رايس تعتقد ان قيام دولة فلسطينية قوية سيكون حصنا يتصدي لتنامي التطرف
واشنطن/14 أكتوبر/ من سو بليمنج: تأمل الولايات المتحدة ان يكون تشكيل ائتلاف عربي معتدل يتصدى للنفوذ الإيراني في المنطقة هو إحدى النتائج الثانوية لمساعيها لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن محللين يشكون في نجاح هذه الإستراتيجية. ترى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان قيام دولة فلسطينية قوية سيكون حصنا يتصدي لتنامي التطرف وبصفة أساسية من إيران التي تتهمها واشنطن بمساندة جماعات مثل حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية. وتستضيف رايس مؤتمر السلام في الشرق الأوسط في انابوليس يوم الثلاثاء المقبل وتسعى لكسب مباركة عربية واسعة النطاق فيما تحاول إطلاق أول مفاوضات جادة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال سبع سنوات. وسئلت رايس هذا الأسبوع إذا كانت مساعي إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لها علاقة بإيران أكثر من أي قضية أخرى فأجابت "أنها فرضية غريبة" لكنها أكدت وجهة نظرها بان تنامي التطرف في الشرق الأوسط كان عاملا رئيسيا يحرك القوى الرئيسية في المنطقة لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقالت "اعتقد أنهم يدركون التهديد الأكبر للتطرف في المنطقة والمتطرفون يستغلون هذا النزاع (الإسرائيلي الفلسطيني)." وتضغط الدول العربية على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ سنوات لتلعب دورا أكثر فاعلية في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ولكن هناك شكوكا تحيط بالنوايا الأمريكية حاليا ويتضافر ذلك مع مشاعر قديمة من انعدام الثقة في أعقاب غزو العراق في عام 2003. ويقول بروس ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ان الدول العربية السنية تتجنب الدور الإيراني في المنطقة ولكنها في نفس الوقت لا تريد ان يكون لها أي صلة بجهود أمريكية لتخويف إيران. وقال ريدل وهو حاليا في مركز سابان بمعهد بروكينجز في واشنطن " يخشون إيران. لا شك في ذلك. ولكن ما إذا كانوا يرغبون في ان تكون لهم صلة علنية على هذا النحو أمر مختلف." ومع الترحيب بمشاركة أمريكية اكبر فان كثيرا من المحللين يتساءلون لماذا تربط إدارة بوش بين الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية ومشاكل إقليمية أخرى الآن فقط. وقال دانييل ليفي وهو مفاوض إسرائيلي سابق يعمل الآن مع مؤسسة نيو أمريكا "كان أول رد فعل لي (صباح الخير). استلزم الأمر سبع سنوات لتدركوا ذلك." وكانت السياسة الأمريكية تقوم على عزل سوريا وإيران ولكن ليفي يقول ان هذه السياسة قد تأتي بنتائج عكسية حين يتعلق الأمر بمباركة العرب لمفاوضات إقامة دولة فلسطينية. وحث الولايات المتحدة على ان تكون أكثر شمولا في تناول قضايا المنطقة بصفة خاصة مع سوريا التي علقت مشاركتها في انابوليس على بحث قضية الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1976 في مؤتمر انابوليس. وقال ديفيد ولش المسئول البارز في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي انه يرحب بحضور سوريا المؤتمر لإبداء وجهة نظرها وان واشنطن "لن تغلق مكبرات الصوت" إذا ما أثيرت قضية مرتفعات الجولان. وقال روب مالي من المجموعة الدولية لإدارة الأزمات "إيران وسوريا وحماس وحزب الله أقوياء جدا وبوسعهم إفساده (المؤتمر) وإفساد العملية. يتمتعون بأصداء قوية في الشارع العربي بحيث لا يمكن تجاهلها." وشكك دانييل بليتكا رئيس معهد أمريكا انتربرايز المحافظ في وجود إستراتيجية تهدف لتكوين ائتلاف عربي معتدل ضد إيران وحذر من التعامل مع سوريا. لكن السفير الأمريكي السابق في سوريا وإسرائيل ادوارد جيريجيان اتفق مع رايس في ان إحراز تقدم على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية قد يساعد في تهميش دور المتطرفين. وقال جيريجيان وهو حاليا مدير معهد بيكر في جامعة رايس في تكساس "ارتباط هذه القضايا مهم ولكن دعوني أؤكد ان الولايات المتحدة ينبغي ان تعالج القضية العربية الإسرائيلية كمسألة قائمة بذاتها."