دبي تخط الجملة الأولى لقصيدة عالمية
دبي/ متابعات: اختتم مهرجان دبي الدولي للشعر أعماله أمس بإطلاق جائزة دبي للشعر بفئات ثلاث، وإطلاق رابطة شعراء العالم التي ستعمل على تعزيز الروابط بين شعراء العالم، كما ستمثل رافداً مهماً لمهرجان دبي الدولي للشعر في دوراته المقبلة. وحضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الحفل الختامي للمهرجان الى جانب لفيف من الشعراء أبرزهم الشاعر النيجيري العالمي الشهير الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، وولي سوينكا، والشاعر الفارس الجنوب أفريقي برايتين برايتنباخ، والشعراء والأدباء المشاركون في المهرجان، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وحشد كبير من الجمهور. وفي كلمته قال الشاعر والأديب وولي سوينكا، «إن الشعر يعني بالنسبة لي، التحرر من القوى المختلفة الغريبة، كما أنه يمثل الرؤية الداخلية كشاعر، والشاعر كطفل أيضاً، حيث إنه كلما اقترب الشاعر من الطفولة كلما كان شعره أكثر وضوحاً»، معرباً عن شعوره بالفخر والامتنان لوقوفه أمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً إن سموه ليس فقط شاعرا بل هو ينحدر من سلالة عريقة في الشعر، حيث إن الشعر ينساب في أجداده مشيداً بتوزيع كتاب يحوي أشعار سموه على جمهور الاحتفال. ودعا سوينكا في كلمته إلى العمل على زيادة مستوى تمثيل الشاعرات النساء في الدورات المقبلة لمهرجان دبي الدولي للشعر لإيجاد توازن بين الشعراء والشاعرات في المهرجان، مشيراً إلى أن هناك شاعرات كثيرات وهن الأقدر على التعبير عن رؤيتهن للمجتمع وقضاياه، مشيراً كذلك إلى أن بعض الشاعرات لا يملكن القدرة على التعبير عن أنفسهن شعراً. واختتم سوينكا كلمته بالإشارة إلى أنه سيذكر عندما يعود إلى بلده نيجيريا أن دبي مركز ثقافي مليء بالنشاطات الثقافية، وخاصة الشعر الذي يحظى بالحب والتقدير الكبيرين باعتباره محفزاً للرقي الإنساني. ومن جانبه بدأ جمال بن حويرب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي الدولي للشعر 2009، كلمته ببيت شعر لأبي تمام يقول فيه: [c1]ولولا خلال سنة الشعر ما درى بغاة العلا من أين تؤتى المكارم[/c]وقال: «عشنا معاً في الأيام الماضية لحظات لا تنسى، حلقنا فيها معاً على أجنحة شفافة رقيقة تأتي لها أن تحملنا معاً إلى عتبات مدينة الإبداع الفاضلة، مدينة يعمها الأمن والأمان، يتساوى فيها الناس على اختلاف ملامحهم وصفاتهم، تذوب فيها طبائع الاستعداء والكراهية والاستبداد، مشيراً إلى أنه لا يتكلم عن مدينة المستحيل إنما عن مدينة الشعر التي احتضنت هذا المهرجان بضيوفه في الأيام القليلة الماضية».وأضاف بن حويرب: «إن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت وراء مبادرة مهرجان دبي الدولي للشعر، وتأسيس كيان للشعر والشعراء، وإتاحة كل فرص التواصل بين شعراء العالم، وإيصال رسائلهم لجنبات الكون، حيث إن كل ما تقوم به إدارة المهرجان من عمل وما تسعى إليه من طموحات وتطلعات هو من أجل تحقيق هذه الرؤية، وجاء المهرجان الأول حيث بذلنا جهودنا لإبراز وجوه من رؤية سموه من خلال إبراز أصوات شعراء العرب والعالم وإبداعاتهم ومواهبهم التي تحتضن جوهر حضاراتهم ورسالتها وقيمها وقيم التعبير عنها حيث قامت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم برعاية هذه المبادرة وإظهارها بأفضل صورها وتنظيمها على أكمل وجه». وأضاف: «إن المشروع الإصلاحي الحضاري في مختلف الاتجاهات التنموية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية الذي بدأه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ساهم في تعميق الوعي الإنساني لدى كل فرد في دولة الإمارات ولدى كل من يزور دبي ويعيش على أرضها، وأوجد الأرضية الخلاقة لكل المبادرات المبدعة، والتي من ثمارها مهرجان دبي الدولي للشعر وبيت الشعر الذي انبثق عنه، وهما لفتتان حضاريتان إنسانيتان بامتياز. وأعلن جمال بن حويرب عن إطلاق جائزة دبي للشعر والتي تتضمن ثلاث فئات هي فئة شاعر الإنسانية، وفئة الشاعر المترجم، وفئة الشاعر المبدع، كما أعلن عن إطلاق رابطة عالمية للشعراء تحت رعاية مهرجان دبي الدولي للشعر باسم «رابطة شعراء العالم» والتي سوف تكون رافداً للمهرجان، كما ستعمل على تفعيل التواصل بين شعراء العالم ونواة لشبكة عالمية تربط شعراء العالم عن طريق الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال. واختتم بن حويرب كلمته بإلقاء أبيات من شعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي أسُتوحي منها شعار المهرجان: [c1]أوضح من الشمس شعري يوم أغني بهتبهر معانيه مسموعه ومكتوبهلا .. ما أعيبه ولا أرضى حد يعيبهأسهر عليه الليالي أنفي عيوبه[/c]وعُرض في نهاية الحفل فيلم تسجيلي تم خلاله استعراض المراحل الرئيسة وأهم المحطات في مهرجان دبي الدولي للشعر، وبهذا تكون الجولة الأولى من مهرجان دبي الدولي للشعر قد انتهت، لتخط بذلك الجملة الأولى لقصيدة عالمية تنوي دبي كتابتها على مدى خمس سنوات بألف شاعر ولغة واحدة للمحبة والسلام، أي بجوهر الشعر الصافي. المهرجان الذي انطلق في الرابع من مارس الجاري كان موفقا في اختيار توقيته فقد استهل الربيع بقصيدة، وعانق البحر بألف أغنية في شهر يعرف طقوس الغناء الشعري، ففيه اليوم العالمي للشعر وكأن المهرجان كان مقدمة ضرورية لتصحيح مسار الاحتفال وتذكير الشعراء أن اللغات المختلفة واللهجات المتباينة ليست سوى تنويعات على لحن واحد هو القصيدة.