذي يأخذ في المعدل الطبيعي حوالي أسبوع ليلتئم من الممكن أن يلتئم في غضون ثلاثة أيام فقط باستخدام الجل الجديد. وأثبت الجل فعالية عند استعماله على الجلد وأنسجة المخ وقرنية العين وحتى مع جروح الحبل الشوكي.ويعتقد العلماء أن هذا النوع من الجل يمكن استخدامه في تطبيقات عدة حيث يقولون إنه يمكن أن يفيد المرضى الذين يقومون بجراحة تجميلية إضافة إلى أولئك أصحاب جروح أو كسور العمود الفقري المزمنة. ويرى الباحثون أن الجل الجديد يمكن أن يفيد كبار السن على وجه الخصوص حيث أن جروحهم أكثر بطئا في الالتئام، كما يمكن أن يقلل من الوقت الذي قد يستغرقه المريض في المستشفى. وحصل فريق العلماء على أفضل جائزة ابداع على هذا النوع الجديد من الجل من جوائز الابداعات الطبية المستقبلية في لندن.