عبدالقوي الأشولأنا البحر في أحشائه الدر كامن [c1] *** [/c]فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي إنها اللغة العربية .. لغة القرآن بتصاريفها المدهشة بكنوزها التي لا حصر لها .. هي اللسان العربي المبين الذي خص بها الله تعالى نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..وهي ذات اللسان العربي الذي سطر به التاريخ جوانب عطاء كبيرة في حياة الانسانية .. بما شهد تاريخنا العربي والاسلامي من تنوع حضاري وسبق مشهود لأصحابه بالريادة في مختلف ميادين العلوم الحياتية .لغة برسالة .. أو رسالة بلغة .. ما جعل العربية تجتاز عتبات محيطها المكاني في ظروف زمانية قصيرة عبر رسالة الاسلام وتنوعاته التي اجتازت ما وراء المحيطات حتى رست معالم نهوضها العارم وصروح بنيانها المدهش في معالم أرض ما وراء جبل طارق أسبانيا قرطبة بجنان حدائق قصورها البهية ومآذنها التي تعايش تحت سمائها الاسلام مع مشارب الديانات المتنوعة .. صروح حضارية بفنون معمارية ما زالت شاخصة على أديم تلك اللؤلؤة المفقودة أو هو الفردوس المفقود جراء نوازع الذات وشرورها التي ما فتئت تنخر شوامخ العطاء الحضاري الذي تتجسد في معالمه حضارة مئات الأعوام المنصرفة من حياة شهدت حسن لتسييس الملك وإدارة دفته لتجد نفسها بعدئذ صريعة طوائف وملوك ساهموا في فقدان فردوسهم بأيديهم وحين نشير الى ماضي حضارتنا فإننا نشير ضمناً الى عظمة لغتنا العربية .. بزخارف حروفها ونقوشها ومحكم آيات قرآننا العظيم التي هي بلغة الضاد.بل نشير الى إرثنا الشعري والثقافي والاجتماعي الذي هو تجسيد لعطاء حقب وأزمنة تاريخية موغلة في القدم إلاّ أن واقع الحال يبدو مختلفاً مخالفاً لنسق التطور الحضاري الذي ساهمت اللغة العربية بإبداعات كبيرة في رسم صورة وهيئة الراهن الحضاري المتأتي على أكتاف وأعناق أجيال تلك الحقب الزمنية التي كان للعرب والمسلمين فيها كل ذلك الحضور الابداعي الكثيف في شتى ميادين الحياة .المريب حقاً هو التنكر المطلق لهذا التواجد وذلك الاسهام .. ولكن من أبناء جلدتنا وأرومتنا..فالكثير من الفضائيات تفضل تقديم فقرات بثها الاعلامي باللهجة المحلية والكثير من الأعمال التلفزيونية والمسلسلات بما فيها مسلسلات الاطفال تقبل عروضها وتحول من قبل جهات معادية للغة .. بشرط أن يتم الانجاز بأي من اللهجات المحلية .والاشد مدعاة للخوف والدهشة أن بعض البلدان الاوروبية التي تعيش بها جاليات عربية تفضل الاعتراف باللهجات وبلغة الاقليات العرقية وتقوم على إلغاء بعض المدارس التي تعتمد العربية وهو تصرف المراد منه إنجاز ما لم يتم إنجازه في عهد الاستعمار الذي اجتاح معظم أجزاء الوطن العربي في سنوات القرن المنصرف.رغم أن تلك البلدان .. تعد لغتها العنصر الاول بل الاساس الذي يعني لها الوحدة والتماسك والعطاء الفكري والثقافي .. والوعاء الحاضن لطيفهم الاجتماعي بل هي العنصر الذي لا يقبلون معه المساومة والبدائل ..في حين يتم تقديم كافة التسهيلات والبدائل حتى نكون مشاركين بفعالية في الاعتداء على لغتنا الأم .. التي تكمن تحت كوامن تصاريفها مخزوننا الحضاري العميق حتى أن بعض الاعمال التلفزيونية التي تقدم بلغة عربية مكينة تبدو نشازاً وسط محيط عمد أصحابه وعبر وسائل إعلامية عدة أعني تحديداً الفضائيات التي تعتمد اللهجات في تقديم أعمالها .أمور ينبغي أن تجسد لدى النظم السياسية في مجتمعاتنا العربية والاسلامية غيرة على اللغة الام .. وإتخاذ تدابير رسمية لا تقبل بنشر أعمال لا تلتزم اللغة طالما ودساتيرنا مكتوبة بتلك اللغة وعمقنا الحضاري تحصيل لغة الضاد وتراثنا الثقافي والفكري مرهون ببقاء هذه اللغة حية .. في محيط كوني تموج جنباته بمتغيرات عاصفة خصوصاً على الصعيد العلمي الذي تجاوزنا بلغة ليست لغتنا ومصطلحات توحي على المدى القريب بجعل مفرداتنا تبدو غريبة في عقر دارها .فإستلاب لغتنا .. يعني ضياع الجزء الهام من هويتنا وإندثار وجودنا الحضاري وإسهامنا الفاعل على هذا الصعيد خصوصاً أن هناك إعتداء صارخاً وغير مسبوق وممنهج على مكنونات ومكونات إرثنا التراثي الاثري ما يجعل منهجية النيل من تاريخنا ووجودنا تبدو منسقة بصورة لم يشهد لها التاريخ مثلاً حتى في أشد حقب التاريخ الاستعماري بظلاميته وسطوة بطش إمبراطورياته التي عجزت فيما مضى من النيل من لغتنا .فكيف نكون نبدو مسلمين لدسائس الحاضر الذي أخذ تجاوزنا بكل سلاسة ويسر وبمساهمة فاعلة من أبناء أرومتنا.