مدارات
ذكر القران الكريم إن مجرد اجتناب الكبائر يكفر السيئات الصغائر قال تعالى :( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنة نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) النساء (31 )والصغائر البشر عامة مبتلون بها ولهذا حين وصف الله المحسنين والأخيار من عباده لم يصفهم إلا باجتناب كبائرالإثم والفواحش قال تعالى :(والدين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ... الخ الآية ( 37 ) من سورة الشورى ووصف عز وجل الذين أحسنوا أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم انظر الآية ( 32 ) من سورة النجم .واللمم هو الذي يلم بالذنب ثم لايعاوده أوهو مادون الكبائر وهذه الكبائر لايكفرها إلآ التوبة النصوح باستثناء الشرك بالله بعد الإيمان.وفد ابتلينا في هذا الزمن بالكثير من الوعاظ الذين يتصدرون المجالس ويعتلون المنابر من تيار الرفض والعنف والإرهاب ولا يفقهون الا لغة التكفير والتفسيق والتبديع وهذه كلها لاتمت لسنة الرحمة المهداة للعالمين إنما الأصل في الدين التيسير لا التعسير والتبشير لا التنفير والوسطية والاعتدال لا الغلو والتطرف 0 إنهم يحللون ويحرمون وهم مقلَدون في عباداتهم ومعاملاتهم والعلماء على إجماعهم متفقون على ان المقلد لايجوز له أن يفتي لأنه لم يبلغ درجة الرسوخ والاجتهاد في العلم وهؤلأ غير مؤهلين للفتوى والاجتهاد واغلبهم يصعد على المنبر يردد كالببغاء كل ما لديه من محفوظات عن السلف دون أن يكون ر أياً في ذلك لأن علمه يقوم على الثقة لا على البينة ولا يمتلك حرية الرأي الاجتهادي لأن تحصيله العلمي قام على التلقين والمشافهة وهؤلأ يقوم تكفيرهم على رفض المجتمع والعصر بجميع مؤسساته وتعرفهم من خلال الشدة والصرامة في الالتزام مع أن الأصل كما ذكرنا هي المرونة والتيسير ورفع الحرج - ويوصفون بالاعتزاز بالذات الذي يؤدي الى نزعة الاستعلاء على المجتمع اليمني بلد الأيمان والحكمة وربنا يقول في محكم كتابه لهم ( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) كذلك يوصفون بسؤ الظن بالآخرين جميعا وعندهم ضيق أفق في فهم الدين وفهم الواقع وفهم السنن الكونية والاجتماعية .ويستعجلون الأشياء قبل أوانها ويسارعون إلى التكفير بغير تحفظ ويتخذون القوة سبيلا لتحقيق الأهداف ويسهمون بالجزئيات قبل الكليات وهذه النظرة الجزئية للأشياء تؤدي بهم إلى نتائج ناقصة وخاطئة وغالبا ما يضيقون بالخلاف ويتصفون بالخشونة في الدعوة والجفاف في الروح والدليل على نظرتهم الجزئية المقدمة على النظرة الكلية تركيزهم على الفروع قبل الأصول كالضجة التي افتعلوها قبيل عيد الحب أو الحفلة الفنية التي أقيمت في ملعب 22 مايو بعدن ولم يركزوا على ما هو اكبر من ذلك كمشاهدة القنوات الفضائحية الغربية التي تقدم دروسا خصوصية في الجنس والدعارة والشذوذ والإنحراف والإثم والفواحش ما ظهر منها وما بطن وتؤدي إلى انحلال الأخلاق وتساعد على الفجور وتمييع القيم وكذلك عدم تركيزهم على ما يبث عبر المحمول والجوال الذي بين أيدي الفتيات والمراهقات والمراهقين من خلال ( البلوتوت) القادم مع رياح العولمة الثقافية وتكنولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات التي اخترقت جدران منازلهم الإسلامية وعلى مرأى ومسمع هؤلأ الوعاظ الذين لايستطيعون أن يحركوا ساكنا أو حتى يعملون على مواجهة هذه الموجة الإباحية الكاسحة التي ستجرف الجميع إلآ من رحم ربك وربما بعض هؤلأ الوعاظ يأمرون بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب وقد ظهر بين أوساط هؤلأ الوعاظ المتشددين من يقول : ( إحذروا الإسلام المعتدل) فهو أشد خطرا من غيرة وهم لايعلمون بأن أصحاب الإسلام المعتدل والوسطي هم من يمتاز بفقه الدين فقها يتميز بالشمول والاتزان والعمق - وفق الواقع والحياة دون تهوين ولا تهويل ويعرفون واقع المسلمين ‘ وواقع أعدائهم - فقه سنة الله وقوانينه التي لا تتبدل ‘ وخصوصا سنن الاجتماع البشري وفقه مقاصد الشريعة وعدم الجمود على ظواهرها مع فقه الموازنات والأولويات وفقه الاختلاف وأدبه مع الفضائل الاسلاميه الأخرى والجمع بين السلفيه والتجديد كالحفاظ على نسيان العصر اوبين الأصالة والمعاصرة - الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر - الإيمان بأن التغيير الفكري والنفسي والخلقي أساس كل تغيير حضاري - تقديم الإسلام مشروعا حضاريا متكاملا لبعث الأمة وإنقاذ البشرية - اتخاذ منهج التيسير في الفتوى والتبشير والعد اله الاجتماعية وحقوق الانسان - والحوار بالحسنى مع المخالفين من غير المسلمين أو المهزومين روحيا والله من وراء القصد