[c1]المرشدي أشبه مايكون بالذاكرة الجامعة للأغنية اليمنية !!بلفقيه وفيصل علوي وأيوب طارش يمثلون الإحياء الكبير للتراث اليمني !! أحيا أحمد فتحي روح التحديث ولكنه عاد إلى مرابع بني عبس مقدمة لابد منها !![/c]أثبت الدكتور/ عمر عبدالعزيز أنه من أهم المثقفين اليمنيين، بل ولا نبالغ إذا قلنا أنه واحد من المثقفين العرب المتميزين.. ولا نقول هذا تحيزاً لعمر لإنه يماني أو لأنه صديق عزيز جداً.. لأن الشهادة بتميز دكتورنا العزيز جاءت من خارج الوطن من خلال المواقع الثقافية والإعلامية التي يشغلها على مستوى ا لخليج العربي.. والمشاركات على مستوى الوطن العربي الذي يكون لعمر حضور فاعل ومتميز فيها.. عمر.. رغم غربته »الإضطرارية« يحس بالحنين الدائم إلى أرض الوطن.. وأهله وأصدقائه في مدينة «عدن» التي تحظى بمكانة خاصة في قلب ووجدان عمر.. وهو هنا يتحدث في لقاء من اللقاءات التي تجمعه بأصدقائه في جلسات القات والتي يكون فيها عمر مثل الوردة التي تفوح رائحتها الجميلة في أي موقع يكون فيها عمر متحدثاً عن مختلف جوانب الثقافة والإعلام السياسة والاقتصاد.. وفي حديثه الذي ننشره اليوم نتفق مع ما جاء فيه من تقييم نقدي للفنانين اليمنيين.. ولكننا نختلف معه في أهمية الدور الريادي المتميز الذي لعبه الموسيقار الفنان احمد قاسم كموسيقي وفنان كبير سواء مع لطفي أو بدونه.. أحمد قاسم يعتبر بحق رائداً للتحديث في الغناء والموسيقى اليمنية.. ومثلما قال البردوني أن الأجيال القادمة ستعرف وستقيم الدورالعظيم الذي لعبه أحمد قاسم الذي لم تعرف اليمن بقيمته المتميزة والكبيرة إلى الآن!!كما أن عدم ذكره لبعض الفنانين الذين شكلت الحانهم طريقاً حقيقياً للتحديث في الأغنية اليمنية، مثل الفنان الكبير سالم بامدهف »سنباطي اليمن« كما يحلو لي أن اسميه.. واسكندر ثابت ويحيى مكي وعطروش وآخرين شكلت اغانيهم وجدان وذوق جيلنا الستيني.. إن ماقاله عمر في حديثه يعتبر وجهة نظر نحترمها ونحب صاحبها، كما نحب ونقدر الدورالعظيم الذي لعبته تلك النخبة من الفنانين الذني ذكرهم صديقنا عمر..ونأمل أن يكون حديثه الرائع مدخلاً لدراسة نقدية يقوم بها الدكتور/ عمر عبدالعزيز »وهو القادر على ذلك« يستعرض فيها مختلف الجوانب الفنية للأغنية اليمنية على مدى نصف قرن.. فهل يفعلها صديقنا عمر؟! نأمل ذلك !! لقد استخدمت هذا العنوان للتدليل على أن الاغنية اليمنية على وجه الإجمال مازالت تتغنى بالطول وتستعيد الماضي بكفاءة بالغة.. ولايعني أن الجدة مفقودة بأكملية .. فهناك محطات تحديث ولكنها لاتشكل مغايرة للموروث في أفق يتسق مع الابداع وشروطه.. أقصد تلك المغايرة التي لاتتشكل قطيعة مع الماضي، بل تتخلق في شرط يعتبر الماضي سبباً لجدته وتجليه بما هو جديد..فالجديد في الغناء كضرورة هو بمعنى ما تعبير عن الحراك الاجتماعي والنفسي البنيوي للمجتمع.. فالمجتمع اليمني شهد منذ خمسة عقود تغييرات واسعة، بل ودرماتيكية في البنيتين النفسية والاجتماعية.ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن هذه التغييرات النفسية والاجتماعية لم تتواز مع تغيير شروط التحديث والالتحاق بالعصر، تلك التي ظلت على وجه الإجمال ذات صلة وحيدة الجانب بالعصر سببه ثورة الاتصالات الكبرى في العالم وإنماط الاستهلاك الطارئة التي اخلت بتوازن سابق، ولم تتمكن حتى اللحظة من إقامة توازن جديد.. وعوضاً عن ذلك تشكل لدينا ما يمكن تسميته بمجتمع التعايش المشوه بين أنماط اقتصادية واجتماعية لايجمعها جامع !وهذا الأمر هو ما يبرر بالضبط زيادة النزوع نحو الماضي الذي يفصح عن نفسه، ليس بالإمكان أحسن مما كان.. هكذا هو الحال في كل المناحي، إلى درجة أن إنبثاقات التحديث »الأربعينية/ السبعينية« تستحيل الى مجرد حرث في بحر.. لأنه ليس هناك من يواصلها !!فالشاعر الفنان الشامل »لطفي أمان« حاول التعاطي مع الغناء متكاملاً مع الفنان أحمد قاسم مؤسساً لإبداع يمزج الفنون معاً في إطار أغنية جديدة غنائية جداً حد الإغريقي.. وتعبر به محمولة على كلمات الشعر الشعبي العدني الجميل كما اللغة العربية الرومانتيكية الجميلة !!