باريس/14اكتوبر/ (رويترز) :يحاكي فيلم "العدو الحميم" الفرنسي فيلم "الفصيلة" لاوليفر ستون وغيره من أفلام الحركة التي تنتجها هوليوود ليروي قصة حرب التحرير الجزائرية التي تعد أحد أشد الفصول ايلاما في التاريخ الفرنسي الحديث.ويعرض فيلم "العدو الحميم" للوحشية والتناقضات في حرب يتجابه فيها الجيش الفرنسي وبعض قدامى المحاربين من المقاومة الفرنسية ابان الحرب العالمية الثانية من جهة ومقاتلو حرب العصابات الجزائريون الذين خدم بعضهم في الجيش الفرنسي من جهة أخرى.ولم يعترف البرلمان الفرنسي بحرب الجزائر التي انتهت في عام 1962 باعتبارها حربا الا في عام 1999. وتم التعامل لسنوات كثيرة مع خسارة ما كان مستعمرة فرنسية باعتباره من المحرمات في فرنسا.ويصور الفيلم الذي بدأ عرضه يوم الاربعاء يأس وحدة فرنسية كانت تقتفي في عام 1959 أثر عدو مراوغ في الجبال القاحلة في شمال الجزائر وغير واثقين مما يفعلونه هناك لينزلقوا تدريجيا الى الهمجية.
ويعرض المخرج فلورون اميليو سيري التعذيب بالصدمة الكهربائية الذي كان الجيش الفرنسي يستخدمه بشكل منتظم ضد السجناء كما عرض لقطات مفصلة تبين التأثير الرهيب للهجمات الجوية بالنابالم.لكنه يعرض أيضا لوحشية المقاتلين الوطنيين والتي كان من بينها مذبحة تعرضت لها قرية كاملة للاشتباه في أنها كانت تأوي متعاونين أو يعرض وجه رجل قطعت أنفه وشفتاه لارتكابه جريمة التدخين.وبعد فيلم "أيام المجد" عن الجنود الفرنسيين في شمال أفريقيا ابان الحرب العالمية الثانية والذي رشح لجائزة أوسكار في العام الماضي يعد فيلم "العدو الحميم" خطوة أخرى في بحث السينما الفرنسية للعلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة ابان الحرب.وميز التعذيب المنتظم على أيدي القوات الفرنسية والاعمال الوحشية المروعة التي ارتكبها الجانبان صراعا على بلد احتلته فرنسا منذ عام 1830 وقتل خلاله ما بين 250 ألف و400 ألف جزائري ونحو 27 ألف جندي فرنسي.وكتب نص الفيلم باتريك روتمان وهو منتج أفلام وثائقية ومتخصص في حرب الجزائر واستخدم مئات الساعات من أرشيف الافلام الوثائقية والمقابلات مع المشاركين.لكن سيري قال انه استلهم نموذج أفلام هوليوود عن حرب فيتنام مثل فيلم "نهاية العالم الان" لفرانسيس فورد كوبولا أو "الفصيلة" لاوليفر ستون.ويقول عن الفيلم "كنت أرغب دائما في انتاج فيلم عن حروب التحرر من الاستعمار. فيلم يكون ملحميا وحميميا في الوقت نفسه."ويعود تاريخ أفضل فيلم معروف عن حرب الجزائر وهو فيلم "معركة الجزائر" لجيلو بونتكورفو الى عام 1966 وكان هناك القليل من المعالجات للموضوع منذئذ.وكان فيلم "العدو الحميم" موضع اشادة من النقاد الفرنسيين وان كانت المراجعة الايجابية بشكل عام التي نشرتها صحيفة لوموند عن الفيلم أشارت الى أن سيري الذي أخرج فيلم "الرهينة" الذي قام ببطولته بروس ويليس في عام 2005 يستخدم ما وصفته بأنه "صيغ مكررة لافلام الحرب" مألوفة في الافلام التي تنتجها هوليوود اكثر منها في السينما الفرنسية.