عددهم 77 ألف فرد من العرب السنة
بغداد / 14 أكتوبر / دين ييتس : قال قائد عسكري أمريكي أمس الاثنين إن الحكومة العراقية تريد بدء دفع أجور وحدات الأمن المعنية بالأحياء التي تدعمها القوات الأمريكية ويرجع إليها الفضل في المساعدة في الحد من العنف في البلاد. ولم تكن الحكومة العراقية بقيادة الشيعة تشعر في بعض الأحيان بالرضا التام فيما يبدو عن النمو السريع لمثل هذه الوحدات التي يطلق عليها الجيش الأمريكي اسم "مجالس الصحوة". والغالبية العظمى من هذه الوحدات التي تضم 77 ألف فرد من العرب السنة الذين تمت الاستعانة بهم من داخل أحيائهم لحراسة نقاط التفتيش. وقال البريجادير جنرال ادوارد كاردون نائب قائد المنطقة الممتدة من الأطراف الجنوبية لبغداد وحتى وسط العراق إن قوات التحالف تدفع حاليا أجور هذه الوحدات. وأضاف في مؤتمر صحفي "ولكن حكومة العراق اتصلت بنا لتوها لتقول إنها تود أن تتولي هذا الدور وستبدأ العمل مع مجالس الصحوة وتدفع لها مقابل ما تقوم به." وتابع "ما زال هذا الأمر في المراحل الأولى ولكنه تطور إيجابي للغاية." وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية إنه لم ترد إليه على الفور معلومات عن وجود أي خطة عراقية لدفع الأجور. وسوف تشير مثل هذه الخطوة إلى زيادة دعم الحكومة لهذه الوحدات. وكان كاردون يشير فقط فيما يبدو إلى المنطقة الممتدة من جنوب بغداد إلى وسط العراق حيث قال إن هناك 28 ألف فرد من هذه الوحدات منهم نحو 20 ألفا يتلقون أجورا. وأضاف أن العدد المتبقي من المتطوعين.، ويمكن أن يحصل أعضاء مجالس الصحوة على نحو 300 دولار شهريا وهو مبلغ يقل كثيرا عن أجر أفراد الشرطة أو الجنود العراقيين. وظهر مثل هذا النموذج لأول مرة في محافظة الأنبار في العام الماضي عندما جمعت عشائر من العرب السنة شبانها في وحدات للتعاون مع الجيش الأمريكي في محاربة تنظيم القاعدة في العراق الذي كان يسيطر على أجزاء من هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة. وبالاشتراك مع القوات الأمريكية تم تشكيل أكثر من 180 من "مجالس الصحوة". ولكن هذا أغضب بعض الشيعة الذين يقولون إن القوات الأمريكية تشكل ميليشيات لا يمكن محاسبتها. وكان بعض أعضاء وحدات الأمن الجديدة أفرادا سابقين في جماعات مسلحة للسنة. وكان الائتلاف العراقي الموحد الحاكم بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي قال في وقت سابق إن المقاتلين الجدد يثيرون الاضطرابات حول بغداد بحجة محاربة القاعدة. وأكد كاردون مجددا موقف الجيش الأمريكي قائلا إن الجنود الأمريكيين لا يسلحون مثل هذه الجماعات ولا يشكلون ميليشيات جديدة.، وأردف قائلا "نحن فعلا ندربهم ولكننا ندربهم على كيفية إدارة نقاط تفتيش. هذا كل ما في الأمر. نحن لا ندربهم على القيام بعمليات... نحن لا نسمح لمجالس الصحوة بأن تتشكل في المناطق التي لا نعمل بها."، وتابع "ما من أحد يمكن أن ينكر أنهم نجحوا بشكل ملحوظ في تحقيق الاستقرار الذي نتمتع به اليوم. السؤال الحقيقي هو ما هي الخطوة التالية.." ويقول قادة أمريكيون إن مجالس الصحوة مؤقتة ولكن بعض المحللين يتساءلون عما سيحدث للأفراد الذين لم يتم دمجهم في قوات الأمن العراقية خاصة إذا لم يحصلوا على أجورهم. ويرى محللون إنهم من الممكن أن يغيروا ولاءهم بسهولة. كما تم إرجاع تراجع العنف في العراق إلى "زيادة" في حجم القوات الأمريكية بلغت 30 ألف جندي إضافي ووقف لإطلاق النار من جانب ميليشيا جيش المهدي.