لكن فن الفنون الممزوجة عند »لطفي أمان« وإمتداداته الصوتية والذوقية والحضور الجميل للفنان أحمد قاسم ومن توازى معهم وعمق هذا المنحى.. والذين منهم مثالاً لا حصراً: الفنان محمد سعد عبداللّّه والفنان محمد عبده زيدي والشاعر مصطفى خضر، الفنان محمد عزاني »الأداء الذائقة، والروح المشبعة باللون الجديد وبالغناء الشعبي« وايضاً نغمات الفنان الاستثناء »جميل غانم« الذي كان بحق وعاء مستوعباً وقدرة تقنية غير مألوفه في التمكن من آلة العود الأكثر سحرية وصعوبة.. كل هؤلاء شكلوا بمعنى ما امتداد الأفق التحديث الأربعيني الذي وقف عند حد.. ثم انفتح المجال لفجوة كبيرة استمرت حتى الثمانينات عندما أعاد الفنان أحمد فتحي روح التحديث في ألحانه الأولى الناجحة وذاكرته الفنية القادمة من أعماق التراث التهامي الكبير ومن طفولة عدن وحاسية موسيقية مرهفة.. لكن أحمد فتحي عاد أدراجه الى »مرابع بني عبس« حيث التراث الكبير.. واصبح بين عشية وضحاها، وأمام ذهول الناقد الفني، أصبح رقماً جديداً يضاف الى فناني إحياء التراث!! وهم فنانون لاغبار عليهم، ولهم منا كل التقدير.. لكن دور الإحياء للتراث ليس أفضل ما يمكن أن يعمله، كل فنانينا، وخاصة الذين نعتقد فيهم سبباً آخر للولوج الى العصر وأدواته.وليس لي هنا أن اتجاوز قامة فنية رفيعة استطاعت أن تقدم سلسلة من الألحان المغايرة في أفق يتسق مع الذائقة الشعبية ويلامس آفاق التجديد المغايرة في أفق يتسق مع الذائقة الشعبية ويلامس آفاق التجديد بشيء من الابتكارات وبالبنى اللحنية الحالمة والجميلة.. إنه الفنان والملحن »أحمد باقتادة« الذي استمعنا إليه عبر الزيدي وكرامة مرسال وعصام خليدي وأمل كعدل وعبدالكريم توفيق ونجيب سعيد ثابت وغيرهم.. الفنان باقتادة قال رسالته وصمت.. رد على منتقديه الذين اتهموه بالتغريب عن عجالة وسوء ظن..واعاد إحياء التراث في اغنية »دان« حضرمي يتيمه اداها كرامة مرسال كما يقول لمنتقديه شيئاً لكنه لم يستمرئ النجاح السريع والاحتضان العجل والطبيعي للحن القادم من التراث.. بل استمر ينقب عن جواهر جديدة !!لنا بعد ذلك أن نقول شيئاً وفي عجالة عن إحياء التراث الموسيقي اليمني: لقد كان هذا الأمر واحدة من الضرورات الكبرى من حيث أن جل تراثنا الموسيقى لم يكن مسجلاً.. وايضاً لأنه ينطوي على الوان عديدة، وعلى غنى كبير في الألحان والكلمات.. لذلك فإن لهؤلاء الفنانين فضل كبير في إجلاء كوامن هذا التراث الكبير الإحيائي الذي قاموا به كضرورة وبالقدر نفسه حجروا على كوكبة من ا لناشئين الذين اصبحوا يدورون في فلك هؤلاء ويعيدون انتاجهم دون ضرورة..فإذا كان إعادة الفنان فيصل علوي لتراث الغناء اللحجي ضرورة.. فإن إعادة انتاج فيصل علوي من لدن بعض الناشئة ليس أمراً ضرورياً.. وكذا الحال بالنسبة لأبي بكر سالم بلفقيه/ الذي أحيا بكفاءة التراث الفني الحضرمي واضاف إليه لمسات التوزيع الموسيقي الحديث دون أن يقع في محذور الخروج من الأصل.. وهكذا فعل الفنان أيوب طارش .. وكذلك فعل فنانوا الغناء الصنعاني وأن بقوا في إطار اللحن القديم..إن أبو بكر بلفقيه وفيصل علوي وأيوب طارش يمثلون الإحياء الكبير للتراث اليمني.. ولقد نذروا كل حياتهم الفنية لهذا الهدف الضرورة.. والحان فإن الذين يواصلون هذا النمط من الغناء انما يؤكدون بالذات قيمة هؤلاء الثلاثة كما قيمة التراث الفني اليمني !!يصمت عمر قليلاً .. ويقول: لعلكم يا أصدقائي تتساءلون: أين يقع الفنان الكبير محمد مرشد ناجي من هذه المعادلة؟ولكن أقول: إن الفنان محمد مرشد ناجي واحد من الإحيائيين الكبار للثرات .. لكنه أيضاً صاحب الحان ولون مميز.. المرشد أشبه ما يكون / إن جاز التعبير/ بالذاكرة الجامعة للأغنية اليمنية، سابقاً ولاحقاً!! وتلك منة من اللّّّه لسنا بصدر معرفة أسبابها!!المرشدي.. قدم بكفاءة كل ألوان التراث الصنعاني الى الحضرمي الى اللحجي إلى التهامي.. وإلى ذلك واكب حركة التحديث الأولى في الأغنية اليمنية.. ثم أنه تميز بأن كل ما يقدمه يتعدى بما هو نسيج ذاته.. أنه يصيغ ذاته ونكهته على كل لحن بحيث أنك تسمع المرشدي فقط.. حتى وإن أعاد مألوف التراث !!وتلك السمة نضع الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في خانة خاصة ومكانة متميزة.. ليس لي الآن أن اجتهد في تحديدها ؟!
|
رياضة
د. عمر عبدالعزيز و حديث عن الأغنية اليمنية ومرابع بني عبس !!
أخبار متعلقة