14 أكتوبر/ احمد درعانمنذ زمن طويل .. وكالذي يحدث نفسه ـ وحتى ننسى لحظات الحزن والألم.. نحاول هذه المرة ان نتكيف مع النفس ومع أولئك المبدعين وألحانهم العذبة المختلفة.. والتي شكلت لنا نمطاً عاطفياً جميلاً.. بصوت رصين وأوتار حزينة ـ يأتي من زمن الذين صدحوا باعذب وأجمل الألحان.. ذلك هو المطرب الشاب عباد الحسيني.. هكذا يمكن أن ننسى هذه الأحزان ونجني ثمار الحب والجمال.. فلقد كان المطرب عباد ومن خلال إبداعاته التي اطربنا بها على مدى 28 عاماً محافظاً دقيقاً على طبقة صوته.. ولربما اراد أن يتفرد بها.. ما وفر لديه حسن تحكمه بصوته، وقد سبق لكثيرين من المهتمين بعلم الأصوات استعراض جوانب أخرى دون الإلمام بالجانب الآخر (الزمن) وهذا ما يؤدي إلى اسقاط المتعة أو الإطراب (علماً وفناً) وعباد الحسيني بدأ حياته الفنية مع شعراء وفنانين كبار أمثال الفنان الراحل محمد سالم بن شامخ ومحمد سعد عبدالله ومن الشق الإبداعي الآخر /الشاعر/ علي عمر صالح وصالح مفتاح وعلي حيمد، وقدم ما استطاع بصوته الرصين العذب أجمل الالحان فنسمعه في أنشودة (ياعيدوه ياوطني) كلمات علي عمر صالح لحن نجيب سعيد ثابت كما انه قدم من كلماته (من ظلم لابد يظلم) لحن الفنان يوسف حسن عثمان وقام بأدائها فيما بعد الفنان الراحل احمد محمد العنصره (رحمه الله) ثم بعدها يتجرأ بشجاعة ليقدم (ياذي تسكنو) من كلماته والحانه بعد صياغته اللحنية لثلاث أعمال غنائية للشاعر علي حيمد (ردوا عليه السلام) (كم أدور لك) و(عاد فيك الخير) أما بالنسبة لأغنية (لوعة شوق) فقد اطربنا بها بصيغة الفنان والملحن الخلوق محمد عوض عبدالله المسلمي والكلمات للشاعر صالح مفتاح .. كما لا ننسى أيضاً انه قد أمتعنا واسمعنا من كلمات والحان الشاعر الغنائي عبدالقادر الكاف أغنية (ربنا با يجازيه) .. وهكذا تتجلى أحلى واجمل صور الإبداع لهذه الحنجرة الرصينة حيث أستطاع ان يجعل الصمت الحزين ناطقاً من بين أنامله بأوتار العود التي أحبها من بين اخواتها الآلات الثابتة والوترية الأخرى.ولم يرتبط الفنان عباد في حياته الفنية إلا بالفنان الراحل محمد سالم بن شامخ الذي كان يراه احد ابنائه مع رياض وسالم ونجلاء (الأول) حيث كان المطرب عباد الحسيني يرى انه أمام أب وصديق ومطرب وشاعر تكبر مساحته الفنية من خلاله ولابد له من إرضاء أستاذه الأب (شامخ) رحمه الله ثم إرضاء جمهوره الذي كان أكثر إعجاباً به وليضفي على هذا الإطراب بألوانه الغنائية أعذب وأجمل النغمات الصادرة من آلة عوده الحزينة التي أبدع فيها ومازال حتى اليوم رغم ما صادفته من عقبات .. ولكنه اجتازها كما يرى أيضا انه مازال تلميذاً لهؤلاء المطربين الكبار بعد تحقيقه بعض النجاحات بفضلهم (بعد الله) والتي أثرى بها المكتبة التلفزيونية (القناة الثانية) عدن ولم يكن له نصيب في الإذاعة إلا اليسير حيث سجل للتلفزيون (10) أعمال غنائية سبق وأن استعرضنا البعض منها .. وعباد أحد تلامذة الفن والطرب يسخر من نفسه أحياناً عندما لا يرى اهتماماً بأحوال المبدعين خاصة فيما يتعلق بتقييم الأعمال الفنية وتصنيف مبدعيها من قبل الجهات الرسمية الراعية حتى يكونوا في المستوى الأفضل اللائق بهم جميعاً لكن سرعان ما تتراجع هذه السخرية ويبتسم ليرى أن ما قدمه ما هو إلا لجمهور الطرب (العامة) وليثبت بعد ذلك ان مساره كان صحيحاً إلى الأغنية اليمنية ومهما سكنت المأساة قلبه فهي التي صنعت نجاحاته وصقلت شخصيته ليحتل هذه المكانة مع جيل عصره تلك المكانة البسيطة المتواضعة التي عرف بها في الوسط الفني .. ولانني أرى ان الذين يشكلون هذه الأنواع والألوان الغنائية العاطفية ربما يكونون أكثر إنسانية واشفق على نفسي أحياناً معهم لمثل هذه الإبداعات المحركة للمشاعر والمنعشة للعقول في إنسان جميل وما جف في الذاكرة ولهذه الألحان العذبة كلما أطربنا لها واطربنا بها الفنان المبدع عباد الحسيني، وحتى ننسى هذه اللحظات الحزينة بحثاً عن نور يضمنا وقبل أن نترك الليل والنهار في (إجازة طويلة) والهواء والمطر.. وبعد عناء ومشقة وقبل أن نذهب كمبدعين إلى (المكان الآخر) هل من حنان وتكريم لمثل هؤلاء الذين حرصوا على اختيار الكلمة باتقان وعلى اوتارهم الحزينة وبعد صياغتها لحناً وبصوت متفائل ورصين أمثال المطرب عباد الحسيني أم اننا سنذهب قبل ان نلمس شيئاً من قبل اصحاب البعد الثقافي الرسمي ونصاب بالفتور والوهن.
|
رياضة
المطرب عباد الحسيني رصانة صوت ووتر حزين
أخبار متعلقة