من المعروف أن الديمقراطية نشاط إنساني ، ترتكز على أسس ثقافية وثيقة الصلة بالإنسان الذي يمارسها. ومع رياح الديمقراطية الغربية التي هبَّت علينا في الوطن العربي في مطلع الألفية الثالثة للقرن الميلادي الحادي والعشرين،كان لابد من مواكبة العصر وتلبية متطلبات التغيير للحياة العصرية ،والأخذ بالنهج الديمقراطي ألتعددي وممارسته في التداول السلمي للسلطة ،وتجنيب أنفسنا دورات العنف والاقتتال فيما بيننا وما يعقبها من نتائج وآثار نفسية غير محمودة.*وبالرغم من أن المظهر الوحيد من مظاهر الديمقراطية الذي نمارسه هو صندوق الاقتراع الذي نحتكم إليه ونسلم نتائجه للفوز بالأكثرية العددية لأصوات المقترعين، وصولاً إلى كرسي السلطة مهما كانت هذه الأكثرية التي تحصل على مواقعها لأسباب ربما لا تتعلق بالاختيار الجيد،لكن ،مع ذلك،لا تزال الديمقراطية هي الخيار الأفضل لصون حقوق الناس في المجتمعات المعاصرة ،بحيث لا يتم تفريغها من مضمونها الإنساني والحضاري ،وتجاهل واقع كل قيم الأمة وتراثها الثقافي.*ختاماً فنقول ،أن الثقافة هي المدخل الحقيقي دائماً لتمكين الديمقراطية من الترسيخ والثبات في المجتمع ،واستعادة جوهرها الحضاري والإنساني الذي يحترم التعددية ويصون كرامة الإنسان وحقوق الناس ،ويرفع شأن القانون والنظام ،ويقيم العدالة الاجتماعية كل هذه التحصينات الحضارية لا يمكن الارتقاء إليها الاّ برفع أداء الناس الحضاري لتكون اختياراتهم للمرشحين للانتخابات النيابية - مثلاً- أكثر رشداً ،وأحكامهم أصلح .وهذا طموح لا سبيل إليه إلاّ بالتأني واحترام واقع الشعب وثقافته وتراثه.
الديمقراطية ... واعتمادها على صندوق الاقتراع
أخبار متعلقة