صباح الخير
عادل سيف الأثوري :المشاريع التنموية والخدمية في أي بلد قلما يكتب لها الفشل أو تتعرض للاحتيال أو الغش عند تنفيذها إلا في بلدنا الحبيب فإن المشاريع تظل عوامل الفشل أو النجاح فيها مرهونة بالقائمين عليها ونادراًً ما نجد أحد هؤلاء يعمل جاهداً لإنجاح مشروع معين بل على العكس تماماً يكونون سبباً رئيسياً في فشل هذه المشاريع وإن كان فشلاً جزئياً ما دعاني لكتابة هذا المقال أعزائي القراء هو ما لمسته من خلال زيارتي العيدية إلى عزلة الأثاور التي تبعد عن مديرية طور الباحة بضع كيلومترات وكنت قبل زيارتي إلى هذه القرى أسمع كثيراً عن مشروع مياه الأثاور الذي بدأ العمل بإنشائه قبل عام تسعين أي قبل الوحدة المباركة أدامها الله وحفظ رجالها الأبرار.وإلى فترات قريبة ربما قرأ البعض في الصحف المناشدات للأهالي والشكاوي بسبب هذا المشروع الحيوي الهام بسبب ما يعانيه الأهالي من شحة المياه ومشقة إحضارها من مسافات بعيدة تصل إلى سبعة كيلومترات مع العلم أن هذا المشروع يضخ المياه من منطقة الخزجة أحببت أن استغل هذه الفرصة للإطلاع من قرب على هذا المشروع ومعرفة أسباب عدم نجاحه في سد حاجة المواطنين من مياه الشرب وبدأت بالحديث مع ذوي الشأن والمواطنين حول هذا الموضوع.وفي الوقت الذي يؤكد القائمون على المشروع أنه يعمل بصورة ممتازة ويقوم بتغذية القرى والعزل المستهدفة بالمياه. يؤكد المواطنون عكس ذلك ولعلهم صائبون في بعض ما قالوا ومقصرون في جوانب المتابعة وتوحيد الصفوف فيما بينهم وأكثر مايسيء إلى هذا المشروع ويجعله مشروعاً خاصاً ومولوداً مشوهاً هو الطريقة التي تم بها ربط شبكة المياه بين القرى، واستطيع القول إنها شبكة عشوائية لا يمكن أن تكون نفذت من قبل مهندسين مختصين في هذا الجانب حيث تم تجاهل المواصفات والأساليب الصحيحة عند توصيل هذه الشبكة ليس ذلك فقط بل أن البعض يؤكد أن هناك بالخطة خزانات إضافية كان من المفترض أن تنشأ لتجنب الإنقطاعات المتكررة للمياه ولضمان وصولها إلى كل القرى لكنها لم تنفذ واختفت تماماً من الخطة الموضوعة من قبل الدولة ناهيك عما حدث عند توصيل هذه الشبكة من تجاهل بعض القرى وتعمد إبعاد الخطوط عن منازلهم والتركيز على أشخاص معينين بتوصيل الأنابيب إلى منازلهم، ومازالت قرى مثل (هرز والجمجام والخبرة وهيجة دقيق) محرومة من هذه الخدمة حتى الساعة حيث إن بعض هذه القرى وصلت إليها أنابيب بطرق عشوائية وتعرضت للتلف ولايمكنها ضخ المياه وبعضها حرمت بحجة أنها لم تكن بالخطة. أما رسوم الاشتراك فتصل إلى ستة آلاف ريال للعداد وتعرفة شهرية للوحدة بثلاثمائة ريال ويسمح باستهلاك أربع وحدات بهذه التعرفة. ومازال المواطنون يتذمرون ويستغيثون لكن من دون جدوى حيث أن القائمين على المشروع لايعملون من أجل توصيل المياه إلى كل المنازل والقرى ومعالجة الأخطاء لكنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية المتمثلة ببقائهم مشرفين على هذا المشروع والتحكم بدخله وتحسين الخدمة فقط لإخوانهم بالعضوية والمقربين بالنسب والبقية يرون أنهم بمثابة الأعداء لهذه المصالح يجب حرمانهم من كل الخدمات فماذا ترى الدولة في هذه الصورة التي تسيء أساساً إلى الحزب الحاكم بدلاً من أن تزيد من شعبيته؟.