في ظل حالة التشظي والتنافر التي يعيشها العالم العربي لا سيما بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة, هل ثمة من يراهن على الفن بحسبانه أداة يمكن, إذا أحسن استخدامها, أن تنجح فيما أخفقت فيه السياسة في توحيد الرؤى والمواقف ومن ثم الخروج من حالة الإحباط والقنوط السائدة؟.ثمة من يرى أن الفن نوع من أنواع المقاومة ومن سماته أنه قادر على دعم الصمود وتعزيز النزعة الوطنية من خلال صياغة التجارب الشعورية أو تهيئة مناخات تتميز بحس جمالي.ومن هؤلاء فنان عربي يرى في الفن وسيلة لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الغير عن العرب.وينفي الفنان الأردني طوني قطان عن العرب تهمة الإرهاب التي يحاول كثيرون كما يقول إلصاقها بهم.وقال عقب عودته من رام الله إن "البعض قد يتحدث باستهجان عن حفل فني في ظل ما نعيشه من ظروف سياسية صعبة لكني أشدد على أن الفن المقاوم كفيل بدعم الصمود والحفاظ على الهوية الوطنية".ويردف قائلا "نحن لسنا إرهابيين أو سفاكي دماء كما يعمدون إلى تصويرنا... نحن شعب يحب الحياة لكنهم لا يمنحوننا الفرصة لتأكيد ذلك".ويتمنى قطان أن يكون الفن قادراً ولو بشكل يسير على إحداث ثغرة في هذا الوعي العالمي المغلوط عن العرب وعن قضيتهم العادلة، قائلا إن "الفن حياة ونحن نحب الحياة".ويؤكد أن الفن من أهم أنواع المقاومة, مشيرا إلى أن البعض قد يتحدث باستهجان عن حفل فني في ظل ما نعيشه من ظروف سياسية صعبة "لكني أشدد على أن الفن المقاوم كفيل بدعم الصمود والحفاظ على الهوية الوطنية".ويصف وجوده في رام الله حيث أحيا حفلين فنيين في قصر رام الله الثقافي وفندق غراند بارك نظمتهما مؤسسة "شايب غروب" برعاية "الوطنية الفلسطينيةللاتصالات" بمناسبة عيد الاستقلال الفلسطيني، بـأنه من أهم المحطات في حياته الفنية.وكان حفله الأول في قصر رام الله الثقافي بدأ بمقطوعات قدمها مراد زايد قبل أن ينطلق قطان على أنغام فرقة نجوم الليل من رام الله بأغنيته الشهيرة "من دونك" وسط تصفيق حار ومرافقه الجمهور بالغناء في جميع أغنياته الخاصة علاوة على الأغنيات المشهورة في التراث الفلسطيني والأردني والسوري واللبناني والعراقي والخليجي.وفي حفلتيه قدم الفنان قطان عدداً من أغنياته الشهيرة مثل "عيوني سهراني" و" ابعد ورح" و"لا تزيد" و"أول دمعة" في حين أشعل المسرح حين غنى " وين رام الله" وأغنيات من التراث الغنائي الفلسطيني والشامي.من جانبه قال يوسف الشايب مدير "شايب غروب" إن الحفل دليل على أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة وينتصر للفرح في زمن مليء بالمآسي, فيما أكد مكسيم صنصور مدير العلاقات العامة في "الوطنية الفلسطينية للاتصالات" أن الفنان طوني قطان يقدم صورة مشرفة للفلسطيني في العالم.وقبل نهاية الحفل وزعت فتيات المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الكرات التي تحمل شعار "الوطنية الفلسطينية للاتصالات" على الجمهور في مبادرة لترويج اللعبة الأكثر شهرة في العالم بين فتيات فلسطين.يذكر أن طوني قطان انتهى مؤخراً من تسجيل ألبومه الجديد "ملكش زي" من إنتاج راديو فن في الأردن وصور الأغنية عنوان الألبوم بإدارة المخرج اللبناني جاد صوايا صاحب شركة "آية" للإنتاج الفني في بيروت.