صباح الخير
قررت ان اعيش لحظاتٍ من الزمان في ظلال خيالي مع تفكير بؤساء آخرين، وأن البس نظارة سوداء من (موديلاتهم) المعشوقة.. فرأيت العجب العجاب من امر هذا الوطن وحاله وحكامه!!.فلم أعد ارى حولي من صحة او تعليم، أو أمن أو نظام او خلُق او دين، او جدار ينصب او طريق مستقيم!!المستشفيات فيها اقتسمها الأكابر، أراضي ومنازل وقصوراً للمترفين.. والمجمعات الصحية اجّرت متاجر ودكاكين.. وأطباء الحكومة سرحوا من وظائفهم.. وتوجهوا الى العيادات الخاصة في المسالخ الطبية وشحذوا السكاكين.وأما المدارس والتعليم فقد مُنح المدرسون اجازة اكاديمية وفرضت على التلاميذ الرسوم الخيالية..واصبح المعلمون بلا سلّم وظيفي ولا تأمين..واصبح من العسير جداً أن يجد ابن أي مواطن فرصته للتعليم حتى ولو في المستوى الابتدائي الا بالمعرفة والزلط والمراكي والشافعين..واصبحت المدارس حكراً على ابناء المسؤولين فقط وابناء الشعب في الجحيم..والأمن، وماادراك ماالأمن! القتل بالجملة، وجرائم التقطع والسرقات وهتك الاعراض بلاحساب..ولم يعد هناك سجون ، باستثناء السجن السياسي.. ولايوجد مجرم قط حبيس القضبان.. فالكل يسرح ويمرح كما تسرح الانعام.. والشرطة في خدمة القتل والقمع والتنكيل والارهاب.. وماأدراك ماالارهاب! فقتل الابرياء هنا وهناك بقنابل القتلة ومفخخات المجرمين تعمل بنجاح غير مسبوق.. والشرطة تحمي القاتل وتسلحه بالذخائر..اما الخدمات فقد قضي على ماكان منها.. وحل محلها الخراب والبور.. فلم يعد هناك طريق يشق.. ولا ماء ولا كهرباء رغم ان سكان الوطن لم يتجاوزوا مليوني نسمه فكيف لو صرنا عشرين مليوناً؟ من الله الستر والتسديد.!!ولم يعد في البلد مؤسسات قضائية فالقضاة تحولوا الى خطباء مساجد، ولاأمنيه ولاسلطات تحقيق ولاجهات خدمات ولامرافق حكومية ولامستشفيات ولامدارس بإستثناء انجاز واحد عظيم هو شوية احزاب من اصحاب الرأي والرأي الآخر وأخرى من بضاعة (الإفك المشترك) مع ان اللّه سبحانه سمّاه الإفك المختلف فقال: (انكم لفي افك مختلف يؤفك عنه من أفك قتل الخراصون.. ) .. ومع ذلك فهؤلاء الاشاوس اسمهم (لقاء الإفك المشترك). للّه في خلقه شؤون.ثم خلعت النظارة.. وتبدد ذلك الخيال المخيف الذي احتضنني لحظات ويحتضن غيري سنوات(!) فحمدت اللّه ان حالنا ليس كذلك الذي توحي به افكارهم ومايسطرون، تذكرت قول اللّه من سورة الانعام: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً، شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غروراً، ولو شاء ربك مافعلوه.. فذرهم ومايفترون".وقول الّله تعالى من سورة الاحزاب: "قد يعلم الله المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم: هلمّ الينا, ولا يأتون البأس إلاقليلاً".فاتقوا اللّه ياسادة.. فإن حقدكم على السلطة.. وحزنكم على فواتها منكم.. قد اورثكم الإفك والزور .. فلا تقولون الا إفكا ولا تشهدون الا زوراً.. دعوا الآخرين يعملون.. والفساد الذي تتباكون منه انتم عنه راضون، وله داعمون.. كي لاتتهاوى امامكم الشماعة التي تعلقون عليها تجاراتكم بقضايا الرأي والحرية والكرامة والوطن والدين(!).تذكروا ان اللّه تعالى لما اراد خلق آدم قالت له الملائكة: "أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني اعلم مالا تعلمون".ومراد الآية ان آدم وذريته سوف يعمرون الأرض مع وجود ذرية فاسدة من ابنائه، وأن هذا الفساد لن يعلو قدره، فيمحوا من الارض الصلاح ولكن الافاكين في عدم الفقه مشتركون(!!!).انني كواحد من ابناء هذا الوطن الغالي كم احس بالضيق والحرج وأنا اقرأ الصحافة الصفراء والمشتركة وليس فيها إلاَسباق حميم على تسميم المناخ وابداع صور القتامة ورسم ملامح البؤس لوجه الوطن الحبيب بدلاً من ان يشدوا الوثاق للمساعدة وقهر الصعاب وتحدي الحاضر وتذليل المستقبل!! ولكن الايمان بالله وبحق الحياة الكريمة لن يدعهم هم وأبليس ان يشوّشوا على الناس ويقلقوا راحتهم وإلا فإن المثل العربي القديم يقول: (ان البلاء موكل بالمنطق) .. او كما تقول العوام: (على نياتكم ترزقون).وصدق اللّه القائل" وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فأصبحتم من الخاسرين".