يُعَدّ سوق العرصة من أقدم الأسواق الشعبية في الإمارات، بل هو أقدم الأسواق الشّعبية. ومعنى “العرصة” هي كل بُقعةٍ بين الدُّور، واسعة ليس فيها بناء. وقد سُمّيَ سوق العرصة للسّبب نفسه. فهو يقع بمحاذاة عرصة السّوق وهــي أرض فضــاءٍ تقــع بيــن بــيت النابـودة (متحف الشّارقة للتراث) ومجلس النابودة والسّوق الذي سُمّي فيما بعد باسمها، أي سوق العرصة. وقد أتاحت هذه السّاحة مُناخًا للرّكاب وللبيع بالمُفرق والجملة والمُقايضات.ويحتوي سوق العرصة على محلاّتٍ كبيرةٍ وصغيرةٍ، وتتنوّع المعروضات في هذه المحلاّت بين التحف النحاسية والفضية والخشبية والأجهزة والمصوغات والمجوهرات التّقليدية واللؤلؤ والعملات والألبسة والأعشاب الطّبية والألعاب الشّعبية ونماذج السفن والتّمور... إضافةً إلى مقهى العرصة الشعبي الذي يُقدّم المأكولات الإماراتية الشّعبية والحلويات الشهيرة والشاي والقهوة العربية الأصيلة.ولسوق العرصة أربع بوّابات تُغلق في المساء لتأمين الحماية اللاّزمة للمحلات. وقد بُنيت حول أحد هذه البوابات مجموعة من الدّكاكين امتدّت فيما بعد لتكوّن خطًا مُستقيمًا يشبه التّعرج وتتخلّله الأزقة. وقد شكّلت في مُجملها سوقًا آخرً اصطلح على تسميته سوق العرصة أيضًا.عرف سوق العرصة في القرن الماضي كمركز للتعامل التجاري أنشئ منذ ما يقرب من 180 عاما تقريبا، وكان يعج بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى العشاء ، ولم يقتصر على عمليات البيع والشراء فقط بل كان مكانا يجتمع فيه الناس من كل مكان ويفد إليه كل غريب وتعقد فيه الصفقات بين تجار اللؤلؤ وتتم فيه الاتفاقات بين النواخذة والبحارة . ويقع سوق العرصة وتوابعه أو ما يسمى اليوم شعبيا السوق القديم أو سوق البحر في قلب الشارقة القديمة ، ولهذا السوق عبق وسحر الشارقة القديمة التي تذكرنا بزمان ولى وانقضى في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة وبشكل يومي ومستمر.