حين تنطق الريشة ثمة ألق اللوحة
[img]img_1896.jpg[/img]كتبت/ فاطمة رشاد:قبل أيام اختتم معرض جماعة (حوار الرؤية) في سوق عدن الذي اكتظت ممراته بالزائرين وبتلك اللوحات التي جمعت ثلاثة فنانين تشكيليين جسدوا توافق اللون، فريشاتهم أعادت أنفاس بيكاسو وأبدعت 25 لوحة فنية .. حيث جمعت كلاً من الفنانين التشكيليين وائل ياسين ومحمد نسار وفتحي أنور .. تلك الألوان التي امتزجت بأرواحهم كانت تترجم أحاسيسهم فجماعة (حوار الرؤية) لم تأت عبثاً بل جاءت لتلامس جمالية اللون والرؤية البصرية.[c1]لون متشح بالجمال[/c]وقوف الناظر أمام لوحات الفنانين الثلاثة وائل ومحمد وفتحي يعني الدخول إلى عالم مليء بالمتعة البصرية فكل لوحة عبرت عن ذات الفنان، فالفنان فتحي أنور امتزجت ألوانه في لوحة لشبام والمرأة اليمنية ووجوه تلامس الحياة وجمالها حيث تقرأ في تراتيل لوحة ولون زاخر بهلوسات الفنان تعانق ناظرك .. وتمده بالألق البصري .. فتحي أنور حيث يرسم بخامته الخاصة يجعل اللوحة ناطقة لناظر إبداعه الشفاف وتجعل المتأمل يعبر إلى لوحته في دهاليزها اللونية ويغوص فيهما ويحلق بها حيث يشاء.. ولكن!! في الاتجاه الآخر كانت لوحات محمد نسار شاهد عيان لقلعة صيرة التي أبدع في رسمها وساعة بيج بن التي اتضحت رؤيتها في ذات لون امتزج في عبقرية فنان يشهد الجميع انه يتفنن في المزاوجة بين الألوان .. فحين تسير في الاتجاه الآخر في اللوحة ستجد انه ماتزال تناظر مشاعر الوقور في لوحة جعلت من مناسك البشرية عبادة .. نعم تلك اللوحة التي تظهر وقار المسلمين وتوحدهم وهم يؤدون مناسك الصلاة .. تذهلك حرفية الفنان وهو يتقن ذلك التلاعب الجميل في توزيع الألوان فالفنان محمد نسار استطاع أن يحاور الرؤية وان يجعل من اللون منفذاً لكل ناظر يطالع ما صنعته أنامله .. غير أن جنون الفنان وعبقريته التي يحتلها دوماً (وائل ياسين) صاحب المعارض التي صنعت دهشة اللوحة والريشة في عدة سماوات إبداعية تألق بها .. يذهلك دوماً بتفاصيل لوحاته التي تحمل رمزية تتشكل في انتقائه الجميل لأسماء لوحاته (البائس وأنوثة وعفوا سأتزوج) تناظر المتأمل الحياة.يدهشك ذاك البيكاسو الصغير في تقنيته في طمس معالم الوجوه ليجبرك على الوقوف أمام لوحاته التي لطالما جعلت الناظر يقف في دهشته ويحاول فك رموزها فالغموض المحيط بها هو احد لمساته ليجعلها تحاور الرؤية لدى المتأمل.[c1]بداية طيبة[/c]هذا المعرض لم يكن إلا بداية قامت بها جماعة ( (حوار الرؤية) لكي تجعل من منطلق اللون بارقة أمل لدى كل التشكيليين الشباب .. فلم تكن هذه البادرة إلا إشراقة لون وأمل لمواصلة هؤلاء الشباب العطاء ونقل رؤاهم الإبداعية .. لم يقص الشريط للافتتاح ولم تسلم بعض اللوحات لكي يظل لون عابر نظر إليه الجميع وانتهى بل هي الرؤية والحوار التي تركت انطباعات جميلة في دفتر الزوار الذين ناظروا ما جادت به تلك الأنامل الرائعة .. لم تشخ الرؤية اللونية بل ستظل معطاءة لآخر الأنفاس فهذا المعرض كان النقطة الفاصلة للذهاب نحو الجمهور غير الاعتيادي فاختيار المكان دليل على أن هؤلاء الشباب يريدون الخروج عن المألوف .. يريدون أن يفتحوا أبواب بيكاسو للعالم بطريقتهم .. بيكاسو الحاضر .. الغائب في ذات لون .. لون شبابي قادم عن جدارة .. فالهاجس اللوني كان ما يميز المعرض في لوحات شكلت منحى آخر لجماعة تشكيلية قادمة بكل ثقة .. فهنيئاً لهم كل هذه النجاحات اللونية ومرحباً للوحة أتقنها أحفاد بيكاسو.