بكيل عبدالجليل محسن:[c1]النقد في اللغة يحمل معنيين:ـ[/c]المعنى الأول :ـ تمييز الجيد من الرديء من الدراهم والدنانير والنقود..فأنت تقول: نقدت الدراهم وانتقدها إذا ميزت جيدها من رديئها وأخرجت زائفها ولذلك قال الشاعر:الموت نقاد بكفه جواهر يختار منها الجيادا فهذا معنى للنقد:اختيار الجيد ،وتمييز الزائف ـ المعنى الثاني :ــالعيب والتجريح،قال أبو الدرداء رضي الله عنه :"الناس إن نقدتهم نقدوك.وان تركتهم لم يتركوك " يعني أن عبتهم عابوك، وان سكت عنهم عابوك ـ أيضاًــ فلا سلامة منهم .وعلى كل حال فالمعنى الأول تمييز الطيب من الخبيث ،والحسن من القبيح ،والمزيف من الحقيقي ،هو الذي ينطبق على المفهوم الشرعي للنقد.فالنقد في الشرع يعني :معرفة الخطأ والصواب ،ويعني :الثناء على الخير ومدحه وذم الشر ونقده ،سواء أكان هذا الخير أو الشر في شخص، أو كتاب، أو عمل أو هيئة ،أو دولة، أو جماعة، أو أمة أو غير ذلك ،وهذا هو المعروف لدى أهل العلم والإيمان أفراداً وجماعات ،خاصة لدى أهل القرون الأولى المفضلة ،فان الغالب على ذكرهم أنهم كانوا ينتقدون لبيان المعروف والأمر به ،وبيان المنكر والنهي عنه ،وهذا هو المعروف من سيرتهم وأقوالهم رضي الله عنهم ..إذا المعنى الثاني للنقد مذموم .لماذا؟ لأنه يقود إلى الثلب والعيب والتجريح ــ فهذا هو الغالب على أهل هذا الزمان ،الذين يعدون النقد ــكما أسلفنا ــ صورة من صور العداوة والبغضاء والتشهير والتأليب على الشخص المنتقد أو على الجهة المنتقدة ولذلك لا يقبلون النقد لأنهم يعدونه نوعاً من التنقيص وكذلك هم لا ينتقدون إنساناً إلا إذا أبغضوه وحاربوه فهم ينتقدونه لأنهم يسعون إلى إسقاطه لا لأنهم يسعون الى معرفة الحق من الباطل .بل همهم جمع المثالب وحشد المعايب فلذلك قال الرسول(ص)"لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة "إذاً هذا هو حال أهل زمننا هذا الذين لا دافع لهم إلا الحسد البغي والحقد والظلم وما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم.
|
ثقافة
ماذا نعني بالنقد ؟
أخبار متعلقة