أقواس
لو أننا تمعنا فيما يقوم به الأطفال في رياضهم وبين حنان وحب وتربية مربياتهم لم ، لو تمعنا في هذه الزهور البريئة ، لأمكن لنا رسم ملامح المستقبل بروئ واضحة المعالم ، وبخطى واثقة نحو مستقبل كله أمل وتفاؤل وانتصارات محققة تعطينا دفعات لمواصلة المشوار بهمة أكبر وعطاءٍ أكثر ترسيخاً لمدماك التربية لدى هؤلاء الذين نراهم اليوم ونتملى في مشاهدتهم وهم يصنعون الفرح الكبير ، علينا ، فما يا ننا أن يكون أكبر من حجمهم هم !الذي دفعني لتلك الكلمات النمطية ، هو اندهاشي حقيقة قبل غيري من الحضور الذين حضروا احتفال رياض أطفال عدن الذي تم في 22 مارس الماضي في قاعة ناي ضباط الشرطة بجزيرة العمال ، وهو الحفل الذي أحيته رياض عدن مجتمعة ،وقامت بترتيب فقراته وإظهاره للحضور بما هو لائق الأستاذة المقتدرة والتربوية المجربة الأم الحنون /عفيفة محمد سعيد نعمان التي كنا نجهل قدراتها حتى وهي مديرة للتربية في البريقة في فترة سابقة ، لم نكن نعرف ما لدى هذه المعلمة والتربوية من ملكات استطاعت أن توظفها في أهم مجال من مجالات الحياة هو رياض ، الأطفال بالطبع ... وكانت فقرات الحفل لافتة وذات قيمة جمالية وأخلاقية ، وهي والله فقرات،على براءتها وبساطتها سوف يكون لها شأن عظيم في المستقبل إن شاء الله !هي فقرة .. كانت كبيرة وعظيمة ومؤثرة .. هي فكرة الحياة منذ الولادة حتى الوفاة .. قدمها أطفال عبروا فيها خير تعبير وتركوا لنا الاندهاش وذرف الدموع.. ولا ندري كيف نقيس الدموع .. أهي دموع حزن .. أم دموع فرح وانبساط وتعبر عن الرضا الذي ينتزع العبرات .. أو هكذا ..الفقرة كانت بعنوان (الشجرة ) وهي فكرة تربط بين الإنسان والشجرة كعلاقة هامة متبادلة وفيها الفوائد الجمة ، وقد عبرت الفكرة عن(شجرة تفاح) يدور بينها وبين الطفل حوارٌ حول الحياة .. ونرى حواراً بين الطفل والشجرة وهو يحكى حاجة الطفل واستعانته (بالتفاحة الشجرة) التي تمنحه مساعدة منذ بدء حياته حتى شيخوخته ، ما يخلق رابطاً من الحب والعاطفة التي جعلت الشجرة تنتظر قدوم الطفل ثم الشاب والشيخ بصبر وفرح لتقدم له ثمارها وفروعها وأغصانها ، لتقدم له بها طعاماً وظلاً ومنزلاً حتى صار الاثنان في آخر العمر!لم يعد الطفل /الشيخ يقوى على الحركة ولم تعد الشجرة تملك إلا جذورها وساقها الهش الذي يخلو من الأوراق والفروع والثمار.. فكان التصوير بديعاً ومؤثراً ويرمز إلى أطوار الحياة التي يجب أن نفهمها وأن نوفيها حقها قبل فوات الأوان .. لأن هكذا تصوير بديع يعبر عن أفكار عظيمة يرسخها المربون في أذهان الأطفال ويجسدونها في مشاهد حية تمنح هؤلاء البراعم الصلة الحقيقية والهامة بين الإنسان والبيئة ، بين الأخذ والعطاء والتضحية ، وتقدم دروساً في هذا السن الخطير عن كيفية أن يحترم الإنسان الشجرة والبيئة التي يحتاج إليها ، وتحتاج هي إليه في علاقة حميمية تعبر عن مكنون مخلوقات الله بينها البين والحياة المتناغمة بينها دون أن يستغني الواحد عن الآخر.. أبداً..وكان المشهد الفني الجمالي الرائع عندما أتى الشيخ باحثاً عن ظل الشجرة ليتقي به حرارة الشمس ، كانت الشجرة عوداً يابساً لا تقدر على ما كانت تقدمه من قبل .. فانتهى الإثنان ، الإنسان والشجرة ، وأغلقت أستار حياة ، لتبدأ حياة أخرى جديدة .. وهي سنة الله في خلقه .. إلى يوم الدين !بهكذا فنون راقية ورائعة .. تقدمها رياض أطفالنا في عدن .. ماذا تبقى لنا اليوم لكي نقدمه لهذه الرياض بعد ضياع صندوق الطفل (سابقاً) وشحة الموارد ، وربما عدم الاهتمام بالرياض من قبل بعض القيادات .. فهل نبدأ بالاهتمام فعلاً .. هذا هو الأمل المرجو .. ولرياض عدن وقياداتها وقيادة مكتب التربية وكل المبدعين في هذا المجال التحية على ما هم فيه من تضحية أوصلت الإبداع إلى منتهاه .. ولـ(ماما عفيفة ) مديرة إدارة الرياض أزكى التحايا والاحترام .